العودة إلى مصر
وفي يوم السبت ١٦ منه (محرم ١٢٩٨ﻫ الموافق ١٨ ديسمبر ١٨٨٠م) وكَبَ المَحْمَل من باب
الحرم النَّبوي، وسار بموكبه في محفل عظيم، حتى وصل إلى محطة خارج باب العمبريَّة.١ وفي الليل أطلقتْ السَّواريخ بحضور جمٍّ غفير، وجَمع كثير، من أهل المدينة
كالمعتاد، وبتنا وقلوبنا منجذبة إلى طَيْبة،٢ متولِّعة بتلك المعاهد والمشاهد، لا أحرمنا الله العود إليها، ولله درُّ منْ
قال:
إذا لم نطب في طيبة عند طيب
به طيبة طابت فأين
نطيب
إذا لم يجب في حيه ربنا الدعاء
ففي أي حي للدعاء
يجيب
١
العمبريَّة: العنْبريَّة.
٢
طيْبة: أحد الأسماء المعروفة والمشهورة للمدينة النبويَّة حفظها الله. واسمها
المعروف والمشهور هو: المدينة. فإذا أطلق هذا الاسم بدون إضافة فلا يدل إلَّا عليه،
ولا ينصرف الذهن إلَّا لها. ومن أسمائها: طابة، الدار، دار الهجرة، المحفوظة؛ لأن
الله عز وجل حفظها من الطاعون ومن الدَّجَّال.