المحادثة الرابعة عشرة
قال الهدهد: لما كان الغد قصدت الأزبكية لملاقاة النسر، وإذا هي كما عهدت بهجة هذا البلد، لها المحل الأول فيه، ولا تُناظَر بناحية من نواحيه؛ ابتسمت أرجاؤها بالمنظر الضاحي، وانتضدت عليها الدور العالية، تحتها بيوت التجارة من الطراز الأول، تتخللها الأندية العمومية تموج بالخلق الكثير؛ وكانت قد أخذت كعادتها لليل أُهبته، وبرزت لأهل ودها مرموقة بعين الرضى، كريمة الثناء في الخواطر، فبعد أن كانت دار الماجن والخليع، وقرارة المدمن الصريع، ومسلك التهم في اعتقاد الجميع؛ وكانت مراح الفاجر ومغداه، ومصبح المقامر وممساه، وسامر المنكت ومن راعاه، وبعد أن كان الخروج إليها خروجًا من الحشمة والوقار، حتى مات أناس من أهل الكمال ما عرفوها، وبقيت منهم بقية لم ينظروها، أمست مَسحَب ذيل الوزير، ومُستقر أتوموبيل الأمير، ومجلس القاضي والمدير، ومُسامر الكتاب والشعراء، ومنتدى العلماء والفقهاء؛ وأصبحت مقعد المتقاعدين، ومستودع المستودعين، ومدرسة الناشئين، ورواق المجاورين، وديوان الموظفين؛ تجمع الكبير والصغير، وتخلط الرفيع والوضيع، وتحل محل «المندرة»، وتقوم مقام «السلاملك»، وتغني عن «الديوان»، وتغص الأندية العمومية فيها بالجموع من كل الطبقات، وكافة الأجناس؛ فترى عليها كبار الموظفين عند «الذوات» المتقاعدين.
يليهم أُلَّاف الجرائد ينتهبونها كمالِ اليتيم، ويقرءونها عاريةً بالمليم، فالزاجرون الشاةَ الآكلون الفيل من عشاق الشطرنج، فأصحاب النارجيلة تفنيهم على الزمن كما يفنونها نفَسًا في نفس، وتمرُّ هناك على أركان الغيبة والاعتراض، من أهل الفراغ والبطالة، وبجماعة المقاولين من كل ذي لقب، أو عاطل يذم الرتب، وتُلوِي على عصبة المحررين والمكاتبين في الجرائد اليومية، أدرك أصحابها النشب، وأدركت أصحابنا حرفة الأدب، وتعثر فيها كذلك على أعضاء الجمعية العمومية ومجلس الشورى، آتين من أقاصي البلاد لزيارة المستشارين، وبعُمَد الأقاليم وأعيانها، كثروا على الأزبكية في هذه السنين الأخيرة زيارة وانتيابًا، وجيئة وذهابًا، وكانوا إذا ظفر أهل الكسبِ فيها بواحدٍ منهم أحلُّوه بين السمع والبصر، وأجلُّوه كأنه المهدي المنتظر، وبالجملة يتعاقب على هذه الناحية ما بين حاشيتَي النهار وطرفَي الليل — عدا هؤلاء — خلق كثير من حساة الراح، وعُبَّاد الميسِر، والأغرار من أهل الثروة الموروثة، والناصبين لهم الحبائل من أهل عِشرتهم، ومما يُبكَى منه ويُضحك، ولا يُرى له مثيل في مدينة من مدائن الأرض، أن هذا العالم المنصبَّ في الأزبكية بالليل والنهار، الباذل فيها قليل المال وكثيره كل يوم إنما يُلقي أساس الثروة، ويرفع عماد البيوت لهذه الأمة الصغيرة الكبيرة المجتهدة المقتصدة، أمةِ اليونان في مصر، لا في تجارة تحتاج إلى عظيم مهارة، ولا في صناعة تستلزم كبير براعة، لكن في تجارة للهو والطرب.
قال: وكان النسر قد سبقني إليها، فاعترضني في هيئةٍ وزيٍّ هو فيها أشبه بسائح أمريكاني، أو إنكليزي: قامة طويلة، لكنها ضئيلة، وعارضان كثيفان، لكن لا يلتقيان، وثياب لا يُشتكى منها طول ولا قِصر، ولا ضِيقٌ ولا سَعة، وهو يتشمَّخ بأنفه ويختال في مشيته، فضحكت حال رؤيته، وقلت بعد تحيته: قد كان لك غنًى عن هذا الزي يا مولاي.
قال: ولمَ ذا؟
قلت: لأن في طباعي النفار من صحبة أهله؛ لا عن حقارة ولا كراهية، ولكن أربأ بنفسي أن أُحتقَر، وأن أصحب من لا يعدُّني من البشر.
قال: ومتى احترم القوي الضعيف؟! إنك يا بني تحاول من النفس غير شيمتها، وتُكلفها ضد طباعها؛ وأنا ما اتخذت هذا الشعار إلا لعلمي أن فيه السلامة، ومعه الكرامة، في بلد ليس لي بدار إقامة. ثم التفت حوله وسألني: بأي مكان نحن؟
قلت: على الأزبكية يا مولاي، وهي قسم من القاهرة ليس كسائر الأقسام؛ كان وجهَ القرن الماضي مَجَرَّ عوالي الحوادث، ومجرى سوابقها؛ أقام به نابليون ومن معه، ولا يزال منزله عليه قائم الجدار، معدودًا في جملة الآثار؛ وفيه أُلبِس محمد علي ثياب الولاية، واتخذ عليه بعد ذلك مسكنًا يتردد إليه في تراوحه بين شبرا إيوانه، والقلعة ديوانه، وما زال الأجانب يكثرون على الأزبكية في السكنى، وهي تأخذ من سعودهم وتشاطرهم دنياهم المقبلة، حتى أكرمها فيهم الخديو إسماعيل في زمن اهتمامه بهذه العاصمة واعتنائه بأمر إصلاحها وتحسينها، ففتح فيها الشوارع، وأنشأ فيها الميادين، وآثرها بالأوبرا الخديوية، دار التمثيل الكبرى في البلاد؛ ثم ما زالت حتى أصبحت كما تراها تضارع كثيرًا من مشهورات النواحي في الغرب، حركة وتجارة، ورونقًا ونضارة، وعمارة ويسارة.
قال: وما هذا السوق القائم، والدولاب الدائر؟ ولمن هذه التجارة الواسعة، وتلك الدور الرفيعة؟ ومَن هؤلاء الشامخون بالأنوف فوق سُلَّم النُّزُل، كأنهم الفراعنة في بهو الإمارة وعند رفرف الملك؟
قلت: أبديت لك يا مولاي أن هذه الناحية من القاهرة تكاد تكون للأجانب بأرضها وسمائها؛ فهذا السوق القائم سوقهم، وهذا الدولاب إنما يدور بهم، وهذه التجارة الرابحة لهم، وتلك الدور الرفيعة مساكنهم وعقارهم، وهؤلاء المدلون المختالون هم السُّيَّاح من الأوروبيين، يأتون مصر رحلة الشتاء في كل عام، فيقضون بها ما شاءوا من أيام، مثل الملوك في مشاتيهم من ممالكهم وبلادهم، بين إجلال الخاصة ومهابة العامة.
استأثر الأجانب بفوائد التجارة، واختصُّوا بمنافعها، وقبضوا على أزمَّتها، حتى أصبحت هذه الحوانيت الكبيرة وتلك المخازن المشحونة ولا منصرف عنها لمصري يحيا حياة سهلة، من أقصى الريف إلى أقصى الصعيد؛ فما من بيت في الأرياف أهله على شيء من الثروة إلا ومن الأزبكية زيتهم ودقيقهم، وكأسهم ورحيقهم، وطستهم وإبريقهم؛ وإذا بنى أحدهم بالغ في البنيان، ومثَّل في القرية الحقيرة الإيوان؛ لكي يقال أتى بما لم يستطعه فلان؛ ثم لا تسل عن الأثاث والرياش، وما يُجلب منه من القاهرة لائقًا لشاهقة القصور، ضافيًا على وسيع الدور، صالحًا لجلوس المدير والمأمور؛ حتى ليجد الإنسان في كثير من مدائن الأقاليم وقراها، من هذه المساكن من الطراز الأول، ما لا يجد له مثيلًا في ضياع أصحاب الملايين من الفرنساويين، بالرغم مما عهدت القوم عليه في تلك البلاد، خصوصًا كبار الزراع منهم من الميل إلى المعيشة السهلة في المكان الطيب، ولكنهم لا يسرفون في البناء إذا بنوا، ويختصرون من الأثاث والرياش إذا اقتنوا، ويعتمدون في تشييد الدور وتزيينها على سلامة الذوق وحسن الاختيار، بحيث ترى المَغْنَى الصغير فتأخذه عيناك على قلة حجمه، كأنه بيت من الشِّعر أو بيت من الشَّعر؛ وليس ذلك إلا من حب الاقتصاد الذي لا تقوم حياة الزراع إلا عليه، وقد تدرَّج الأجانب يا مولاي من الاستئثار بتجارة القطر، ما جلَّ منها وما قل، والانفراد بالصناعة فيه، ما علا منها وما سفل، إلى مزاحمة الوطنيين على تجارات وحِرف لم يكن يخطر على بال أنها تخرج من أيديهم يومًا؛ ولا أستحي أن أضرب لك مثلًا هؤلاء الأطفال من اليونان والأرمن، منتشرين في الشوارع والأندية العمومية، يسابقون فقراء الغلمان من المصريين والبرابرة إلى النعال يمسحونها، والأحذية ينظفونها؛ ثم أرتقي عن هذا المثل الأدنى إلى آخر أعلى، فأُبدي لك أنه لا يقام في مصر عظيم احتفال، ولا تُحيا فيها بالأفراح ليال، إلا رأيت المحل الأول للأجانب، ووجدت الربح من وراء ذلك لهم؛ فالآنية من «جيس»، والطعام من «فلوران»، والشراب من «ووكر»، والحلوى من «ماتيو»، والغلمان من «الكونتيننتال»، والنور من معامل الكهرباء، والصدر في المهرجان لمن حضر من القوم ولو بغير دعوة، والقدم السابقة إلى المائدة قدمهم، والغناء مناوبة ومطارحة، تخت لهم وتخت لنا، ومغنِّية منهم ومغنٍّ منا، يُزهقون صنعة الطاهي، ويُبيرون تجارة الفرَّاش، ويُرخصون أسعار المغنِّي، وقد عاشت هذه الحِرف الأهلية زمنًا طويلًا في مأمن من منافسة المنافسين، ومزاحمة المزاحمين، إلى أن قتلها سُرَاة مصر في هذه الأيام، وأصبحنا نخشى أن يتكفل لنا القوم بالمآتم والأتراح، كما دخلوا علينا البيوت في الأعراس والأفراح، والقوم يا مولاي فوق هذه البقعة وغيرها من نواحي القطر، في شعبٍ من حِمى كليب عِزًّا ومنعة، تسهر المحاكم المختلطة على حفظ حقوقهم، وتلاحظ عيون الامتيازات كرامتهم، ويشفق القناصل عليهم في المهمات، فكأنهم وراء هذه المعاقل والحصون أسود الغاب في الغاب، لم يكفها تلك القوة وذلك الإقدام، فاستعصمت بالآجام، وفوق هذا وذاك تراهم قد أُلقي عليهم للخواص محبة، وملئ العوام منهم مهابة، وصح في الأذهان أن العقل لا يجوزهم، والذكاء لا يحل دونهم، والهمة لا تتعداهم؛ واستقر عند الذين يُرجَون للنهوض بهذه الأمة من عثرتها، ويُطلب منهم أن ينفخوا فيها من كل روح جديد، من أهل الحل والعقد وناس الأحلام والأقلام، أن أوان العمل قد فات فلا يُستدرك، وبرهة الأمل قد ولَّت فلا تعود، وأنه لم يبقَ للمصريين إلا أن يودعوا أيام الحياة وداعًا.
ومن عجيب أمر هذا الفريق العالي في الأمة يا مولاي أنَّهم متحزبون متفرقون، يعتقدون ذلك في أنفسهم ويقولونه بألسنتهم، ثم ينتدبون لقيادة الأفكار متباغضين متحاسدين متخاذلين، كلٌّ له أمل يسعى ليدركه من وراء سكرة الخاصة، وغفلة العامة في هذا البلد الأسيف؛ أولئك هم القواد فيما زعموا، لكن لا تراهم إلا في ظل القصور الشاهقة، ولدَى الأبواب العالية، ولا تلقي بهم إلا في مجالس اللغو والغرور والنفاق والرياء، لا يجولون في الصفوف جولة، ولا يعيرون الجنود نظرة؛ وإذا مر أحدهم على جيشه الموهوم، وفيلقه المزعوم، كان في خيلائه وكبريائه كالملك الصغير المتوج، ورث لقب القائد العام فيما ورث من ألقاب المملكة، فتكلَّف طلعة على جيوش لا تعرف له فضلًا، ولا تذكر له بلاء، وإن هتفت بتحيته واصطفَّت بين المهابة فيه والإعظام.
قال الهدهد: كنت أتكلم والنسر مطرق يصغي لما أقول؛ فلما انتهيت رفع رأسه ثم قال: هذا يا بني هو الاحتلال.
ففهمت عندئذٍ معنى إشارته في سالف عبارته، وقلت: لكم معشر النسور كيدٌ لا يبور، ونظرٌ بعيد في الأمور.
قال: دع عنك يا بني ما تسميه المحاكم المختلطة، وما تدعوه الامتيازات؛ ودعِ القناصل وما تزعم لهم من حَول وطَول، واسحب ذلك على أولئك القواد من أهل العبث وطلبة المظهر الكذب والشهرة الباطلة؛ وهب أن الملك إدوارد وقيصر والملوك الآخرين ملكوا عليكم البحر بالأساطيل، ثم ملكوا عليكم البر بالجيوش زاحفة، أكانوا قادرين على إذلالكم إن كان لكم من أنفسكم عزة، أو تفريق كلمتكم إن كان لها منكم جامع، أو تضييع حقكم إن كان له منكم طالب؛ أم كانوا ضاربين على أيديكم أن لا تتداولوا أشياءكم فيما بينكم، تنشطون الصانع منكم بالإقبال، وتشجعون التَّاجر بالتهافت على بضاعته. إن علمتم على أهل الصناعات منكم نقصًا فتجمَّلوا بنقصهم حتى يزول فتتجمَّلوا بكمالهم؛ فإنكم لا تزالون عراة حتى تلبسوا مما حِكتم وخِطتم، ولا تزالون حفاة حتى تنعل أيديكم أرجلكم، ولا تزالون مشاة حتى تركبوا فيما صنعتم، ولا تزالون تتوسدون الثرى حتى تسكنوا ما بنيتم؛ وليس هذا الذي ترى يا بني، من ثياب يزهو بها الجماعة، ومواكب يختالون بها، وقصور ينعمون فيها، وما هي من صناعة البلاد في شيء، إلا مقابِحَ تُرى على الأمة في مجموعها وإن توهَّمها بعض الأفراد محاسن؛ إذ جملة ما يقال عنها: أمة عارية، كل أشيائها عارية!
واعلم يا بني أن الاحتلال الذي تستعظم أمره وتقول وجوده حقيقة وأقول وجوده توهُّم، لا يضيق ذرعًا بمن ذكرت من قادة الأفكار، ولا يتأثر بسَحبان لو رُدَّ إلى الحياة فخطب، ولا بعبد الحميد لو بُعث بعد ممات فكتب؛ ولا يتعب بمعارضٍ قوَّال، ولا يشقى بمعاكسٍ فعَّال، عُشر مِعشار ما يُقيمه ويُقعده، ويضايقه ويحرجه، أخذُكم بالصناعة والتجارة أخذ الأمم الناهضة الراقية؛ لأن الإنكليز وغيرهم من أمم الحضارة الحاضرة يذهبون من التملك والاستعمار في غير المذهب القديم؛ فلا يدخلون البلاد فاتحين يقبضون نفوس أهلها ويسلبون من ذوي الأملاك أملاكهم، لكن كما يدخل التجار الأسواق، همهم الاستكثار من الثروة، والاتساع في التجارة، والتقدم على سائر الأمم في هذا السبيل بحق الحكم وفضل الاستعمار؛ فكل بلاد يحكمها الأجنبي في هذا الزمن إنما يحكمها في الحقيقة بذراع مرتفعة من الصناعة، ويدٍ قوية من التجارة، بحيث يصح أن يقال عن عصركم هذا: لو كان رجلًا لكان تاجرًا.
قلت: أفدتَ يا مولاي وإن لم تزدني علمًا بزمني وأشيائه، لكن من أين لك هذه النظرات وأنت غريب في هذا الزمن، أجْنب عن أهله، نكرة في هذه الثياب؟
قال النسر وهو يبتسم: ما غرَّك بشيطانِ بنتاءور فأنكرت عليه بُعد النظرة، واستغربت منه صدق الخطْرة، وقد كنا يا بني نمشي في البلاد المحكومة ونخطر بين الأمم المقهورة، فلا نرى إلا معسكرات مشحونة، ولا ننظر من مظاهر الدولة الحاكمة، ودلائل الحكومة القائمة غير الجنود الفاتحة، يحمل الناس كبرياءهم في كل مكان، ويصبرون لاعتدائهم في كل آونة، أما اليوم فليست المعسكرات إلا هذه الحوانيت، وليس الجند إلا هؤلاء التجار؛ فإن قالوا إن الهند مثلًا يحكمها سبعون ألفًا من جنود الملك إدوارد، فقل إنما ناصيتها بيد سبعة من ملوك التجارة في لندره.
ولقد أتى لكم معشر المصريين أن تؤمنوا فيمن آمن بهذه الآية، وتعتقدوا أن العز في هذا الزمن قبة لا تُضرب على قوم حتى يمدوا لها الطنبين: الصناعة والتجارة، ويرفعوا لها عمودًا من الهمة والإقدام.
قلت: كل ذلك قيل للأمة يا مولاي، ودعيت إليه بألسنة قائلة، وأصوات مرتفعة، ولكنها لم ترَ فيه رأيًا، ولم تدبر لها أمرًا حتى الآن؛ على أن ذلك لا يثني مولاي عن الاشتراك مع الناصحين في مقالة يقولها ربما نجحت في رجل واحد ممن تصل إليهم، فتكون قد غنمت أجرًا، وبلغت عذرًا.
قال: لا رأي لي يا بني حتى أرى، ولا حكم لي حتى أنظر وأخبر، وستكون لي معك خطبة وداع حافلة بالنصائح والعظات.
قال الهدهد: ثم تثاءب النسر كعادته، وقال كلمته المعهودة: إذا جاء الليل ذهبت الشياطين. فسألته: وأين الملتقى غدًا يا مولاي؟
فأشار إلى الكونتيننتال وقال: في هذا النُّزل.