المبيت دون عُسْفان
في يوم الثلاثاء ٢٧ منه (٣٠ نوفمبر) في الساعة الأولى من النهار، سار الرَّكبُ ومعه
كثير
من الحجاج الأغراب، مقتفيًا أثر المَحْمَل الشامي، بمسافة نصف ساعة، وذلك لسهولة السَّير،
وأخذ المياه من المحطَّات، بالرَّاحة بدون ازدحام، وكان الدَّرب بين جبال، وفي س٤ وصل
إلى
وادٍ متَّسع سهل ذي سنْط وحشائش، وفي س٦ ق٣٠ استراح بهذا الوادي، وفي س٧ ق١٠ أخذ في
السَّير، وفي س٧ ق٥٥ وصل إلى بير الباشا، وفي س١٠ ق٤٥ مرَّ بسبيل الجوْخِي، وبعد الغروب
بنصف ساعة، من ليلة الأربعاء، نزل قريبًا من المَحْمَل الشامي، متباعدًا نحو ساعة وربع
عند
محطة عُسْفان، وكانت هناك بِرَك١ كثيرة من سيل نزل، وكان الجو باردًا رطبًا، ولعدم وجودنا الخيام منصوبة عند
الوصول، كما كانت الأصول، وانتظارنا لنصبها نحو ساعة، ما بين العفش٢ والجمال، مع التعب وتشتت البال، حصل لنا توعُّك في الجسم، مكث معنا عدَّة
أيام.
١
برك: بكسر الباء وفتح الراء جمع بركة. والمقصود هي المستنقعات التي بقيت بعد
المطر.
٢
العفش: الأمتعة التي يحملها معه المسافر.