زغرودة
دقَّت طبول الزفاف وطارت زغرودة إلى السماء. قال زهران بأسًى: إنه زفاف ياسمين ومهران. ونظر إلى صديقه مهران بين الورود والأصحاب، وقال بدهشة: وها هو العريس يتبختر والحظ يبتسم والدنيا حظوظ.
وقالت له أم إسماعيل: لا تحزن على ما فاتك، الغيب مليء بالحِسان.
ولكن هذه المرأة لا تعرف كل شيء، لا تعرف أنني ومهران بدأنا العمل في يوم واحد بوكالة القللي، وأحببنا ياسمين حب الجار للجارة في عام واحد، وراح هو يدَّخر الفائض من مرتبه، أمَّا أنا فظننت أن أي ادخار لن يكفي ثمنًا لمهرها؛ فرُحت ألهو وأقتني دواوين العشاق، حتى انتبهت ذات يوم على خبر يجري ما بين القبو والميدان، معلنًا خطبة ياسمين ومهران.
– يا أم إسماعيل، خسرتها لأنني عرفت قيمتها الحقيقية.
فضحكت المرأة لتُهوِّن عليه وقالت: أو لأنك لم تعرف قيمتها، وسوف آتيك بأحسن منها.