المحادثة السابعة
قال الهدهد: فلما كان أصيل الغد، خرجت إلى الموعد كالعادة، وقد عيل صبري لبخل النسر عليَّ بالكلام، وخبطه في ضرب المواعيد، فدخلت منفيس ضالًّا حيران لا أهتدي السبيل، ولا أجد من دليل، فجعلت أمر بالدور العالية، وأطيف بالقصور الشاهقة، لعلِّي أجد ريح النسر على ذلك القصر، حتى أتعبني طِلابُه، وأغضبني احتجابه، وبُغِّض إليَّ اصطحابه فعمدت لشباك مفتوح في طبقة من دار فدخلتها منه، وقررت في رفٍّ هناك، ثم نظرت تحتي فرأيت غلمانًا بضعة منتثرين في المكان، متقابلين على الأرض فيه، وقد جلسوا أرضًا، وأقبلوا برءوسهم على رُكبهم، وبين أيديهم شيء كثير من ورق البردي وسائر أدوات الكتابة وهم في العمل، وكان الصدر لرجل يؤخذ من سنه وهيئته واتخاذه منصة للجلوس وأخرى للأوراق، أنه رئيس هذه العصبة، والمسيطر على هؤلاء الكتبة، فخُيل إليَّ عندما رأيتهم على هذا الحال أنني في بعض الدوائر المصرية القديمة، حيث الباشكاتب يتصدر والعمال بجانبيه يعرضون عليه الحرف والسطر والصحيفة.
قال: وكان دوني غلامان متدانيان في الجلوس، وكانا يتحادثان همسًا، فاسترقت السمع فسمعت أحدهما يقول للآخر: نحن نكتب غير مأجورين ونتعب، وهذا الرئيس يأخذ المرتب!
فأجابه الثاني: وليته يتركنا وشأننا وما نحن فيه من حالٍ تحني الظهور وتُدمي الرُّكب وتُقرح الجفون؛ فقد شكاني من أيام إلى والدي، وزعم أني بطيء الفهم، ثقيل الحركة!
قال: وهل صدَّقه أبوك؟
قال: تردد، ثم نقل الحديث إلى أمي فلم تصدقه، وحلفت بنعمة الآلهة أنني أحضَرُ ذهنًا وأصح فهمًا منه ومن أولاده الثلاثة!
قال: إنه صديق لأبيك ولوالدي، ولولا هذه الصداقة لما اتخذَنا تلميذين له، فليتها لم تكن ولم ندخل هذا القبر على قيد الحياة!
قال: لكن الناس إجماع على أن هذه الصناعة التي يمارسها هي سُلَّم الارتقاء في خدمة الأمراء والأغنياء، وأن كثيرًا من الكتبة وصلوا فيها إلى الجاه العظيم، وحصلوا معها على المال الجسيم؛ وقد حدثني أبي — وأنت تعرف مكانته في العلم والفضل — أنه رغب في الاتصال بالأمير «أوني» أحد أنجال الملك، وكان في ديوان حُجابه عمل يحتاج إلى عامل، فطلبه أبي بسفارة صديقه هذا الذي سئمنا من رؤيته، وهو كما تعلم المأمور المتصرف في ديوان أمواله، فعرض اسمه على الأمير في جملة ما عرض من الأسماء، فلم يقع اختياره إلا على واحد من الكتبة، لكن أبي لا يبرئ هذا الشيطان، ويتهمه بكونه يُظهر ما لا يبطن، كدأب جماعة الكتبة المتفقين على أن يأخذ بعضهم بيد بعض في الأمر كله، وهذا هو سبب قوتهم وسرُّ نجاحهم!
قال الهدهد: فعجبت لمصر أم العجائب، كيف صبرت آلافًا من السنين على حال واحد مع هؤلاء الكتبة، فكانوا على عهد الفراعنة هم أنفسهم وقت دخول العرب، إلى زمن المماليك، إلى أيام محمد علي، إلى حكم إسماعيل، إلى عصر الاحتلال، وفيه ظهرت الشهادة الابتدائية، وأختها الثانوية، فمات بها الجهل وماتت الكتابة القديمة، لكن هلك كثير من طلبة الرزق في الحكومة بين طلبة العلم عن غير شهادة! وحرت في نفسي فلم أدرِ أأبكي ذلك اليسر مع الجهل، أم أبكي من هذا العسر مع العقل، وكنت قد استبشرت عندما سمعت اسم الأمير أوني، وعرفت من حديث الغلامين أن الديوان له، وهؤلاء الكتبة أتباع له، وأملت أني أستدل على القصر بأحدهم، فتحقق أملي على الفور، إذ لم يلبث الرئيس أن نهض، فالتفت إلى من يليه من الغلمان وأخبره أنه ذاهب إلى القصر لمقابلة الأمير في بعض الشئون، ثم خرج من الباب فسبقته من النافذة وأنا أستغرب هذا الاتفاق، وأتعجب من المصادفات كيف تنساق! فما زال في سيره وأنا في أثره، حتى احتوانا طريق ضيق، جمعتني العناية فيه بالنسر، وكان يمشي متمهلًا كثير التلفت، فلم أتمالك عن الوقوع على كتفه؛ فلما صرت في عُشِّي المألوف منه، التفت مبتسمًا مسرورًا، وقال: لقد خفنا على الهدهد الضلال!
قلت: ما زلتَ يا مولاي تُضله، وما برحت العناية تَدُله!
ثم حدثته حديثي وما وعيت من محاورة الغلامين، فاستضحك ثم قال: انظر كيف يستفيد الغريب من الضلال أضعاف الفائدة من الاستدلال!
قلت: لقد أوشكت يا مولاي أن أضل حلمًا فيكم وفي شئونكم الغريبة، وأحوالكم العجيبة؛ لأنكم تهزلون وتجدُّون، وتصغرون وتعظمون، وتجهلون وتعقلون، كيف يكون مثل ذلك الكاتب على ديوان أموال الأمير وفي المملكة من يصلح لهذا العمل، وأمثاله من طلبة العلم بين شبان البلاد الأكفاء؟
قال: وأي كبير لا يصغر أحيانًا يا بني؟ إن للأمة الكبيرة — كما للفرد الكبير — زلَّات وجهالات، تدل على الكمال الكامل للآلهة وحدهم، فإذا دخلت على قوم ديارهم فلا تحكم على أشيائهم متفرقة، واحكم عليها مجتمعة.
ثم أفضى بنا المسير إلى ميدان وسيع، فيه قصر رفيع، فمشى النسر نحوه، فسألته: لعلها دار الأمير يا مولاي؟
قال: نعم، وليس ما ترى إلا قصرًا من نحو مائة قصر، يحيط بها سور واحد، ويأوي إليها الملك ونساؤه وأولاده وأرباب خدمته، كلٌّ بقدر درجته في القرابة، وحسب منزلته في الصحبة وموقفه في الخدمة.
قال الهدهد: فاستغربت الأمر وقلت للنسر: ما ترك الأول للآخر يا مولاي؛ فليست يلدز بالشيء الذي يُذكر في جنب هذه الأبنية الفرعونية، والمساكن الرمسيسية؟
قال: ألم أحرمك أن تقيس، وأن تذكر أحد الملوك برمسيس؟
قلت: لا أعود لها يا مولاي.
ثم دخلنا القصر، فجعلنا نلج بابًا ونستقبل آخر، ونخرج من ساحة وندخل في ساحة، ونطوي دهليزًا إلى دهليز، بين حراس جملة، وجند عدة، وخدام لا تنقضي لهم جيئة ولا ذهاب، حتى ضمتنا حديقةٌ من أبدع ما غرست الراحات، وأكرم ما أخرجت الأرض من النبات؛ فاجتزناها إلى قصر له بَهْوٌ يتمشى فيه الأمير الشاب بين اثنين من الأصحاب، فحين وقع نظره على الأستاذ، تهلل واهتز، وانثنى إلى ما وراء البهو ليستقبلنا، وسار الغلمان بين يدي النسر حتى أدخلوه على الأمير، فالتقاه أحسن التقاء، وأعلى محله، وأجلسه بجانبه، وأومأ إلى صاحبيه فجلسا دونه في الحضرة، ثم خاطبه والابتسام ملء فمه، فقال: لعل هذا هو الهدهد السحري الذي لا يفارق الأستاذ في هذه الأيام؟
قال: هو بعينه، فمن حدَّثك حديثه يا مولاي؟
قال: قداسة هوروس (من ألقاب الفراعنة).
قال: أوَبلغ حديث الهدهد إلى الباب العالي (من ألقاب الفراعنة)؟
قال: وهل تخفى على جلالته خافية في الأرض أو في السماء، وهو المضطلع وحده بالملك في الأولى، وشريك الآلهة في ملك الثانية؟
قال: كذاك هو يا مولاي، لكنه لم يسألني عن أمر هذا الصاحب الجديد!
قال: لعل شاغلًا شغله.
قال: هذا الهدهد يا مولاي خُلق لمجالس الملوك والأمراء؛ لأنه أصم لا يملك السمع، أخرس لا يملك الخطاب، اللهم إلا أن يتنزل فيه من روح الملك يوم يُعرض عليه فينطق بما يدهش السامعين، ولا يدهش ذا القصرين (من ألقاب الفراعنة)؛ لأن سره إذا حل في نباتٍ مشى، أو في طيرٍ نطق، فلا يجدنَّ مولاي من بأسٍ في تشرُّفه الآن بالحضرة؛ لأنه يكتم الأخبار، ولا يذيع الأسرار.
قال: الكريم يصحب الكريم أيها الأستاذ، ولو حملت معك الببغاء، وهي الناقلة الواشية من بين الطير، لائتمنَّاها كما نأتمنك، والآن لعلك تدعوني إلى الدرس؟
قال: إن أذنت يا مولاي!
فتبسم الأمير ثم قال: ألا تراني كبرت عن الدرس أيها الأستاذ؟
قال: ما عُلم على بشرٍ أنه كبر عن التعلم يا مولاي، ولو سألت جلالة الملك وهو الموحِي إلى من في الأرض، الموحَى إليه من السماء، لأجاب أن الكمال ميسورٌ بلوغه إلا في العلم.
قال: فما باله أعفى كثيرًا من إخوتي الأصغرين سنًّا من الدروس؟
قال: وما يدريك أنه يستنجيك ويرجو أن يستثمر غرس عنايته بك؛ فقد سمعته في بعض الأيام يقول لمن حوله: إن «أوني» لعلى بيان، وإن البيان لخير مظاهر الملوك والأمراء، يسترقُّ لهم الخواطر، ويسعى لهم بالقلوب.
قال: لو أنهم يختصرون معي من الدروس، فلا يكلفونني منها ما يمجُّه ذوقي وتأباه طباعي، مثل الرماية، وركوب الخيل ومطاردة السباع في الصحاري والقفار، لأقبلت على سائرها إقبال الحيارى المستفهمين على الهياكل ينتظرون جواب الآلهة في معضلات المسائل.
قال: من الناس يا مولاي من تُلجئه منزلته في هذا العالم إلى ممارسة ما يكره، وركوب ما لا يود، وأنت ابن الملك، وناهيك بها من نسبة يتلاقى فيها أبوك والشمس، وإنها لتجعلك حيث لا يكون سائر الناس، فأنت ممن معك بين أصحاب موالين، لا تأمنهم أن ينقلبوا أعداء مقاتلين، بل أنت من قصرك هذا في شبه حصن تحرسه الآن مهابتك، ولا يحميه عند الكريهة إلا ثباتُك وشجاعتك، وإذا خرج فتيان المملكة إلى قتال المتوحشة بَنِي الخراب (كنية الأمم الخارجين من حكم الفراعنة) ومنعِهم من الغارة على البلاد، نصرةً للآلهة ومَواطنِهم المقدسة، خرجت أنت ناصرًا للآلهة، ذائدًا عن مُلك أبيك المؤيد بالشمس؛ فأنت إذن من جنود الصف الأول الذين لا غنى لهم عن قلوب تُقسِّيها ملاقاة الأسود، وجسومٍ ينشطها ركوب الخيل، وأحداق تحددها مزاولة الرماية، وسواعد يقوِّيها الضِّراب بالسيوف.
واعلم يا مولاي أن هذه الدنيا لمن غلب، وأن الغلبة فيها للقوة، وأن الأمم لا تحفظ الاستقلال موجودًا، ولا تسترده مفقودًا، إلا بالقوة؛ فيتعين إذن على كل إنسان يحب بلاده محبة حقيقية، ويريد بقاءها ممتنعة الجوانب، عزيزة المنال على الأجانب، أن يثبِّت نفسه بالفضيلة، ويقوِّي بدنه بقدر الإمكان، ويتعلم فنون الحرب في السلم، وأن يشيب على ذلك، ويسوم أولاده أن يشِبُّوا على مثله، حتى إذا دهم البلاد يوم عصيب، استدفعته بشبان من أبنائها وشيب.
إن الأسد إذا أقعده الهرم ناشته الذئاب كإحدى الرمم، وإن الباز إذا خفضت رأسه الدهور توثب على مِنسَره العصفور، وهكذا الأمة لا تغني عنها الفضائل جمة، إذا هي لم تجعل الشجاعة رأسها، ولم تستحضر في الحرب والسلم قوتها وبأسها. نشأ أبوك الملك يا مولاي ونشأنا معه، نحن رفاق صباه، في التخشُّن والتقشف، وأنواع الرياضة البدنية، من صيد ومطاردة، وقتال صوري، ولم يكن جدك الملك سيتي يقدِّمه على أحدنا في المعاملة، أو يفرق بين أحد منا في المجاملة، بالرغم من مختلف الأنساب، ومتفاوت الأحساب؛ فلم يبلغ الواحد منا الخامسة عشرة من عمره، إلا وهو كالشبل النوبي لا يقر له قرار في الفيافي والقفار، وقد أُوتي والدك المُلْكَ وهو يحبو إلى العشرين، فاحتكم بكف كمخلب الأسد، وقلب كقلبه أو أشد، وكنا نحن المرشحين لمشاركته في سياسة الأمور، وأعوانه الطبيعين على مداورة الشئون؛ فوجد عندنا سواعد قوية الباس، وعزائم شديدة المراس، وعقولًا صحيحة سليمة في جسوم قوية قويمة؛ ولا أكتمك يا مولاي أني كنت كثير الشكوى مثلك، أضِيق ذرعًا بتلك النقل، وأتعب بتلك المشاق، وأشتهي جلسة على شاطئ النيل في ساعة الغروب لكي آخذ من محاسن الأكوان وأسرارها، وأشهد معترك ظلماتها وأنوارها، وأنظر إلى الماء إذا قعد، وإلى النبات إذا سجد، وإلى الطير إذا هجد؛ وأسمع ذلك الخرير، تُتَاليه بأصواتها النواعير، وقد انفتح للكائنات هيكل من خاطري فجمَّعها، فهي تمجد الآلهة فيه وأنا أمجدهم معها، إلا أن والدتي كانت تقص عليَّ قصص الوحوش من الشعوب الذين أغاروا على مصر في الزمن الأول، وتُمثلهم لي في أفظع الصور، وتصفهم بأقبح الأوصاف، فبينما هم الذئاب العارية، إذا هم الأسود الضارية، إذا هم الشياطين العاصية، فروا من الحامية، ورُدُّوا إلى الدنيا ثانية؛ وكانت تقول إنهم لا يفرون إلا من السلاح، ولا يعصم منهم إلا السواعد العبلة الصحاح، فكنت إذا سمعت ذلك منها قصرت الشكوى، وصبرت على البلوى، حتى تمَّت لجسمي التربية، فانقطعتُ لتهذيب نفسي.
قال الأمير: ومن لي أيها الأستاذ بأمٍّ كالتي ذكرت؟ إن والدتي أول العاذلات لي على ما أنا فيه من إجهاد نفسي، وإتعاب جسمي، وهي تزعم أنه ما دام المُلك من بعد أبي سيصير لأخي الأكبر، فلا حاجة بي إلى مثل هذا الكد والكدح.
قال: ويح الأمهات! طالما جنَين فمهدت الرحمةُ عذرهن. أنت يا مولاي إن لم تكن وارث المُلْك فإنك وارث المَلِك، وهو على فضائل لا بد لك أن تكون عليها؛ لأن المسئولية في هذا العالم بقدر منزلة الإنسان فيه، ومَن أرفعُ منزلةً من ابن رمسيس؟! على أن محبة أخيك لك، وثقته فيك يوم ينتقل إليه الملك، تكونان بقدر قسطك من المزايا، ونصيبك من الفضائل، فإن كانا موفورين وكان أخوك برًّا بك مقبلًا عليك، كنت ساعده في الملك، ومساعده في الحكم، فإن فاتك منه هذا لم يفُتك إجماع الناس على تعظيم نسبك، وتكريم حسبك.
قال: أتظن أيها الأستاذ أن يخرج منا معشر أبناء رمسيس ونحن خمسون أو نزيد، من يشبه أباه، ويخطو في سبل الفخار خطاه؟
قال: مثل هذا السؤال يا مولاي يلقيه أبناء الملوك ولا يبالون، لكن الحرج كل الحرج على من يُسألون.
قال: نحن الآن صديقان نتحادث ولا نختلف.
قال: إنني أرجو أن تكونوا من بعده كماء الورد بعد الورد، يحفظ منه شيئًا، ومعذورٌ أن تفوته أشياء، إن السعادة يا مولاي لم تكمل لملك كما كملت لأبيك في حياته، فهل نُكلفها أن تبقى عليه بعد مماته؟ ولئن صح ما اعتقد من أن الإنسان قد يحيا في نسله، وينبعث في فرعه كما يبعث من أصله، فربما حيي لدى أحدكم ما يموت من فضله، لكن مَن لكم يومئذٍ بالملك الجسيم يظهر ذلك الفضل للعباد، وبالحظ العظيم ينشره في البلاد؟
قال: صدقت أيها الأستاذ، فهل تدلني على ركن من السعادة ألوذ إليه فأسلو ما لا يدرك من محاكاة أبي في بلوغ السعادة الكاملة؟
قال: عليك بالشهرة يا بني، فإنها محسودة الملوك والأمراء، وأفضَل ما تُنال بالعلم، وأثبَت ما تكون به، فاطلبه وجالس أصحابه، واجهد وسعك أن يقال عنك ابنُ نفسه ثم ابنُ رمسيس؛ فهذه هي اللذة الحقيقية، والسعادة التي لا يعدلها في هذا العالم إلا الصحة، أبقتها الآلهة عليك.
قال الهدهد: وبينما أنا أنتظر أن يدعو الأمير إلى الدرس ويأخذ في إلقائه عليه، إذا هو قد تثاءب كعادته، ثم التفت إليَّ مملوء الجفنين من النعاس فقال: إذا جاء الليل ذهبت الشياطين، فالقني أصيل الغد على باب القصر. فانتبهت من حلمي، فإذا أنا في عُشِّي بحلوان.