الليل والجبل
«نحن الفقراء،
جئنا من صفحات الكُتب الصفراء،
من أفواه عجائزنا البُسطاء،
نروي ما خلَّفه القدماء،
وما دوَّنه الحكماء،
من أخبار أو أنباء،
عن بلد …»
يضمُّ الكتاب ثلاثَ مسرحيات يستقي «عبد الغفار مكاوي» مادتَها من التراث الشعبي اليَمني؛ فمسرحية «الليل والجبل» استمدَّ مادتها من قصتَين للأديب اليَمني «زيد مطيع دماج» نشرهما في مجموعته القصصية «طاهش الحوبان» عام ١٩٧٩م، وفي المسرحية تتجلَّى شخصيةُ الطاهش الذي يرمز إلى القوة الوحشية التي تهدِّد سكان القرى الجبلية والوديان الموحشة، ويَرِد فيها كثيرٌ من الأشعار العامية اليَمنية. أمَّا مسرحية «البطل» فبُنِيت على حكاية «سيف القاتل»، التي تدور حول صياد الذباب الأبله «حسن سيف»، الذي أوهمَته المصادَفةُ البحتة أنه خلَّص المدينةَ من الوحش الذي يهدِّدها ويتربَّص بمَن يدخلها أو يخرج منها، فيعتلي عرش المدينة ويظلم أهلها، وينشر الخوف والذل والخراب. وتعتمد مسرحية «الحُلم» على حكاية «على رأس الظالم تقع»، التي تحكي عن فتًى فقير وأمين يشتري ثلاث حِكَم من عرَّاف أعمى، فتُنقِذه من ثلاث ورطات كادت تُودِي بحياته.