المنَاخَة
والمتوجه من أمام التكيَّة للزيارة يصل إلى المناخَة،١ وهي ميدان متَّسع، معدٌّ لقوافل الحاج، في غربيِّه جامع الغمامة المشهور،
والعين الزَّرْقا،٢ وهي عين آتية إلى المدينة من الخارج، تنصبُّ٣ من عدَّة مجار في حوض منخفض عن سطح الأرض، أنشأها عبد الملك بن مروان٤ أحد خلفاء الدولة الأموية. وبالمدينة آبار كثيرة غير العيْن الزَّرقا.
١
المناخَة: غرب المسجد النبوي، سُمِّيت بذلك لأن القوافل تنوِّخ جِمالها في هذا
المكان ولا يزال الاسم متداولًا، وإن كان في طريقه إلى النسيان كغيره، والبقاء لله
وحده.
٢
العين الزرقاء: تقع هذه العين جنوب مسجد قباء، ولا زالت تعرف بهذا الاسم، ولا
زلنا نشرب منها ولله الحمد. وأول من أجرى هذه العين هو معاوية بن أبي سفيان رضي
الله عنه عام ٥١ﻫ/٦٧١م، والذي قام بهذا العمل عامله على المدينة مروان بن الحكم
الأموي، وكان أزرق العينين، ولهذا سمِّيت بالعين الزَّرقاء، وعين الأزرق (انظر:
التَّعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، جمال الدين المطري، ص١٦٢).
٣
تنصبُّ: أي تصبُّ في حوض من خلال عدة مجار.
٤
الذي أجرى العيْن الزَّرقاء هو مروان بن الحكم كما مر معنا. أما عبد الملك بن
مروان بن الحكم فيعده المؤرخون مؤسس الدولة الأموية الثاني. ولد عام ٢٦ﻫ/٦٤٧م،
تولى الخلافة بعهد من أبيه عام ٦٥ﻫ/٦٨٥م، وهو أول من ضرب الدنانير وكتب عليها
القرآن، وكتب عليها: ضُرِب بمدينة كذا، وقام بتعريب سجلات الدولة. توفي عبد الملك
في عام ٨٦ﻫ/٧٠٥م. رحمه الله (انظر: تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص٢٤٤).