الفصل الحادي والخمسون
على أطلال الجمال
٢٥ أغسطس سنة ١٩٢٧
ولّى شبابك لم نَنعَم بنضرتهِ
ولم نفز من تمنِّينا بمأمولِ
فما ادكار عهود منك ما ظفرتْ
فيها الأماني بوعد غير ممطولِ
أيامَ تعصفُ بالأحشاء دامية
بناظر من بقايا السحر مكحول
وتستطيل علينا في صبابتنا
بمائسٍ مُترَف الأعطاف مطلولِ
•••
يا قلبُ هذِى رسوم الحسن موحشةً
في مَهْمَه طامسِ الأعلام مجهول
فاندب رجاءَكَ في دنيا وُعدتَ بها
أحالها الدهر مغنىً غير مأهول
لا تلمح العينُ في شتى جوانبهِ
إلا نوازيَ قلبٍ فيه مكبول
ولا ينال المعنَّى من مشاهده
إلّا عوادي حزنٍ جِدِّ موصولِ
•••
يا من تشفَّع ماضيهِ لحاضرهِ
بواضحٍ من جميل العذر مقبولِ
ليغفرِ الحب ما أسلفت من صَلَفٍ
إلى محبٍ مُعنَّى القلب متبولِ
فقد نَعِمنا على ذكراكِ آونةً
بسائغ من نمير الوصل معسول
واليومَ نعبد في نجواك وادعةً
أطلالَ حُسْنٍ لمن يهواك مبذول