المعتقدات الكنعانية
«كوَّن الكنعانيون على طول تاريخهم مؤسسةً دينية متماسكة تبدأ من السماء، حيث الآلهة ومَجمَعها، ثم الأرض والأماكن المرتفعة؛ كالجبال بشكل خاص، والمعابد، ثم الكهنة ورجال الدين الذين كانوا وسطاءَ بين الآلهة والناس. ورغم أن كل مدينة كنعانية أو فينيقية تتمتَّع بمؤسسة دينية مستقلة، لكن هناك ما يجمع هذه المدن على جميع مستويات هذه المؤسسة من آلهة ومعابد وكهَّان.»
تشكِّل العقائد الكنعانية موقعَ القلب في العبادة الشامية القديمة؛ لخصوصيتها وسَعة تراثها وانتشارها في المدن الساحلية شرقَ البحر المتوسط وجنوبه؛ ومن ثَم يناقش «خزعل الماجدي» ويحلِّل الكثيرَ من المسلَّمات الخاصة بالتاريخ والعقائد الكنعانية، فتناوَل نشأة الأقوام الكنعانية ومراحلها التاريخية، ثم تناوَل بالتحليل المُفصَّل الأجيالَ الأربعة للآلهة الكنعانية؛ بدايةً من الجيل القديم وحقيقة الإلهة الأم «يمو» عند الكنعانيين والانقلاب الذكوري عليها، حتى الإله «بعل». ولما كانت قوة الإله تكمُن في رموزه، فقد استعرض «الماجدي» رموزَ الديانة الكنعانية ودلالاتِ كل رمز، وكذلك الملاحم التي تروي حكاياتِ ملوكٍ وحكماءَ ينحدرون من الآلهة ويقومون بأعمال جليلة، كما استقى من ألواح «أوغاريت» الميثولوجيا الكنعانية.