ذو الحُلَيْفَة (آبار علي)
في يوم السبت ٩ منه (محرم ١٢٩٨ﻫ الموافق ١١ ديسمبر ١٨٨٠م) س١ ق٣٠ سار الرَّكبُ في
طريق
متَّسع، بوادٍ محاط بتلال به شجر وزلط، وهذه التلال تتقاطع تارة وتارة تتسلسل بجبال،
وفي س٦
مرَّ على نخيل وآبار على اليمين وتوارت المزارع في بقع متقطِّعة يمينًا ويسارًا إلى س٧
ق٤٥،
ونزل بمحطة آبار علي،١ على يسار الطريق، في نخيل وآبار وبناء تعلوه قُبَّة، وهناك يلتقي الدَّرب
السلطاني بالفرعي.
١
آبار علي: هو ميقات ذي الحليفة، وهو لأهل المدينة ومن يمر به، عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنه قال: كان رسول الله
ﷺ إذا وضع رجله في الغرز،
وانبعثت به راحلته قائمة، أهلَّ من ذي الحليفة. رواه مسلم (انظر: صحيح مسلم،
ح١١٨٧). ومن فضائل ذي الحليفة الواقعة في طرف وادي العقيق: عن عمر رضي الله عنه
يقول: سمعت النبي
ﷺ بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آت من ربي،
فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة». رواه البخاري (انظر: صحيح
البخاري، ح١٤٦١). وصارت تعرف فيما بعد باسم آبار علي، ذكر ذلك المطري في القرن
الثامن الهجري (انظر: التعريف بما أَنْسَت الهجرة من معالم دار الهجرة، جمال الدين
المطري، ص١٦٧). وذكر ذلك — أيضًا — الجزيري في القرن العاشر الهجري (انظر: الدُّرر
الفرائدُ المنظَّمة، ٢ / ١٤٠٢). وفي العهد السعودي، أصبحت آبار علي أحد أحياء
المدينة، بعد أن وصل العمران إليها. وقد أمر الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله
ببناء مسجد كبير في هذا الميقات، بدل المسجد القديم، مجهَّز بكافة التجهيزات التي
يحتاجها الحاج والمعتمر والزائر. وقد تم الانتهاء من بناء مسجد ذي الحليفة عام
١٤١٠ﻫ/١٩٨٩م.