إسطبل عنتر – آبار حلوة
في يوم الخميس ٢١ منه (٢٣ ديسمبر) بعد مضي عشرين دقيقة من الساعة الأولى سار الرَّكبُ،
وفي س١ ق٤٥ وصل إلى أَكَمة عالية فوق جبل شاهق، تسمَّى بإسطبل عنتر أو قصر عَبْلَة،١ وفي س٥ ق٥٠ صار عرض الطريق من خمسين مترًا إلى مائة متر، وتسلسلت الجبال على
الطرفين كالتلال، وفي س٦ ق٣٠ استراح، وفي س٧ ق٣٠ سار، وفي س١٠ ق٥٥ وصل إلى محطة آبار
حلوة،٢ وهناك خمس آبار ماؤها عذبٌ، على يسار الطريق، ببقعة متَّسعة معتدلة محاطة
بالجبال، وفي س١١ ق١٠ نزل الرَّكب بالبعد عنها، بجوار الجبل الموجود على يمين الوادي،
في
مكان كثير الحشائش، غير لائق للمبيت كأرض محطة آبار حلوة.
١
إسطبل عنتر: من منازل الحاج الشامي، ويسمَّى منزل الفحلتين. قال عنها المؤرخ
التركي أيوب صبري باشا: ومنزل فحلتين هذا عبارة عن هضبتين صغيرتين، تخلوان تمامًا
من المياه، ويوجد بالقرب من فحلتين جبل مرتفع فوق قمته حصن حصين (مرآة جزيرة
العرب، ص١٧٨). يقصد إسطبل عنتر. وهو: جبل شاهق أسود له رأسان. حيث يُعتقد أن عنترة
بن شداد فارس بني عبس كان يربط خيله في أصل هذا الجبل. ولعل هناك عنترة آخر، فاختلط
الاسم على الناس، وظنوا أنه عنترة بن شداد، حيث إن منازل قبيلة عبس كانت في نجد ولم
تكن في الحجاز. والله أعلم. وهناك — لمن قرأ الرحلة كاملة من بدايتها — موضع آخر
بالقرب من الوجه اسمه — أيضًا — إسطبل عنتر، مرَّ معنا في بداية الرحلة، وسيمر معنا
في رحلة العودة إن شاء الله.
٢
وتسمَّى — أيضًا — محطة أبي الحلو (انظر: الرحلات الحجازية «نبذة في استكشاف
طريق الأرض الحجازية»، محمد صادق باشا، ص٣٩). وسمَّاها إبراهيم رفعت باشا: آبار
الحلو (انظر: مرآة الحرمين، ٢ / ٢٢٦).