الحُكَماء (الأطباء)
وقد قلتُ برابغ في الحُكَمَاء:١
حكيمنا دواؤه واهٍ كنسيج العنكبوت
إذا مريضًا عاده تركه
حتى يموت
وعذره في ذلك أن الأجزخانة٢ والأحمال تُربط عند المسير ولا تُحلُّ إلا عند المبيت؛ يعني من بعد اثني عشر
ساعة أو أكثر، فإذا مرِضَ شخص في مدة السير لم يجد ما يلجأ إليه غير الصبر والتحمُل إلى
وقت
المبيت، وهيهات أن يجتمع عليه؛ لأنه متى نزل الرَّكْبُ اشتغل الحكيم بمباشرة نصْب خيمته
وجمْع أمتعته فيها وتحضير عشائه، وبذا يضيع زمن طويل، لا سيما إن صادف نزول الرَّكْب
ليلًا،
فإن الحكيم حينئذ يركن كغيره إلى النوم، ولا يلتفت إلى من يشكو مرضًا أو ألمًا من القوم،
إلا إذا كان هذا المريض من المعسكر، فيُجبر على أن يتوجه إليه مع كونه يتضجَّر.
١
الحكماء: الأطباء.
٢
الأجزخانة: الصيدلية. والكلمة من التركية، وهي مركبة من أجزا: وهي الصيدلية،
وخانة: وتعني المكان. والمقصود هنا هو صندوق الأدوية والإسعافات الأولية التي كان
يحملها معه الطبيب المرافق للمحمل المصري.