وسائل الإعلام (الميديا) الجماهيرية
وسائل الإعلام الجماهيرية لها دور مهم في المجتمع الديمقراطي الحديث؛ باعتبارها قناة الاتصال الرئيسية. ويركن الناس إلى وسائل الإعلام الجديدة؛ إذ يرون فيها المصدر الرئيسي للمعلومات، والأساس الذي يشكلون على هَدْيه آراءهم والتعبير عن قراراتهم. وتقضي نظرية الانتخاب الثقافي بأن أي انتخاب لرسائل واردة في وسائل الإعلام الجماهيرية سوف يكون لها تأثير عميق على المجتمع برمته. ويبحث هذا الباب في القوى الانتخابية التي تحكم وسائل الإعلام العامة داخل سوق حرة غير مقيدة، ويفسر كيف يمكن لهذه الآليات الانتخابية أن تفضي إلى هيمنة؛ أي إضفاء طابع ريجالي، وإلى تركز السلطة الاقتصادية.
لقد تزايدت حدة المنافسة في نطاق وسائل الإعلام العام، ويدور قتال بين عناصرها من أجل جذب اهتمام القرَّاء والمستمعين والمشاهدين للتليفزيون، وأصبح موت وحياة أي صحيفة أو محطة تليفزيون موضع رهان؛ حيث إن دخل الإعلانات والدعم يتناسب مع عدد القراء أو المشاهدين. وتواجه وسائل الإعلام المطبوعة مشكلات تتعلق بالمنافسة مع وسائل الإعلام الإلكترونية كمصادر للأخبار. إنها لكي تبقى على قيد الحياة أخذت تتحول أكثر فأكثر نحو استراتيجيات مغايرة؛ مثل التسلية والترفيه ودغدغة المشاعر وتجارة الفضائح وإشاعة الخوف، وإنفاق قدر أقل من الموارد على البحث الجاد عن الأخبار. ولا يصدق هذا فقط على بقاء الأصلح من وسائل الإعلام الإخبارية، بل وأيضًا على الانتخاب الثقافي والانتخاب السياسي. إن وسائل الإعلام الإخبارية هي أهم القنوات لنشر الثقافة والأفكار والآراء، وتتشكل أغلب الآراء بينما الناس جلوس يشاهدون الأخبار والحوارات على شاشات التليفزيون، ويَبين لنا عند تحليل الانتخاب الثقافي في مجتمع المعلومات الإلكترونية أن جزءًا مهمًّا من الانتخاب يكمن في الاختيار بين قنوات التليفزيون. إن الملايين من المشاهدين الكُسالى يجلسون فوق مقاعدهم الوثيرة المريحة ممسكين بأجهزة التحكم عن بُعد، يتنقلون بين أفلام الإثارة والوعَّاظ الداعين إلى إحياء فكر السلف، والإعلانات التجارية عن نوع جديد من العطور. يفعلون هذا دون أن يدركوا أنهم باختيارهم أيَّ المؤثرات الثقافية والسياسية التي يتعرضون لها إنما اختاروا أيضًا التطور الثقافي والسياسي لبلدهم.
ومن الأهمية بمكانٍ أن نحلل أي المعايير الانتخابية هي الفعالة والمؤثرة هنا. إن وسائل الإعلام الإلكترونية تعمل أولًا وقبل كل شيء على إشباع رغبة. إنها آلة استرخاء، وينشد المشاهد الترفيه عن نفسه، ولم يتم اختيار الوجوه المعروضة على الشاشة لما تتميز به من آراء، بل لقيمتهم الترفيهية. والملاحظ أن محطات التليفزيون لا تتنافس حول أيديولوجيات، بل حول انطباعات وتأثيرات حسية. والمثال المتطرف هنا هو فيديوهات الموسيقى المشبعة بانطباعات ومؤثرات حسية سريعة التغير من حيث الصوت والصورة معًا.
وكم من المرات ناقش فيها علماء الميديا أثر الميديا على تشكيل آراء الناس! وينزِع الناس إلى أن يقرءوا بشكل انتقائي ما سبق لهم أن وافقوا عليه وإلى التبرير العقلاني لآرائهم التي تشكلت من قبل في معرض التصدي لحجج معارضة. ويبدو أن الشواهد التجريبية تشير إلى أن سلطان وسائل الإعلام العامة ضعيف من حيث القدرة على تغيير آراء الناس فيما يتعلق بالقضايا التي صاغوا رأيًا راسخًا بشأنها، ولكن لها تأثير عميق إذا ما كان الأمر يتعلق بتحديد خطة عمل وتلقين الناس ما يخص قضايا جديدة. والملاحظ أن طريقة صياغة مسألةٍ ما تحدد كيفية مناقشتها، وأي أسباب نعزو إليها مسئولية مشكلة اجتماعية ما، وأي العلاجات المحتملة تكون موضوعًا للمناقشة.
المصادر
الصحافيون والمحررون
الجمهور
وثمة عامل نفسي آخر في تفضيلات الجمهور؛ وهو المطابقة الشخصية. إن قصةً ما تكون أكثر إثارة إذا ما رويت مقترنةً بأسماء الأشخاص عما لو ظلت غُفلًا من الأسماء؛ مثال ذلك أن صراعًا سياسيًّا يحظى بقدر أكثر من الاهتمام إذا ما صيغَ في صورة معركة شخصية بين سياسيين، وليس في صورة صدامِ أيديولوجيات.
المُلَّاك
المعلنون
وقد يكون نفوذ المعلنين مباشرةً أكثر من ذلك وإن كان سريًّا؛ ذلك أن المعلنين يعمدون — بين الحين والآخر — إلى فرض جزاءات وعقوبات ضد الصحف التي انتقدت منتجاتهم؛ مثال ذلك أن المناقشات الخاصة بأخطار التدخين على الصحة تكاد تكون غائبة من المجلات التي تعلن عن التبغ، ويمكن لأصحاب شركات التبغ أن يمارسوا نفوذهم حتى وإن لم تسمح المجلات بإعلانات عن التبغ؛ لأن المستثمرين أنفسهم يملكون أيضًا شركات أخرى تعلن في تلك المجلات.
الانتخاب الاقتصادي
يمكن أن يطغى الانتخاب الاقتصادي على عوامل أخرى مثل الأيديولوجيا؛ نظرًا لأن الانتخاب الاقتصادي يمكنه أن يفتك بشركة إنتاج الأنباء. ولنتخيل أن مدينة بها صحيفتان أ، ب، و أ صحيفة جيدة ملتزمة بالمبادئ الأخلاقية والنزاهة، بينما الصحيفة ب صحيفة واسعة الرواج، غارقة في الموضوعات الشهوانية، وتعمد إلى دغدغة الحواس الجنسية بنشر الفضائح. يفضل الصحافيون العمل في أ لأنها تساند المبادئ التي يعتبرونها علامة مميِّزة لمهنتهم، ولكن زبائن كثيرون يشترون الصحيفة ب بسبب صفحاتها الأولى المثيرة والتي تأسر اهتمامهم. ويضع المعلنون بدورهم قدرًا أكبر من أموالهم في ب وليس في أ؛ ذلك لأن ب تروج منتجاتهم وتمتدحها، بينما أ غالبًا ما تنتقد المنتجات الرديئة والطرق التجارية غير النزيهة، وسرعان ما تواجه أ مشكلات اقتصادية تجبرها على خفض عدد العاملين فيها، وعلى تقليل عدد صفحاتها، ورفع أسعار الورق. ويؤدي انخفاض جودة أ إلى أن يتجه القراء إلى ب، وتظل الدائرة الخبيثة تدور، ويتفاقم الوضع الاقتصادي للصحيفة أ حتى الانهيار التام.
نتائج سياسية
يعتمد السياسيون اعتمادًا كبيرًا على ميديا الأنباء؛ لأن الناس يبنون قراراتهم عند الاقتراع على ما يقدمه السياسيون من عروض في الميديا. ولعل الطريقة الجذابة التي تعرض بها الميديا شخصية سياسيةً ما أهم من عرض مهاراته السياسية؛ ولهذا يحرص الكثيرون من رجال الإعلام والممثلين على الانخراط في السياسة. ويعمد السياسيون إلى ملاءمة رسائلهم مع الميديا، ويتحول الحوار السياسي إلى حوار سطحي كليل، ويلجأ المرشحون السياسيون إلى شعارات موجزة وإلى الترفيه، ويتجنبون الموضوعات الخلافية والقضايا المعقدة. وأفضل القضايا هي تلك التي تمس كوامن النفس وتستثير الاهتمام؛ مثل قضايا الجريمة والجنس. ونظرًا للحاجة إلى روايات واضحة ومحددة الأشخاص، فقد أدى هذا إلى أن أصبحت الحياة الشخصية للسياسيين تحتل مركز اهتمام الجمهور أكثر مما يعنيهم الحوار بشأن قضايا اجتماعية معقدة.
وتركز وسائل الإعلام كثيرًا على الانحراف وعلى مناقشات قضايا الانحراف التي هي مجال بحث القواعد والحدود الأخلاقية؛ لذلك فإن قصصًا عن الجريمة والانحراف يكون لها تأثير مهم جدًّا على التغير الاجتماعي والسياسي؛ ومن ثم بات لزامًا بحث آليات الانتخاب الحاكمة لقصص الانحراف؛ حتى نفهم طبيعة أثرها على التغير الاجتماعي.
وتحرص ميديا الأنباء — كما أوضحنا سابقًا — على التركيز بشدة على ما هو غير مألوف وغريب، وعلى القَصص الذي يستثير اهتماماتنا الكامنة. إن جرائم تافهةً مثل سرقة محل تجاري أو قيادة للسيارة بسرعة جنونية؛ تمثل أنباءً غير ذات قيمة؛ ولذلك نادرًا ما تذكرها وسائل الإعلام؛ بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية. ولكن الجرائم النادرة والغريبة والمثيرة والفاضحة فإنها تحظى بتغطية إعلامية مكثفة وطويلة وواسعة، وربما عالمية أيضًا. وجدير بالذكر أن كمَّ الجرائم التي تعرضها وسائل الإعلام لا علاقة لها بالمعدلات الحقيقية للجريمة؛ إذ تتجه وسائل الإعلام في المجالات التي يكون فيها معدل الجريمة منخفضًا إلى تسجيل الجرائم الأقل خطورة، أو الجرائم التي وقعت في أماكن نائية. علاوة على هذا، فإن وسائل الإعلام قد تكتب عن جرائم ملغِزة وقعت منذ زمن طويل، أو عن مخاوف من جرائم يمكن أن تقع مستقبلًا.
التشخيص Personalization
ولا يذهب سينيت إلى أن هذا الوضع من خلْق وسائل الإعلام (الميديا) الإلكترونية؛ ذلك لأن الميل إلى جعْل الحياة العامة حياة شخصية بدأ قبل ابتكار هذه الأدوات. إنها مجرد أدوات تم اكتشافها للوفاء بحاجة نفسية للتراجع مع الحياة العامة، وتحقيق مزيد من شعور الشخص بذاته. بيد أنني، مع هذا، أعتقد أن المنافسة الحادة بين وسائل الإعلام الجماهيرية أسهمت بدور مهم في تحول الحوار السياسي إلى تمثيل سطحي. ومن أهم الأعراض الدالة على هذا الوضع أن السياسيين في حملاتهم الانتخابية يركزون أحيانًا على كشف تفاصيلَ فاضحة عن الحياة الشخصية لخصومهم، بينما يتدنى دور الرسائل الأيديولوجية إلى مجرد عبارات وشعارات شديدة العمومية حتى يتعذر على المرء أن يختلف معها. وهكذا تحولت الانتخابات الديمقراطية إلى مناقشة حول مَن أقدرُ على عرض النموذج الأعلى للحياة الشخصية، ويضطر السياسيون إلى تضمين برنامجهم سياسةً محافظة للأسرة.
وأوضح مثال هو الولايات المتحدة؛ إذ خلال الكساد الاقتصادي حوالي عام ١٩٨٠م، شعر الناس بالحاجة إلى زعيم يوحي بالثقة والقدرة على حل المشكلات الاجتماعية المعقدة التي استعصى فَهمُها على الناس أنفسهم. ولم يكن مصادفةً أن يكون الرئيس المنتخب آنذاك للولايات المتحدة ممثلًا سابقًا وبطلًا من أبطال السينما (ماكان، ١٩٩١م). وهكذا فإن موهبة التمثيل، وليست الموهبة السياسية، هي التي حددت نتيجة الانتخاب في هذا الوضع.
الطابع الريجالي Regalization
وطبيعي أن المنافسة بين ميديا الأنباء لها أثر مهم كجزء من عملية الانتخاب الثقافي، بيد أننا نبالغ إذا ما اعتبرنا هذا عمليةً قادرة باستقلال ذاتي على دفع التطور الاجتماعي في أي اتجاه تحكُّمي. إن المنتجين، وكذا الجمهور، لهم تفضيلاتهم الشخصية التي يؤثر فيها بقوةٍ الوضعُ الاجتماعي العام، وتجد هذه التفضيلات الشخصية تعبيرًا عن نفسها في انتخاب الأنباء. وأوضح جورنجنسون (١٩٧٥م) أن برامج التليفزيون أصبحت أكثر تسلطيةً في محتواها في أوقات الأزمات الاقتصادية، وهو ما يتفق مع النظريات السيكولوجية التي سبق ذكرها.
(١) الإعلان ورعاية البرامج
المشروبات الخفيفة التي يجري الإعلان عنها بكثافة في المنطقة التي أعيش فيها تتكلف ثلاثة أمثال المشروبات المماثلة لها التي لا يُعلن عنها، ومع هذا فإن غالبية الزبائن يشربون الأنواع والماركات المعلن عنها ذات الأسعار الباهظة. وطبيعي أن فارق التكلفة من الأموال يذهب إلى عمليات الإعلان، وواضح أن الإعلان له أثره القوي؛ إذ يجعل المستهلكين يفضلون المنتج الأكثر تكلفة.
ويعتمد الإعلان الحديث اعتمادًا كبيرًا على علم النفس وعلى استثارة الرغبات الكامنة في النفس أكثر مما يعتمد على توفير معلومات واقعية عن السعر والجودة. وثمة إعلانات كثيرة لا تقدم أي معلومات سوى مجرد تكرار اسم المنتج وربطه بصور لافتة للنظر والاهتمام، وصورة عن أسلوب حياة يستهوي النفوس. وتحاول الإعلانات بذلك التأثيرَ على الجمهور لجعل اختيارات المستهلكين أقل عقلانيةً مما ينبغي.
وجدير بالذكر أن الإعلان لا يؤثر على المستهلكين فقط، بل وعلى وسائل الإعلام أيضًا. إن الميديا ليست مستقلة ذاتيًّا كما تزعم ذلك؛ لأن القسط الأكبر من عوائدها يأتي من المعلنين، وأكثر من هذا أن وسائل الإعلام العامة الإخبارية المعتمدة على معونات الدولة وترخيصِ الدولة لها بدأ يتزايد اعتمادها على الإعلانات وعلى رعاية البرامج ماديًّا من جانب مؤسسات تجارية، مقابل الإعلان عن منتجاتها. وإن محطات التليفزيون المدعومة ماليًّا من الدولة ولا تعتمد على الإعلانات بدأت، وعلى نحو غير مباشر، تخضع لنفوذ رعاية البرامج؛ نظرًا لأن الأحداث التي تعرض تقارير عنها إنما تمولها الهيئات الراعية للبرامج. والملاحظ في المجتمع الحديث اليوم أن جُلَّ الأحداث الثقافية الكبرى تعتمد على أموال الرعاية؛ مثال ذلك المباريات الرياضية الكبرى حيث الكلمة الأخيرة والحاسمة دائمًا لراعي البرنامج حتى بالنسبة لأدق التفاصيل، كذلك نجد العديد من الأفلام السينمائية وبرامج الترفيه تتأثر براعي المشروع؛ بحيث توضع منتجاته ضمن سياق الفيلم أو العرض مقابل مساهمة مالية.
لذلك فإن من الأهمية بمكانٍ تحليلَ أي معايير انتخابية هي الفاعلة والمؤثرة من خلال رعاية ميديا الأنباء والأحداث الثقافية. الإجابة في بساطة وصراحة: أقصى درجة من عرض اسم الراعي من خلال الميديا في سياق إيجابي، معنى هذا أيضًا جذب انتباه أكبر عدد من الجمهور. وتشتمل برامج التليفزيون على المزيد والمزيد من أفلام الترفيه والإثارة، وعلى أقل ما يمكن من حوارات بشأن قضايا معقدة أو خلافية، وهكذا طُمست الحدود بين الأنباء والترفيه والإعلان.
وللإعلان نتائج سياسية غير مباشرة، إن المعلنين التجاريين ليست لهم مخططات سياسية، بل إنهم شديدو الحساسية إزاء الاختيارات السياسية للمستهلك؛ لذلك يُحجمون عن اتخاذ موقف سياسي، وهم على أكثر تقدير قد يضعون مخططًا زائفًا؛ أيْ رسالة سياسية غير خلافية، ولا يستطيع أحد أن يختلف بشأنها مثل مسائل حماية البيئة والسلم أو الأعمال الخيرية، وهذا يجعل الناس يعتقدون أنهم فاعلو خير مثاليون.
ويفيد الإعلان، كما أسلفنا، من الشركات الكبرى أكثر مما يستفيد من الشركات الصغرى، معنى هذا أن الشركاتِ الكبرى تكبر باطراد، في الوقت الذي تتركز فيه السلطة في أيدي عدد قليل فقط. ومع تركز السلطة الاقتصادية يجري تركُّز السلطة السياسية من خلال رعاية الحملات الانتخابية والجماعات التي اتخذت من مراكز التأثير مهنةً لها.
(٢) التنافس على جذب الانتباه
التنظيمات والمؤسسات والسياسيون وجماعات الدفاع على اختلاف أشكالها منخرطون دائمًا وأبدًا في معركة شرسة لجذب انتباه الناس. وتعمِد الميديا الجماهيرية إلى الغواية بالإثارة والفضائح؛ لكي يشتري الناس قصصهم. ويكشف السياسيون حياتهم الخاصة ويشاركون في أعمال هزلية للميديا؛ بهدف الفوز باهتمام وثقة الجمهور. ويستخدم المعلنون صورًا تثير الانفعالات والانتباه والحواس للاستئثار باهتمام المستهلك وجعْله يتذكر دائمًا اسمَ المنتج. وتلجأ جماعات الدفاع إلى المظاهرات وإلى أعمال درامية لجعل قضيتهم موضوعًا يُهِمُّ أن تكتب عنه وتعرِضه وسائل الإعلام؛ ومن ثم تتمكن من توصيل رسالتها إلى الجمهور. وتستخدم المنظمات الخيرية صورًا تهز المشاعر عن أطفال يتضورون جوعًا؛ وذلك للحصول على معونات وتبرعات. وتخوض الجماعات الدينية حملاتٍ لكسب مؤيدين جُدد. وتخوض المنظمات الحكومية والرسمية حملاتٍ لإعلام الجمهور عن موضوعات مهمة، وأكثر من هذا أن الإرهابيين يصل بهم الأمر إلى حد ارتكاب جرائم تثير أقسى الصدمات في النفوس؛ بهدف إرغام وسائل الإعلام على الكتابة والحديث عنهم وعن قضيتهم، ويخضع لمحاولاتهم الصحافيون.
صفوة القول أن أهم الموضوعات وأجداها ليست دائمًا هي الفائزة في المنافسة من أجل كسب اهتمام وسائل الإعلام والجمهور.