الرسالة العاشرة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اعلم أيها الأخ، أيَّدك الله وإيانا بروح منه، أن العالم الكبير بأسره كرة واحدة تنفصل إحدى عشرة طبقة: تسع منها هي أفلاك كُرَيَّات مجوَّفات مشفَّات، وكواكبها أيضًا كلها كُرَيَّات مستديرات مضيئات، وحركاتها كلها دوريات.
وذلك أن الفلك المحيط بجميع ما يحوي من الأفلاك والكواكب يدور حول الأرض في كل أربع وعشرين ساعة سواء دورة واحدة، وكذلك كل كوكب يدور في فلك مختص به أو دائرة حركة دورية في زمان معلوم، وكلما دارت دورة استأنفت ثانية — كما وصفنا في رسالة مدخل النجوم ورسالة السماء والعالم ورسالة الأكوار والأدوار — ودون فلك القمر كرتان: إحداهما النار والهواء والأخرى الماء والأرض، وكل واحد منهما كريُّ الشكل، محيطات أواخرها متصلة بأوائلها.
بيان ذلك أن النار متصل أولها بفلك القمر وآخرها بطبيعة الزمهرير، والزمهرير آخره متصل محيط بالماء والأرض، كما وصفنا في رسالة الآثار العلوية.
وأما الأرض بجميع بحارها وجبالها فكُرَةٌ واحدة. وإذا اعتبر بشكل الجبال والأنهار على بسيط الأرض وتأمَّل تبيَّن أن كل واحد منها كأنه قطعة قوس من محيط الدائرة.
وأما شكل البحار فكل واحد كأنه قطعة من سطح جسم كُرِيٍّ.
(١) فصل في أحوال الكائنات
وهكذا أحوال الكائنات إذا اعتبرت وتأمَّلت تبيَّن أن أكثرها كُرِيَّات الشكل أو مستديرات، من ذلك أن أكثر ثمار الأشجار وأوراقها وحَب النبات ونور أزهارها كُرِيَّات الأشكال أو مستديرات.
وهكذا أكثر مصنوعات البشر، كما بيَّنَّا في رسالة الهندسة، وأما أحوالها فدائرة أيضًا يعطف أوائلها على أواخرها مثل دوران الزمان من الشتاء إلى الربيع، ومن الربيع إلى الصيف، ومن الصيف إلى الخريف، ومن الخريف إلى الشتاء.
وهكذا دوران الليل والنهار حول كرة الأرض كما بيَّنَّا في رسالة الهيولى، وكذلك حكم دوران مياه الأنهار والبحار والغيوم والأمطار فإنها كالدولاب الدائر، وتلك الغيوم والسحاب تنشأ من البخار المتصاعد من البحار والأنهار، وتسوقها الرياح إلى القفار ورءوس الجبال وتمطر هناك، وتجتمع السيول في الأودية فتذهب راجعة نحو البحار ثم تصعد ثانية ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.
وكذلك حال النبات وتكوينه من التراب والماء والنار والهواء ورجوعه إليها في دورانها كالدولاب، وكذلك أن النبات يبدو وينشأ ويتمُّ ويكمل حتى إذا بلغ إلى أقصى غاياته ومنتهى نهاياته رجع عند البلى والفساد إلى ما تكوَّن منه.
بيان ذلك أن النبات يمتص بعروقه لطائف الأركان ويصير ورقًا وحَبًّا وثمارًا يتناولها الحيوان ليتغذَّى، ثم يستحيل في أبدان بعضها لحمًا ودمًا، وبعضها يخرج ثقلًا وسمادًا ويُرَدُّ إلى أصول النبات ليتغذى منه ويصير حبًّا وثمارًا ثانيًا ويتناوله الحيوان، فإذا تأمَّل هذا من حاله وجد كأنه دولاب دائر.
وأما أجسام الحيوان فإنها كلها تعود إلى التراب وتبلى وتصير ترابًا ويكون منها نبات، ومن النبات حيوان، كما بُيِّن قبلُ، فإذا تأمَّل ذلك وجد أيضًا كأنه دولاب يدور.
وأما أحوال البشر إذا اعتُبِرَت فكلها دائرة كالدولاب؛ وذلك أن الإنسان يبدو كونه من النطفة ثم ينشأ وينمو ويتمُّ ويبلغ إلى أن تتولَّد منه النطفة فيشتهي العَود إلى حيث خرج لقضاء شهوته ونتاج مثله، وكذلك بدأ كونه ناقص القوة ضعيف البنية ثم يرتقي ويتزايد إلى أن يبلغ إلى الأشُد، ثم يبتدئ في الانحطاط والنقص إلى أن يُرَدَّ إلى أرذل العمر كما كان بديًّا كما ذكر تعالى فقال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ وكما قال سبحانه: خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وقال وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا.
(٢) فصل في أن لهذه الموجودات التي تحت فلك القمر نظامًا
واعلم أيها الأخ، أن لهذه الموجودات التي تحت فلك القمر نظامًا وترتيبًا أيضًا في الوجود والبقاء، وهي مرتَّبة بعضها تحت بعض، متصل أواخرها بأوائلها كترتيب العدد وترتيب الأفلاك.
بيان ذلك أنه لما كانت أجزاء العالم محيطات بعضها بعضًا وهي إحدى عشرة كرة: تِسْع منها في عالم الأفلاك، أولها من لدن فلك المحيط، وآخرها إلى منتهى فلك القمر، وآخرها متصل بأوائلها، كما بيَّنَّا في رسالة السماء والعالم، وكان اثنتان منها دون فلك القمر، وهي كرة النار والهواء وكرة الماء والأرض، وهي مقسومة على أربع طبائع: أولها الأثير، وهي نار ملتهبة دون فلك القمر، ودونه الزمهرير الذي هو البرد المفرط، ودونه الماء المفرط الرطوبة، ودونه الأرض المفرطة اليُبْس. وهذه الأربعة محفوظة كلياتها في مراكزها، ومتصلة أواخرها بأوائلها، ومستحيلة جزئياتها بعضها إلى بعض، كما بيَّنَّا في رسالة الكون والفساد.
وأما الكائنات منها التي هي جزئياتها فهي المعادن والنبات والحيوان، ولها نظام وترتيب متصل أواخرها بأوائلها كترتيب الأفلاك والأركان؛ بيان ذلك أن المعادن متصل أولها بالتراب وآخرها بالنبات، والنبات أيضًا متصل آخره بالحيوان، والحيوان متصل آخره بالإنسان، والإنسان متصل آخره بالملائكة، والملائكة أيضًا لها مراتب ومقامات متصلة أواخرها بأوائلها، كما بيَّنَّا في رسالة الروحانيات، فنريد أن نذكر في هذا الفصل مراتب الكائنات من الأركان الأربعة التي هي المعادن والنبات والحيوان والإنسان، فنقول: أول المعادن هو الجصُّ مما يلي التراب، والملح مما يلي الماء؛ وذلك أن الجص هو التراب الرملي يبتلُّ من الأمطار ثم ينعقد ويصير جصًّا.
وأما الملح فإنه يمتزج بالتربة السبخة، وينعقد فيصير ملحًا، وأما آخر المعادن مما يلي النبات فهو الكمأة والقطن وما شاكلها، يتكوَّن في التراب كالمعدن ثم ينبت في المواضع النديَّة في أيام الربيع من الأمطار وصوت الرعد كما ينبت النبات، ولكن من أجل أنه ليس له ثمرة ولا ورقة ويتكوَّن في التراب كما تتكون الجواهر المعدنية، فصار من هذه الجهة يشبه المعدن، ومن جهة أخرى يشبه النبات، فأما باقي أنواع الجواهر المعدنية ففيما بين هذين الحدَّين؛ أعني الجص والكمأة، وقد بيَّنا في رسالة المعادن أنواعها وأجناسها وخواصها ومنافعها.
وأما النبات فنقول: إن هذا الجنس من الكائنات متصل أوله بالمعادن وآخره متصل بالحيوان؛ بيان ذلك:
اعلم يا أخي أن أول مرتبة النبات وأدْونها مما يلي التراب هي خضراء الدِّمَن، وآخرها وأشرفها مما يلي الحيوانية النخل؛ وذلك أن خضراء الدمن ليست بشيء سوى غبار يتلبَّد على الأرض والصخور والأحجار، ثم يصيبها المطر فتصبح بالغداة خضراء كأنها نبت زرع وحشائش، فإذا أصابها حر الشمس نصف النهار تجفُّ، ثم تصبح بالغد مثل ذلك من نداوة الليل وطيب النسيم.
ولا تنبت الكمأة ولا خضراء الدِّمَن إلا في أيام الربيع في البقاع المتجاورة لتقارب ما بينهما؛ لأن هذا معدن نباتي وذلك نبات معدني.
(٣) فصل في أن النخيل هو آخر المرتبة النباتية مما يلي الحيوانية
فقد بان بما وصفنا أن آخر المرتبة النباتية متصل بأول الحيوانية، وأما سائر المراتب النباتية فهي ما بين هاتين المرتبتين.
(٤) فصل في أن أول مرتبة الحيوانية أيضًا متصل بآخِر النباتية
واعلم يا أخي أن أول مرتبة الحيوانية أيضًا متصل بآخر النباتية، كما أن أول النباتية متصل بآخر المعدنية، وأول المعدنية متصل بالتراب والماء، كما بيَّنَّا قبلُ.
واعلم أن أدون الحيوان وأنقصه هو الذي ليس له إلا حاسة واحدة وهو الحلزون، وهي دودة في جوف أنبوبة، تنبت تلك الأنبوبة على الصخور التي في بعض سواحل البحار وشطوط الأنهار، وتلك الدودة تُخرج نصف شخصها من جوف تلك الأنبوبة، وتنبسط يمنةً ويسرةً تطلب مادةً يغتذي بها جسمها، فإذا أحسَّت برطوبة ولين انبسطت إليه، وإن أحست بخشونة أو صلابة انقبضت وغاصت في جوف تلك الأنبوبة حذرًا من مؤذٍ لجسمها ومفسد لهيكلها، وليس لها سمع ولا بصر ولا شم ولا ذوق إلا اللمس حسبُ.
وهكذا أكثر الديدان التي تكون في الطين في قعر البحر وعمق الأنهار ليس لها سمع ولا بصر ولا ذوق ولا شم؛ لأن الحكمة الإلهية لم تُعْطِ الحيوان عضوًا لا يحتاج إليه في جرِّ المنفعة أو دفع المضرَّة؛ لأنه لو أعطاها ما لا تحتاج إليه لكان وبالًا عليها في حفظها وبقائها.
فهذا النوع حيواني نباتي؛ لأنه ينبت جسمه كما ينبت بعض النبات، ويقوم على ساقه قائمًا، ومن أجل أنه يتحرَّك بجسمه حركة اختيارية فهو حيوان، ومن أجل أنه ليس له إلا حاسة واحدة فهو أنقص الحيوانات رتبة، وتلك الحاسة أيضًا هي التي يشاركها النبات؛ وذلك أن النباتات لها حس اللمس حسبُ.
والدليل على أن للنبات حس اللمس هو إرساله عروقه نحو النهر والمواضع النديَّة، وامتناعه عن إرسالها إلى ناحية الصخور واليبس، وأيضًا أنه إذا اتَّفق منبته في مضيقٍ مالَ وطلب الفسحة، وإن كان فوقه سقف يمنعه من الذهاب علوًّا وتُرك له ثقب من جانبٍ مالَ النبات إلى تلك الناحية، حتى إذا طال أخرج من هناك رءوسه، وهذه الأفعال تدل على أن له حسًّا وتمييزًا بمقدار الحاجة إليه.
فقد بان بما وصفنا كيفية مرتبة الحيوانية مما يلي النبات، فنريد أن نذكر ونبيِّن كيفية مرتبة الحيوانية مما يلي الإنسانية فنقول: إن رتبة الحيوانية مما يلي رتبة الإنسانية هي ليست من وجه واحد، ولكن من عدة وجوه؛ وذلك أن رتبة الإنسانية لما كانت معدن الفضائل وينبوع المناقب لم يستوعبها نوع واحد من الحيوان، ولكن عدة أنواع: فمنها ما قارب رتبة الإنسانية بصورة الجسدانية مثل القرد، ومنها بالأخلاق النفسانية مثل الفرس الكريم الأخلاق، ومثل الطير الإنسي الذي هو الحمام، ومثل الفيل الذكي القلب، ومثل الهَزَار والببغاء الكثيرة الأصوات والألحان والنغمات، ومثل النحل اللطيف الصنائع وما شاكل هذه الأجناس؛ وذلك أنه ما من حيوان يستعمله الناس أو قد أَنِسَ بالإنسان إلا وله في نفسه شرف قربٍ من نفس الإنسانية.
وأما القرد فلقرب شكل جسده من جسد الإنسان صارت نفسه تحاكي أفعال النفس الإنسانية، وذلك مُشاهَد منه متعارَف بين الناس.
وأما الفرس الكريم فإنه قد بلغ من كرم أخلاقه أن صار جسده مركِبًا للملوك؛ فإنه ربما بلغ من حسن أدبه ألَّا يبول ولا يروث ما دام بحضرة الملك أو هو راكبه، وله أيضًا مع ذلك ذكاء وإقدام في الهيجاء وصبر على الطعن والجراح كما يكون للرجل الشجاع، كما وصف الشاعر:
وأما الفيل فإنه يفهم الخطاب بذكائه، ويمتثل الأمر والنهي كما يمتثل العاقل المأمور المنتهي.
فهذه الحيوانات في آخر مرتبة الحيوانية مما يلي رتبة الإنسانية؛ لما يظهر منها من الفضائل الإنسانية، وأما باقي أنواع الحيوانات فما بين هاتين المرتبتين.
وإذ قد فرغنا من ذكر مراتب الحيوانية مما يلي رتبة الإنسانية فنريد أن نذكر أولًا رتبة الإنسانية مما يلي رتبة الحيوانية:
اعلم أن أدون رتبة الإنسانية التي تلي الحيوانية هي رتبة الذين لا يعلمون من الأمور إلا المحسوسات، ولا يعرفون من الخيرات إلا الجسمانيات، ولا يطلبون إلا صلاح الأجساد، ولا يرغبون إلا في زينة الدنيا، ولا يتمنَّون إلا الخلود فيها مع علمهم أنه لا سبيل لهم إلى ذلك، ولا يشتهون من اللذات إلا الأكل والشرب مثل البهائم، ولا يتنافسون إلا في الجماع والنكاح مثل الخنازير والحمير، ولا يحرصون إلا على جمع الذخائر من متاع الدنيا يجمعون ما لا يحتاجون إليه كالنمل، ويحبون ما لا ينتفعون به كالعقاعق، ولا يعرفون من الزينة إلا أصباغ اللباس مثل الطاووس، ويتحاربون على حطام الدنيا كالكلاب على الجيف! فهؤلاء وإن كانت صورتهم الجسدانية صورة الإنسان فإن أفعال نفوسهم أفعال النفس الحيوانية والنباتية.
(٥) فصل في الرتبة الإنسانية التي تلي رتبة الملائكة
وأما الرتبة الإنسانية التي تلي رتبة الملائكة فهي رتبة الذين انتبهت نفوسهم من نوم الغفلة ورقدة الجهالة، وانتعشت بحياة العلوم والمعارف، وانفتحت لها عين البصيرة فأبصرت بنور قلوبها ما كان غائبًا عن حواسِّها من الأمور الروحانية والموجودات العقلية، وشاهدت بصفاء جوهرها عالم الأرواح، ورأت بعين اليقين أصناف الخلائق الذين هم هناك، وهي الصورة المجردة عن الهيولى الجسمانية، وهي أجناس الملائكة وجنود ربك من الروحانيين والكرويين وحملة العرش أجمعين، وعرفت أحوالهم وتبيَّن لها سرورهم وملاذُّهم ونعيمهم، فتشوقت نحوها ورغبت فيها وحرصت على طلبها، وزهدت في نعيم أبناء الدنيا والكون في عالم الأجساد، وتركت طلب شهواتها الجسمانية، وأعرضت عن تناول لذاتها الجرمانية، وصارت بفكرتها هناك وإن كانت بجسدها ها هنا، فأسهر ليله مفكرًا ونهاره طاويًا في طلب المعارف والبحث عن حقائق الأمور، ورضي من متاع الدنيا بكسرة يقيم بها حياة الجسد، وخرقة يواري بها العورة إلى وقت معلوم، وعاش في الدنيا مع أبناء جنسه من الآدميين بجسده وهو بنفسه من أجناس الملائكة.
فاجتهد يا أخي في طلب ما طلبوه، وارغب في صحبتهم، واقتدِ بسنتهم وسِرْ بسيرتهم لعلك تُحْشَر في زمرتهم إلى الجنة دار القرار كما ذكر الله تعالى ووعد فقال، جل ثناؤه: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا الآية، وقال رسول الله ﷺ: «المرء يُحْشَر يوم القيامة مع مَنْ يحب.» وقال: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ، وقد بيَّنَّا طريق الأنبياء، صلوات الله عليهم، وخصال المؤمنين المحققين في إحدى وخمسين رسالة عملناها في غرائب العلوم وطرائف الآداب وتهذيب النفس وإصلاح الأخلاق، وفقك الله أيها الأخ لقراءتها وفهم معانيها والعمل بما فيها إن شاء الله تعالى.