بلدة الحَوراء
في يوم الإثنين٢٠ منه سنة ٩٧ (٢٥ أكتوبر ١٨٨٠م) قد بلغت الحرارة وقت الظهر ٢٨ درجة.
وفي
الساعة ٧ ق٣٥ سار في وادٍ ذي رمل ثابت في بعض مواضع منه حَصَى وسَنْط وحشائش كثير للجمال،
وفي الساعة ١٠ رُؤي البحر على بعد، وفي الساعة ١٢ استراح الركب، وفي الساعة الأولى من
ليلة
الثلاثاء سار، وفي الساعة ٢ ق٥٠ مرَّ في محجر عرضه خمسة عشر مترًا، منحدر بقدر اثني عشر
مترًا، به أحجار كبير لا يمر منه إلا الجمل أو الجملان، ولم يقطعه إلا بعد نصف ساعة،
فضلًا
عن عشرين دقيقة مضت قبل المرور في تحضير وترتيب المشاعل والمهتابات، ثم استراح قدر ربع
ساعة، وفي الساعة ٤ سار، وفي الساعة ٧ استراح، ورُؤي عن يمينه البحر، وفي الساعة ٧ سار،
وفي
س١٠ ق٤٥ وصل إلى محطة الحَوْراء،١ في محل متسع به عين ماء عذْب تجري إلى بقعة فتخللها النخيل كجنَّة وسط هذه
الصحراء يُرى البحر بعيدًا عنها بمسافة نصف ساعة، وبها أعراب يبيعون التمر والعسل والحشيش
للدواب.
وفي يوم الثلاثاء ٢١ منه (٢٦ أكتوبر) لم يزل مقيمًا بها، وكانت الحرارة عند الزوال ٢٩ درجة.
١
الحَوْراء: تقع شمال مدبنة أم لُج أو أُمْلُج مباشرة، على ساحل البحر الأحمر في
شمال غرب الجزيرة العربية، وقد اندثرت الحوراء بظهور مدينة أُملُج. وإلى زمن صاحب
الرحلة الحجازية محمد لبيب البتنوني عام ١٣٢٧ﻫ/١٩٠٩م والحوراء عامرة، ولا نعلم على
وجه الدقة متى هجرها الناس. قال الجزيري في القرن العاشر الهجري عن الحوراء: هي
قرية من قرى الحجاز تُباع بها العجوة، وبها قوارب لِطاف، بها جماعة لصيد السمك، وهي
بساحل البحر، وماؤها حفائر جفار غير سائغ، ويَعذُب يسيرًا في بعض الأحيان إذا سال
الوادي، والمراكب المتوجهة إلى الحجاز تستقي منها وبها شجر الأراك أيضًا (الدرر
الفرائد المنظمة، ٢ / ١٤٠٥، بتصرف).