بئر عُثْمان (رُومَة)
في يوم الأحد ١٧ منه (١٩ ديسمبر) سار الرَّكبُ صباحًا، ووصل بعد ساعة إلى محطة بئر
عثْمان،١ بعد أداء زيارة الوداع.٢
شعر
هنيئًا لمن زار خير الورى
وحطَّ عن النفس
أوزارها
لأن السعادة مضمونة
لمن حلَّ طيبة أو
زارها
وبالمحطة بئر عذْبةٌ تسمَّى — أيضًا — ببئر رومة، اشتراها سيدنا عثْمان (رضي الله عنه) من امرأة وجعلها صدقَة على المسلمين، وهناك مصلَّى بجانبها.
١
بئر عثمان (رومة): تقع شمال غرب المدينة، قرب مجتمع الأسيال، والآن هي في مزرعة
تشرف عليها وزارة الزراعة، بطرف حي الأزهري شمال سلطانة بالمدينة النبوية. يروى أن
الذي حفرها رجل من مُزَيْنة، ثم باعها على رُومة الغفاري، وفي زمن الرسول
ﷺ
كان صاحبها يهودي يبيع الماء على المسلمين، فقال الرسول
ﷺ: «من يشتري بئر
رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة؟» فاشتراها عثمان بن
عفَّان رضي الله عنه. رواه الترمذي. وقال عنه الألباني: إسناده حسن (انظر: سنن
الترمذي، ح٣٧٠٣). اشترى عثمان نصفها من صاحبها، وجعل حصته صدقة على المسلمين، فلما
شاهد اليهودي الناس لا ترد على الماء إلَّا في وقت عثْمان، قام بالتفاوض مع عثمان
في أن يبيعه النصف الآخر، فاشتراه عثمان منه، وجعله — أيضًا — صدقة. بعد ذلك كأن
الماء قليل في مقابل الطلب الكثير على ماء بئر رومة العذْب، فقال رسول الله
ﷺ: «من حفر رومة فله الجنة». فحفرها عثْمان رضي الله عنه. رواه البخاري
(انظر: صحيح البخاري، ح٢٦٢٦). حفرها: أي زاد فيها، وإلَّا بئر رومة موجودة، وتشرب
الناس منها، ولها ذكر قبل الإسلام. هذا الذي يظهر لي من الروايات الكثيرة الواردة
في أمر هذه البئر. والله أعلم.
٢
ليس للمسجد النبوي زيارة وداع. لكن نحن نفعل ذلك ونصلي فيه من باب التزود
بالأعمال الصالحة، خاصة الذي هم ليسوا من أهل المدينة، أو أرادوا الانتقال منها إلى
بلد آخر، وليس ذلك من الواجبات الشرعية.