شَجْوى
في يوم الأربعاء ٢٠ منه (٢٢ ديسمبر) بعد خمسة وأربعين دقيقة من الساعة الأولى من
النهار
سار الرَّكْبُ، وفي س٥ ق٥٠ استراح، وفي س٦ ق٥٠ سار، وفي س٨ ق٣٠ مرَّ على يسار قلعة ومحطة
الشَّجْوَة١ على بُعْد،٢ وفي س٩ نزل السَّيل٣ على الرَّكبْ وامتدَّ واشتدَّ، وفي س٩ ق٥٠ أناخ من كثرة المطر، ونصبت الخيام
على البلل مع استمرار نزول المطر، وغمرت الأحمال والفرش بالمياه، ولم يوضع شيء على الأرض
ليجلس عليه إلَّا ابتلَّ أسفله وأعلاه، وفي نصف الساعة الأولى من الليل امتنع المطر،٤ وأمضى كل شخص ليلته بقضاء وقدر، بين رطوبة الأرض وفرشه، ومنْ كانت له سحَّارة،٥ ونام عليها، صارت كنعشه،٦ وأما الفقير الذي ليس عليه إلَّا القميص، وما له خيمة ولا غطا، فكان فرشه
الماء، أعني الأرض ببللها، وغطاؤه الهواء، وخيمته السماء، ويفعل الله بخلقه ما يشاء.
١
الشَّجوة: هي بلدة شجوى، وتبعد عن المدينة النبويَّة شمالًا حوالي ١٢٠ كيلًا.
وبها قلعة شجوى التي لا زالت آثارها باقية إلى يومنا هذا. قال عنها محمد صادق باشا
في عام ١٢٧٧ﻫ/١٨٦١م وهو قادم إلى المدينة من هذا الطريق: وصلنا إلى محطة الشَّجوى
على مسير ١١ ألف و٥٠٠ متر من اصطبل عنتر، وبهذه المحطة آبار وقلعة مهجورة قيل: إنها
منذ سنتين نهبتها العرْبان وشتتت محافظيها، وعندها يجتمع ويفترق طريقا الحج الشامي
والمصري (الرحلات الحجازية «نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية»، محمد صادق
باشا، ص٤٠).
٢
على بعد: مروا بها من بعيد ولم يقفوا.
٣
السَّيل: أي المطر.
٤
امتنع المطر: أي توقف.
٥
سحَّارة: صندوق من الخشب.
٦
كنعشه: أي صار هذا الصندوق مثل التابوت الذي يوضع فيه الميت.