عيون موسى – المحجر الصحي
في يوم الخميس ١٩ صفر/٢٠ يناير بعد مضي خمس وأربعين دقيقة من الساعة الأولى من النهار
استراح على بُعد من الناطور الأخير، وفي س١ ق٣٠ سار مقبلًا في وادٍ متَّسع به رمال هابطة
وصاعدة، وفي س٦ نزل الرَّكب بعيون موسى، بالقرب من شاطئ البحر، في فلاة متَّسعة، لأجل
الكرنتينة،
١ وليس هناك سوى مأموري الكرنتينة، ولم توجد سوق لمبيع ما يلزم للحجاج كالمعتاد،
لعدم إخبارية أهل السُّويس بوصول الحاج، وأما المياه اللازمة للحجاج فجلبت من السويس،
بواسطة الفناطيس
٢ والمراكب.
في يوم الجمعة ٢٠ صفر/٢١ يناير حضر سعادة رؤف
٣ باشا محافظ السويس،
٤ ومعه حكيمباشي
٥ الكرنتينة، والمأمورون، ونظروا الحجاج، وأخدوا تعدادهم، وتعداد دوابِّهم، وهم
واقفون بالبعد
٦ عنهم، وجعلوا ثمانيًا وأربعين ساعة كرنتينة على الحجاج، ولوجود الجمال معهم،
زادوها إلى اثنين وسبعين ساعة، من ابتداء وصول الحاج إلى محل الكرنتينة.
٧
وأما الخيول والبغال والحمير، فأمروا بإبقائها بالكرنتينة واحدًا وعشرين يومًا، ثم
توجهوا، فحضرت المُرتَّبات والعلائق
٨ والبياعون في الحال، كالعادة عند وصول الحجاج، وفرح الحجاج بذلك، وكانوا قبل
ذلك مُتكدِّرين
٩ لعدم وجود البيَّاعين.
وكان تعداد الآدميين، من عساكر ومستخدمي الصُّرَّة وأتباعهم: ٥٩٣، سوى الأغراب والفقراء.
وهذا بيانهم:
-
-
-
أهالي: ٢٦٠.
-
دواسة فقراء: ٧٠.
-
-
-
-
-
حمير بلدي: ٣١.
-
خيول ميري: ٢٣٦.
-
أبقار ميري: عدد ٤.
-
أبغال ميري: عدد ٧ أبغال.
-
برَّاني: عدد ٢.
وفي يوم السبت ٢١ ص/٢٢ يناير أقام الرَّكب بالكرنتينة، وبالبعد عن محلها بنحو أربعين
دقيقة إلى الشرق عيون موسى، بوادٍ سهل مرمل، به خمسة بساتين لبعض الأوروباويين القاطنين
بالسُّويس، ينتقلون إليها صيفًا، فيها نخيل وبعض أشجار مثمرة، والأرض هنالك مزروعة شعيرًا
وقمحًا فقط، بسبب الرمال وعدم السباخ لزرع الخضار، وبأحد هذه البساتين ثلاث حفائر، ماؤها
قيسوني، عمقها عن سطح الأرض نحو المتر والمترين، ومن هذه البساتين ثلاثة في كل منها عينان،
وهذا العيون منها ما هو صالح لشرب البهائم، ومنها ما هو مالح نوعًا، وبالبستان الخامس
عين
ماؤها عذب، وبالبعد عن هذه البساتين بثلاث دقائق أرض مرتفعة نحو مترين عن أرض البساتين
مع
انحدار، بها نخلة عالية، وبجانب جذعها عين قيسونية، عمقها عن سطح الأرض ثلاثون سانتي
(سم)،
وقطر دائرة الحفرة متر واحد، وبالبعد عن النخلة بمسافة ستين مترًا تلٌّ مرتفع نحو الستة
أمتار، سطحه مستو وبقدر عشرة أمتار، وفي وسطه ماء معين قيسوني مساو للسطح.