على حدود الحرم
وفي يوم الأحد ٤ منه (٧ نوفمبر) استراح الرَّكبُ، وفي ليلة الإثنين س٣ ق٣٠ سار، وفي
س٤
مرَّ على يسار جبل، وفي س٤ ق١٠ صار الطريق بين جبلين، وفي س٦ ق٧ استراح عند ضريح السيدة
ميمونة (رضي الله عنها)،١ إحدى زوجات الرسول
ﷺ ورضي عنهن؛ وهو على يمين الطريق، وفي
س٨ ق١٥ سار، وفي س١١ ق٥ وصل إلى العُمرة؛٢ وهو محل مبني على يمين الطريق، به مُصلَّى يُصلِّي به مَن يُحرِم بالعمرة
ركعتين لله تعالى، ويدعو ويلبِّي ويستديم التلبية على قدر الإمكان إلى أن يدخل مكَّة.
وبجانبها بركة كبيرة من الأمطار، ومن بعد العُمرة بخمسين مترًا حائط مرتفع بقدر ستة أمتار،
عرضها خمسة أمتار في سُمك اثنين، وعليها ثلاث قباب صغار، يقابلها على يسار الطريق حائط
أخرى
مثلها، اتساع الطريق بينهما أربعون مترًا، وهذا البناء علامات بين الحِلِّ والحَرم، ولا
بد
للحاج الآتي من هذا الطريق أن يمرَّ بينهما قبل دخوله مكَّة،٣ وهذا المكان يُسمَّى بالشهداء.٤ ولا يجوز الصيد بين حدود العمرة ومكَّة؛ لأن ذلك معدود من الحرم.
١
هذا المكان يُسمَّى: سرف. وهو ماء شمال مكَّة المكرمة، ليس ببعيد عنها، له ذكر في
السنُّة النبويَّة. بنى الرسول
ﷺ فيه بأم المؤمنين ميمونة بن
الحارث رضي الله عنها في ذي القعدة سنة ٧ﻫ/٦٢٩م، وقدَّر الله عز وجل أن تكون
وفاتها وقبرها رضي الله عنها بسرف حيث بنَى بها، عام ٥١ﻫ/٦٧١م. وميمونة هي خالة
عبد الله بن عباس رضي الله عنهم جميعًا.
٢
العمرة: موضع في شمال مكَّة المكرمة على بعد ٧ كيلات، على طريق الهجرة السريع،
ويعتبر خارج حدود الحرم، ومنه يُهل أهل مكَّة بالعمرة. بًني فيه مسجد مرَّ بمراحل
عديدة في بنائه على مختلف عهود الدولة الإسلامية، وآخرها العهد السعودي، حيث أمر
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله بإعادة بنائه على أحدث الطرز المعمارية
الإسلامية. ويُسمَّى مسجد التنعيم، ومسجد العمرة، ومسجد عائشة رضي الله عنها، لأنها
أحرمت من هذا المكان بالعمرة في حجة الوداع سنة ١٠ﻫ/٦٣٢م.
٣
كلمة «لا بد» لم أفهمها! هل لأنه لا يوجد طريق غيره في ذلك المكان وذلك
الزمان؟! أم أن ذلك من باب العبادة؟! لا أدري حقيقة!
٤
الشهداء: وادي الشهداء. ويسمَّى الآن: الزَّاهر.