مقتل عمَر
شَكا إلى الخلِيفَةِ ابنُ شُعْبَهْ١
لِكُلَفٍ يَزْعُمُهنَّ صَعْبه
فَلَمْ يَجِدْهُ عُمَرٌ مَظْلُوما
ولا رَأى سيِّدَهُ مَلُوما
وكانَ بالصَّنْعَةِ ذا إلْمام
وَحَسْبُهُ شهادَةُ الإمامِ
إنْ يُذكر الرومُ إليهم يُنْسبِ
وَهو مِنَ الْفرسِ وفي الرومُ سُبِي
إنَّ انكِسارَ الفُرْسِ شرَّ كسرهْ
صَيَّرَ وجْدَانَ الغُلامِ حَسْرَهْ
فَباتَ لِلْفاروق يُضْمِرُ الإحن
بما أصابَ قَوْمَهُ مِنَ المِحَنِ
والثَّارُ بالأَهْلِ الْكِرَامِ
والْوَطَنْ
قَضِيَّةٌ قَدْ شَغَلَتْ أهْلَ الْفِطَنْ
لَوْ لَمْ تَلِدْهُ الأرضُ شَرَّ
صِلِّ
ما اقْتَحَمَ الْمكَبِّرَ المُصَلِّي
انْساب مَلأى مِنْ نقيعِ سُمِّهِ
حديدةٌ قدْ لفَّها بِكُمِّهِ
أَغمَدَها في هَيْكَل الْجَلالِ
وشَامَها في كَرَمِ الخِلالِ
فَرَحْمَةُ الله عَلَيْكَ يا
عُمَرْ
غامرَةً كَعَدْلِك الذي غَمَرْ
١
ابن شعبة: هو أبو لؤلؤة غلامُ المغيرة بن
شعبة، قاتِلُ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، هو فارسي
الأصل من نهاوند، كان قد أسره الروم، ثم أسره منهم
المسلمون، ولما قدم سبي نهاوند صار أبو لؤلؤة لا
يلقى منهم صغيرًا إلا مسح رأسه وبكى وقال: أكل عمر
كبدي!
وقد ذكر المؤرخون عن مقتل عمر أن أبا لؤلؤة هذا شكا إليه ارتفاع الخراج الذي ضربه عليه مولاه المغيرة وطلب إليه تخفيضه، فمن قائلٍ إنه وعده خيرًا، وعزم أن يخاطب المغيرة في تخفيف الخراج عنه، ومن قائلٍ إنه سئل: كم خراجك؟ فقال: درهمان في كل يوم. قال: وما صناعتك؟ قال: نحاس، نقاش، حداد. قال: فما أرى خراجك بكثير على ما تصنع من الأعمال، فتوعَّده الغلام وانصرف، قال عمر: توعَّدني العبد. ولما أضمر أبو لؤلؤة قتل عمر اصطنع له خنجرًا له رأسان وشحذه وسمَّه ثم أتى به إلى الهرمزان، فقال: كيف ترى هذا؟ قال: إنك لا تضرب به أحدًا إلا قتله، فراح أبو لؤلؤة يراقب عمر ويترصده، وبينا هو في صلاة الغداة قام وراءه، فلما كَبَّر طعنه في كتفه، ثم في خاصرته، وقيل ضربه ست ضربات فسقط عمر، وقام المصلون يحاولون القبض على أبي لؤلؤة فأخذ يطعنهم عدة طعنات أصابت مَقاتل الكثير منهم.
وقد ذكر المؤرخون عن مقتل عمر أن أبا لؤلؤة هذا شكا إليه ارتفاع الخراج الذي ضربه عليه مولاه المغيرة وطلب إليه تخفيضه، فمن قائلٍ إنه وعده خيرًا، وعزم أن يخاطب المغيرة في تخفيف الخراج عنه، ومن قائلٍ إنه سئل: كم خراجك؟ فقال: درهمان في كل يوم. قال: وما صناعتك؟ قال: نحاس، نقاش، حداد. قال: فما أرى خراجك بكثير على ما تصنع من الأعمال، فتوعَّده الغلام وانصرف، قال عمر: توعَّدني العبد. ولما أضمر أبو لؤلؤة قتل عمر اصطنع له خنجرًا له رأسان وشحذه وسمَّه ثم أتى به إلى الهرمزان، فقال: كيف ترى هذا؟ قال: إنك لا تضرب به أحدًا إلا قتله، فراح أبو لؤلؤة يراقب عمر ويترصده، وبينا هو في صلاة الغداة قام وراءه، فلما كَبَّر طعنه في كتفه، ثم في خاصرته، وقيل ضربه ست ضربات فسقط عمر، وقام المصلون يحاولون القبض على أبي لؤلؤة فأخذ يطعنهم عدة طعنات أصابت مَقاتل الكثير منهم.