صُرَّةُ المَحْمَل
اعلموا وفقنا الله وإياكم لما فيه السداد، وهدانا إلى طريق الرشاد، أني قد تعيَّنت
أمينًا لصُرَّة١ الحج الشريف في طَلعَته٢ سنة ١٢٩٧ﻫ/١٨٨٠م، وعودته سنة ٩٨ هجرية/١٨٨١م، وكانت سعادة عاكف باشا٣ اللوا٤ أميرًا على الحاج في هذا العام، ورئيس أورطتي٥ السَّواري٦ حضرة عاطف بيك٧ القائمقام.٨ وهاتان الأورطتان عبارة عن ثمانية بلوكات،٩ معها مدفعان جبليان من الششخانة،١٠ وثلاثة وعشرون طوبجيًّا.١١ وكان عدد الجميع بضباطهم: مائتين وواحدًا وأربعين شخصًا تابعين الصُّرَّة؛
لحفظها وحفظ المَحْمَل والحجاج ووَكْب المَحْمَل في البنادر١٢ التي يمر بها.
وكان مبلغ الصُّرَّة: ١٣٦٣٤١٧ غَرْشًا، عنها جنيه إنكليزي عدد: ٥٦١٩، ريال بطاقة
عدد:
٣٩٦٠٠، غروش: ٢٢٣١٠. من ذلك مصروفات خدمة الصُّرَّة ذهايًا وإيابًا، ومُرَتَّبات العُربان،١٣ ومجاوري مكة والمدينة،١٤ والتكايا١٥ وغيرها، فضلًا عن الأمانات التي تُرسَل إلى أربابها من دواير١٦ ونحوها، ثم ثلاثون
قنطارًا من الحلواء،١٧ ثولاثة قناطير من الشمع السَّكَنْدري،١٨ وعدد من الأكراك،١٩ والبنشات،٢٠ والأقمشة والشيلان الكشميرية،٢١ والشال الأبيض.٢٢
والمستخدمون مع أمين الصُّرَّة هم: حكيم،٢٣ وأجزجي٢٤ برتبة يوزباشية،٢٥ وصرَّاف،٢٦ وكاتبان، وبيرقدار٢٧ المَحْمَل، ومبلغ الجبل، وضوئية٢٨ وعكامة،٢٩ وفرَّاشون لنصب خيام الموظفين، وسقَّاءون،٣٠ وأمينا كساو،٣١ لتفرقتها على العُربان٣٢ وغيرهم، ومقدار كافٍ من الجِمال، لحمولتهم وحمولة مؤن العساكر والمياه.
وجميع الترتيبات المتعلقة بالمَحْمَل والصُّرَّة والمشتروات والتجهيزات جارٍ أعمالها
سنويًّا بمعرفة الروزنامجة،٣٣ بناء على أمر الداخلية. وأن مرتب أمير الحاج خمس مئة جنيه إنعامًا،٣٤ سوى ماهيَّة الرتبة،٣٥ ومرتَّب الأمين خمسة وسبعون جنيهًا إنعامًا، سوى ماهية الرتبة، مع خَرج أحد عشر
شخصًا، ولسائر مستخدمي الصُّرَّة مرتبات على حسب درجاتهم.
١
الصرَّة: المبالغ المخصصة للمحمل المصري ذهابًا وإيابًا، سُميت صرَّة لأن العُملة
كانت معدنية، وتُحفظ في كيس، ثم تُقسَّم إلى أكياس صغيرة، أي: صُرَر ومفردها
صُرَّة، وتُوزَّع على من خُصصت لهم.
٢
طلعته: ذهابه.
٣
باشا: من اللغة التركية وتعني: الحاكم، الوزير، الوالي، نائب السلطان،. وأغلب
الكلمات التي يستخدمها الرحَّالة هنا هي من اللغة التركية المعروفة في العهد
العثماني.
٤
اللوا: رتبته العسكرية.
٥
أورطة: القوات العسكرية المصاحبة للمحمل المصري.
٦
السواري: الفرسان.
٧
بيك: السيد صاحب الشأن الكبير، وهي أقل من رتبة الباشا.
٨
القائمقام: القائم مقام أي الذي يقوم مقام الأمير في رئاسة اللواء.
٩
بلوكات: الحامية العسكرية أو السرايا المصاحبة للمحمل.
١٠
الششخانة: المدافع التي تُحشى بملح البارود ولا تُستخدم فيها القذائف
جاهزة.
١١
الطوبجي: المدفعي. وهم رجال المدفعية المصاحبة للمحمل.
١٢
البنادر: جمع بَندَر. وهو الميناء والمرسى الذي ترسو فيه السفن والبواخر.
١٣
مرتبات العُربان: المبالغ المخصصة لشيوخ القبائل ووجهائها.
١٤
مجاورو مكة والمدينة: هم الذين انقطعوا للعبادة وطلب العلم في المسجد الحرام
والمسجد النبوي، والفقراء والمساكين وغيرهم.
١٥
التكايا: ومفردها تكيَّة، وهو المكان الذي ينفرد فيه الإنسان لعبادة الله وحده،
وفيما بعد صار هو المكان الذي توزع فيه الصدقات.
١٦
دواير: جمع دائرة. وهى الدوائر والإ الحكومية التى فى طريق الحج.
١٧
الحلواء: الحلوى.
١٨
الشمع السكندري: نسبة لمدينة الإسكندرية.
١٩
الأكراك: حاويات المواد الغذائية من قمح وأرز وخلافه.
٢٠
البنشات: مفردها بنشة، وهي السترة أو الملابس الرسمية.
٢١
الشيلان الكشميرية: نوع فاخر من القماش يأتي من إقليم كشمير في شمال
الهند.
٢٢
شاش: نوع من القماش شفاف، ولا يزال الاسم متداولًا خاصة عند أهل الطب.
٢٣
حكيم: طبيب.
٢٤
أجزجي: صيدلي.
٢٥
يوزباشي: هو الرائد في رتب الضباط اليوم.
٢٦
صرَّاف: المحاسب الآلي.
٢٧
بيرقدار: محافظ أو حامل الراية، العَلَم.
٢٨
ضوئية: أو ضوية جمع ضاوي، وهو الشخص غير المرموق أو غير المعتبر وهم
الخدم.
٢٩
عكامة: الذين يتولون تحميل الدواب ويشدون الحبال عليها في أثناء التحميل.
٣٠
سقَّاءون: الذين مهمتهم جلب الماء وتوفيره للقافلة.
٣١
كساوي: مفردها كساء، وهي الملابس المخصصة لشوخ ووجهاء القبائل وغيرهم.
٣٢
العُربان: أبناء القبائل. والمقصود هو أن الحكومة المصرية في ذلك الوقت، تدفع بعض
المبالغ، مع كسوة لمشايخ القبائل والوجهاء، لقاء حمايتهم للمحمل المصري.
٣٣
الروزنامجة: من الفارسية، وهي الروزنامة وتعني التقويم، ثم صارت تُطلق على ديوان
أو وزارة المالية.
٣٤
إنعامًا: مكافأة.
٣٥
ماهيَّة: أجر أو راتب الموظف المعتاد. الرتبة: المنصب، المرتبة، الكرسي.