الإرسالية القبطية الحبشية في البلاد الروسية: نيافة الأنبا متاءوس في بلاد الروس
«ولا نخال القارئ الكريم قد بَرِح من ذاكرته ما كان من أمرِ سياحةِ نيافة الأنبا متاءوس في البلاد الروسية، مندوبًا من قِبل جلالة الإمبراطور مناليك في مهمةٍ عالية ومأموريةٍ خطيرة، وقد انتدب نيافتُه أحدَ الأدباء من أبناء الأمة لمرافَقته في هذه السياحة بصفته ترجمانًا للوفد، وقد عُني هذا الأديب بكتابةِ نبذةٍ مفيدة في تفصيلِ أخبار هذه السياحة، وما صادَفه الوفد من مظاهر الإجلال، وما كان من مُقابَلته لجلالة قيصر الروس …»
بين مصر والحبشة تواصُلٌ تاريخي عظيم جعَل بين الشعبَين دومًا رابطًا من الألفة والمودَّة لا ينفصل، ومن أهم دعائم هذا الارتباطِ الكنيسةُ القبطية الأرثوذكسية التي تجمع مسيحيي البلدَين تحت راية واحدة. يروي هذا الكتاب تفاصيلَ رحلةِ الأنبا «متاءوس»، مطران الحبشة، إلى روسيا في القرن الماضي، في مهمة فريدة وخطيرة. وعلى سبيل الإشارة إلى عُمق العلاقات المصرية الحبشية، اصطحَب الأنبا معه أديبًا مصريًّا، ليكون ترجمانًا للوفد المصاحِب له، وليكتب نبذةً تفصيلية عن تلك الرحلة، وما دار فيها مع قيصر روسيا، بالإضافة إلى وصفِ تلك البلاد في ذلك الزمن، وما شاهَدوه فيها من آثارٍ وعادات وتقاليد، وكذلك نقل تفاصيل مُقابَلة الأنبا «متاءوس» للسلطان «عبد الحميد». ورَد كلُّ ذلك بأسلوبٍ شائق ولغةٍ رشيقة جمعت بين البساطة وحلاوة التعبير.