الاستعداد للرجوع من مكَّة
وفي يوم الأحد ٢٥ منه (٢٨ نوفمبر) نزل السَّيل١ صباحًا بمكَّة، واستمر يهطل نحو ساعتين، وصار الناس يخوضون في الماء في الشوارع والأزقَّة.٢
وقبل ظهر هذا اليوم وَكَبَ المَحْمَل المصري من الحرم المكي إلى محطته خارج البلد،
وطاف
كل حاج طواف الوداع،٣ واحتمل ما معه من المتاع، وتوجَّه إلى محطة المَحْمَل، فبات متأسفًا على مفارقة
محل الرَّحمات، ولله درُّ من قال:
إلهي عبدك العاصي أتاك
مقرًّا بالذنوب وقد
دعاك
فإن تغفر فأنت لذاك أهلٌ
وإن تطرد فمنْ يرحمْ
سواك
١
السَّيل: من خلال السياق يتضح أن الرَّحالة يقصد المطر.
٢
الأزقَّة: مفردها زُقاق، وهو الممر أو الطريق الضيِّق.
٣
طواف الوداع: آخر أعمال الحج، وهو واجب من واجباته. قال عنه
ﷺ:
«لا ينفرنَّ أحدٌ حتى يكون آخرُ عهده بالبيت». رواه مسلم (انظر: صحيح مسلم،
ح١٣٢٧.) وليس للوداع سعي، ويسقط عن الحائض والنُّفساء. ومن أخَّر طواف الإفاضة،
الذي هو ركن من أركان الحج إلى أن يسافر، فإنه يجزئ عن طواف الوداع.