مَوكب المَحْمَل
في يوم الاثنين ٢٢ ل (شوال) سنة ١٢٩٧ هجرية، ١٨ توت سنة ١٥٩٧ قِبطية، ٢٧ سبتمبر سنة
١٨٨٠
مسيحية، تهيَّأ محفل المَحْمَل الشريف بميدان محمد علي الساعة ثلاثة، بحضور ذي العز والطبع
الشفيق، جناب الخديوي١ الأعظم محمد باشا توفيق٢ أدامه الله وأبقاه، وبلَّغه من الأمل ما اشتهاه، واستلم سعادة أمير الحج ذِمام٣ جمل المَحْمَل — كالعادة — من اليد الشريفة الخديوية، بحضور النُّظَّار العظام،
وقاضي أفندي،٤ وشيخ الإسلام والعلماء، وجميع الذَّوات الفخام، والأمراء الكرام، وسار في
مَوكِب عظيم إلى أن وصل إلى العبَّاسية٥ الساعة ٥ بالقرب من سيدي المحمدي عند صوان٦ الأمير.
١
الخديوي: من الفارسية، وهو لقب اختص به حكام مصر من أسرة محمد علي باشا، ويعني:
السيد صاحب الرفعة والمكانة، وهو دون الخليفة وفوق الأمير.
٢
محمد باشا توفيق: هو محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي الكبير، ولد
في القاهرة عام ١٢٦٨ﻫ/١٨٥٢م، ونشأ بها وتعلم بها، وتقلَّد عددًا من الوظائف أهمها:
رئاسة المجلس الخصوصي الذي كان بمثابة مجلس الوزراء، فنظارة الداخلية، ونظارة
الأشغال. تولَّى حكم مصر في عام ١٢٩٦ﻫ/١٨٧٩م، وكان مهتمًا بنشر التعليم منذ أن كان
وليًّا للعهد، له الكثير من الإصلاحات. توفي عام ١٣٠٩ﻫ/١٨٩٢م رحمه الله (انظر:
حقائق الأخبار عن دول البحار، الميرالاي إسماعيل سرهنك، تحقيق ودراسة: أ.د. عبد الوهاب
بكر، المجلد الثاني/الجزء الثاني، ص٦٦٥).
٣
ذمام: هكذا جاء في النسخة التي بين يدي، وهو خطأ في الطباعة على ما أعتقد،
والمؤلف يريد زِمام بالزاي وليس بالذال، وهو الحبل الذي يُقاد منه جمل المَحمل وكل
دابة، والخطام هو الزِّمام، وجمعه أزِمَّة. وخَطَمتُ البعير: زَمَمته (انظر: لسان
العرب، ١٢ / ٢٧٢، مادة زمم). قلتُ: ومنه يُقال لقطعة الذهب أو الفضة التي تضعها
النساء على أنوفهن: زِمام. وعند التصغير يُقال: زُمَيِّم، يضعنه من خلال ثقب صغير
يحدثنه في طرف الأنف الأيمن أو الأيسر، يفعلن ذلك من باب الزينة.
٤
أفندي: من اللغة اليونانية، انتقلت إلى الأتراك في وقت مبكر، وتعني: المتعلم،
المثقف. وكانت تطلق على العلماء خاصة، وفيما بعد توسعوا في إطلاقها.
٥
العباسية: من أحياء القاهرة اليوم.
٦
صوان: أو صيوان وهو السرادق المُعد للاحتفال.