عبور القناة والوصول إلى السُّويس
في يوم الإثنين ٢٣ ص/٢٤ يناير حضر سعادة المحافظ قبل الشروق، ومعه العساكر الخيَّالة،
للسير مع الرَّكب، وأمر بإغلاق القنطرة، وفي س١ من النهار مرَّ أول الرَّكب، وانتهى آخره
س٣
ق٣٠، وسار إلى أن وصل إلى محطته المعتادة بالقرب من السُّويس س٥ ق٣٠، وصار استلام التعيينات
من الشونة١ عن اليوم الماضي، وعن ثلاثة أيام مقدَّمًا إلى وصوله مصر.
ومن المعلوم لدى الجميع بالسُّويس، أن المَحْمَل يصير وَكبُه س٣ ق٣٠، من بعد ذهاب
قطر الرُّكاب٢ في الوابُور،٣ وفي هذا العام لم يصر وكبه، فاختلفت العادة والرسوم المعتادة؛ لأنه في س٩ ليلًا
شدَّت الأحمال على الجمال، وسار الرَّكب مُهتدٍ بالمشاعل، بدون إشعار أحد من أهل السُّويس،
ولا انتظار من تأخر من الرَّكب بالبندر،٤ فمرَّ من كوبري٥ التِّرعة الحلوة،٦ مختفيًا في الظلام، وجميع أهل البندر نيام، لا يدرون بما صار، وهم في أضغاث
أحلام، واتجه لطريق مصر، مارًّا على قضيب السكة الحديد ليلًا، بأرض ناشعة من المالح،
حتى
صارت الجمال تتقدم رويدًا إلى أن وصل الرَّكب س١١ إلى بئر السُّويس، ونزل للاستراحة،
كالجيش
المضطر للفرار، من عدو خلفه غدَّار، ثم إن جُملة من جمال الأغراب حُجِزت بالكوبري، بمعرفة
مأموري العوايد،٧ حتى يدفع ما عليها من عوائد الدخولية،٨ وفي س١٢ سار متوكِّلًا على المولى السَّتَّار.
١
الشونة: مخزن ومستودع الحبوب في السُّويس.
٢
قطر الركَّاب: عربات القطار.
٣
الوابور: القطار نفسه، أو رأس القطار الذي فيه المحرِّك البخاري.
٤
البندر: الميناء، والمقصود ميناء السُّويس.
٥
كوبري: من اللغة التركية وتعني الجسر.
٦
التِّرعة الحلوة: ترعة الإسماعيلية. وقد مرَّ الحديث عنها في بداية
الرحلة.
٧
مأمورو العوايد: موظفو الجمارك.
٨
عوائد الدخولية: العائدات الجمركية.