العقبة
وفي يوم الأربعاء ١١ صفر/١٢ يناير بعد مضي خمسين دقيقة من الساعة الأولى نزل لانتظار
المتأخرين، وفي س١ ق١٠ سار، وفي س٢ نزل بمحطة قلعة العقبة. ومن المعتاد في كل سنة الإقامة
في كل قلعة يومًا زائدًا على يوم الوصول، وإنه لا مانع من التأخر يومًا أو يومين زيادة
عن
الأصول، لراحة الرَّكب في المحطَّات، لوجود المحذورات، ولعدم التحديد في الرَّجعة،
١ الذي لابد منه في سفر الطَّلعة؛
٢ لأن للحج أيامًا معدودات. كما أن من الواجبات الجارية من الأصول، الإقامة بمحطة
قلعة العقبة ثاني يوم الوصول؛ لراحة الرُّكاب، وأخذ المرتَّبات، وغسل الملبوسات، وإصلاح
حلوس الجمال، ثم في اليوم الثالث، يصعد الرَّكب من العقبة، بالتأني، وعدم كدِّ الجمال
٣ بالأحمال، إلى سطحها، فيبيت هناك، كي لا يبقى أحد من الحجاج متأخرًا، ثم في
صباح اليوم الرابع، يسير الرَّكب إلى جهة نخل.
وأما في هذا العام، فقد تغيَّرت العادات في بعض المحطَّات، كما حصل في هذه المحطة،
فإنه
في يوم الخميس ١٢ صفر/١٣ يناير وكلٌّ من الحجاج مشغول بلوازمه وإصلاح حاله (في) أثناء
هذه
الإقامة المعلومة للخاص والعام، لم يشعر الناس إلا والمنادي ينادي في الساعة الرابعة
بأن
القيام في الساعة الثامنة، فتركوا ما بأيديهم واشتغلوا بشد حمولهم، وكان صرف تعيينات
مستخدمي الصُّرَّة جاريًا، ولم ينته إلا بكل الاجتهاد والسرعة، بحيث لم يمكن مراجعة رجع
التعيينات المنصرفة، ولم يجر ختمها إلا بسطح العقبة صباحًا وقت التحميل.
وفي س٧ ق٥٠ قام الرَّكب من القلعة، وابتدأ الرحيل، ومرَّ بجانب نهاية بحر العقبة
من الجهة البحرية،
٤ وعندما انتهى شاطئ البحر، صعد بالتدريج المسافة التي بين البحر والقنطرة
المبنية في ابتداء صعود العقبة المشهورة، وهذه المسافة تسمَّى بمدرج العقبة. وكان الوصول
إلى القنطرة س١٢ من النهار، فلعدم إمكان المبيت هناك، لضيق الطريق، وكثرة الخيران، لزم
صعود
العقبة ليلًا، جبرًا
٥ بكل مشقَّة، ووصل أول جمل من الرَّكب إلى سطح العقبة بعد س٢ ق١٠ من الليل، ووصل
الجمل الأخير من الرَّكب س٧ ق٣٠ منه، وقد نزل المطر عند الصباح بحيث سارت الخيام تقطر
ماء.