الشرب من ماء زمزم
ويتوجه إلى بئر زمزم فيشرب من مائها١ ويتضلَّع،٢ وهذه البئر بِقِبْلي المقام٣ بحيث إن الزاوية البحرية الغربية منها محاذية للحجر الأسود على بعد ثمانية عشر
مترًا منه، طعم مائها قيسوني٤ تعقبه مرارة يسيرة، عمقها اثنا عشر مترًا.
١
ورد في فضل ماء زمزم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله
ﷺ يقول: «ماء زمزم لما شُرِب له». رواه ابن ماجه وصححه الألباني
(انظر: سنن ابن ماجه، ح٣٠٦٢). وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله
ﷺ: «زمزم طعام طُعْم، وشفاء سُقْم». رواه البزار بإسناد صحيح (انظر:
الترغيب والترهيب، ح١٨١٤). وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنت عند ابن
عباس جالسًا، فجاءه رجل فقال من أين جئت؟ قال: من زمزم. قال: فشربت منها كما ينبغي؟
قال: وكيف؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثًا،
وتضلَّع منها، فإذا فرغت فاحمد الله عز وجل، فإنَّ رسول الله
ﷺ
قال: «إنَّ آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلَّعون من زمزم». رواه ابن ماجه
وضعفه الألباني (انظر: سنن ابن ماجه، ح٣٠٦١). وبعض العلماء قد خالفوا الألباني في
حكمه على هذا الحديث، فالحاكم قال عنه في المستدرك على الصحيحين: هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه. وابن الملقن والعيني قالا عنه في شرحيهما على صحيح
البخاري: إسناده جيد. والله أعلم.
٢
يتضلَّع: أي يشرب حتى تنتفخ أضلاعه من الشرب.
٣
بقبلي المقام: جنوب شرق مقام إبراهيم.
٤
طعم مائها قيسوني: أي طعم مائها مثل طعم الآبار الإرتوازية.