أم الذهب
ضَبط شيخ الحارة بنفسه يونس القفا وهو يُغوي رجلًا حال خروجه من الزاوية لقضاء سهرة هوى. وقال له شيخ الحارة غاضبًا: جريمتك مضاعفة؛ فأنت تقود إلى الفساد، ولا تكتفي بذلك، بل تختار ضحاياك من أهل الصلاة والتقوى. فقال الرجل بخوف وقهر: فعلتُ ما أُمرت به.
– أجِبني فورًا عند من تشتغل؟
– عند ست ربيبة المشهورة بأم الذهب.
كان بيتها خارج القبو عند حافة القرافة. وكانت جميلةً وافية المعالم، ولأنها تُرى في الطريق بوجه، وفي البيت بوجه، وفي النهار بوجه، وفي الليل بوجه، فلم يستطِع أحد الجزم بعمرها.
وراقب شيخ الحارة بيتها حتى كبسه في الوقت المناسب. سقطت المرأة بعد حمل سري طويل. وقال شيخ الحارة لأم الذهب: إني أفهم كل صغيرة وكبيرة في عملك، ولكن يُحيِّرني أمر واحد، كيف وجَّهتِ خادمك أخيرًا لاصطياد المتردِّدين على الزاوية؟
فقالت المرأة بجدية: عانيت من الآخرين القهر والنهب والعربدة، فقلت أُجرِّب الناس الطيبين.
ولم يتمالك شيخ الحارة نفسه من الضحك، ولكن المرأة لم تضحك.