التهنئة بالعيد
في يوم الأحد ١١ منه (١٤ نوفمبر) توجهت الأمراء والأمناء إلى حضرة الشريف عبد المطلب
بخيمته بمنى؛ لتهنئته بالعيد؛ وبورود فرمان١ توليته إليه من الآستانة،٢ وبعد قراءة الفرمان، وضع على ظهر حضرة الشريف بنش٣ مزركش منظم باللؤلؤ، مشابكه من الماس، ثم بارك له الحاضرون، وشربوا الشربات،٤ وانصرفوا شاكرين، وبارك ذوات٥ كل من إسلامبول٦ ومصر ومكَّة بعضهم لبعض. وبعد ظهر هذا اليوم، صلَّى كل حاج ركعتين في مسجد
الخيف، ثم توجه إلى الجمرة الثالثة،٧ أي إبليس الأصغر على اعتقاد العامة، ورمى سبع حصيات، ثم إلى الثانية،٨ ورمى سبعًا أيضًا، ثم إلى الأولى،٩ ورمى سبعًا أخرى، وعاد إلى محلِه. فكان الرمي من الظهر إلى المغرب. وقد تيسَّر
لي رسم هذا المسجد وبُقعة منى بالفطوغرافيا.
وفي مدَة الليل١٠ أطلقت المدافع والشَّنكات،١١ وقد فاقت الشَّنكات المصرية على الشَّنكات الشامية في الصناعة والرونقة
بالكليَة.
١
فرمان: القرار أو المرسوم الصادر من السلطان العثماني.
٢
الآستانة: تعني عتبة السلطان أو الباب العالي. والمعنى أن القرار صادر من العاصمة
إسلامبول من السلطان العثماني.
٣
بنش: سترة رسمية.
٤
الشربات: عصير التوت.
٥
ذوات: المسئولون والأعيان والوجهاء.
٦
إسلامبول: هذا هوا اسمها التاريخي الذي أطلقه عليها السلطان محمد الفاتح في عام
٨٥٧ﻫ/١٤٥٣م، وتعني: مدينة الإسلام أو تخت الإسلام.
٧
الجمرة الثالثة: الجمرة الصغرى، وهي التي تلي منى.
٨
الجمرة الثانية: الجمرة الوسطى.
٩
الجمرة الأولى: جمرة العقبة.
١٠
مدَّة الليل: أي في أثناء الليل.
١١
الشَّنكات: نوع من البنادق.