وكالة الحمير
وفي يوم الأربعاء ٢٢ منه (٢٧ أكتوبر) بلغت الحرارة وقت الزوال ٢٧ درجة. وفي الساعة
٧ سار
الركب، وفي الساعة ٨ مر بين جبلين متباعدين، وفي الساعة ٩ وصل إلى واد متسع ذي أرض صلبة،
وفي الساعة ٩ ق٤٠ مر بين تلال، وفي الساعة ١٠ ق٢٥ وصل إلى منحدر مستو عرضه عشرة أمتار
إلى
اتساع بين الجبال، وسَنْط بكثرة، وفي الساعة ١٠ صعد إلى عرض خمسة عشر مترًا في زلط كثير،
وفي الساعة ١٠ ق٤٥ اتسع الطريق إلى ثلاثين مترًا، ووُجد في أعلى الجبال شجر القَفل١ المستعمل في تبخير أواني الشرب، وفي الساعة ١١ وصل إلى متسع بين جبلين ذي زَلَط
يكثر تارة ويقل أخرى، وفي الساعة ١١ وصل إلى منحدر يسير، عرضه عشرون مترًا، ثم إلى متسع
كثير الرمل، وفي الساعة ١١ ق٤٠ مر في محجر ضيق بين جبلين، عرضه من ثمانين إلى عشرة أمتار،
ثم من أربعة إلى خمسة، ثم اتسع شيئًا فشيئًا، وفي الساعة ١١ ق٤٥ وصل إلى دربند، أي مضيق،
عرضه عشرة أمتار، بين صخرتين مرتفعتين نحو ثلاثين مترًا، ثم اتسع الطريق، وفي الساعة
١٢ وصل
إلى رمال في مبدأ الأرض المشهورة بوكالة الحمير؛٢ وذلك أن الحمير الضعيفة تنقطع هناك لكثرة الرمال. وفي نصف الساعة الأولى بعد
الغروب استراح، وفي الساعة ١ من الليل جدَّ السير، وفي الساعة ٣ ق٢٠ صعد فوق تل رمل،
وفي
الساعة ٦ سار،٣ وفي الساعة ١١ ق٣٥ استراح.
١
القفل: نوع من الشجر المعمر يُستخرج منه صمغ «المُر»، وله فوائد طبية، والقَفل في
اللغة: ما يبس من الشجر (انظر: لسان العرب، ١١ / ٥٦١، مادة: قفل).
٢
وكالة الحمير: موضع سماه بذلك الحجاج المصريين.
٣
كذا، ولعل الصحيح: وفي س٦ ليلًا استراح، وفي الساعة ٦ نهارًا سار. والساعة ٦
ليلًا (غروبي): الساعة ١٢ منتصف الليل. والساعة ٦ نهارًا (غروبي): الساعة ١٢ ظهرًا.
أو قد تكون استراحة قصيرة لم يدقق الوقت فيها. والله أعلم. وقد مر معنا مثل ذلك
وسيمر في الصفحات القادمة إن شاء الله.