هذا صوتُ حبيبي؛
ها هو ذا، إنه آتٍ.
إنه يقفز بين الجبال،
إنه يطفر بين التلال،
إنه يشبه غزال المروج
وأيل الحقول.
ها هو ذا خلف حائطنا
يصيح قائلًا:
«انهضي، يا حبيبتي، وأقبلي،
قومي، يا جميلتي، وتعالَي؛
فالشتاء قد أدبَر،
وانقطع المطر،
وزيَّنَت وجهَ الأرض الزهورُ،
وأوان الغناء قد أقبل،
وسُمع فوق ربوعنا سجعُ اليمامة،
وأخرجت شجرة التين ثمارَها،
وتضوَّع الجوُّ بأريج الكروم.
«انهضي، يا حبيبتي، وتعالَي يا جميلتي.
مَن ذا يحبسكِ في مُنعطف الصخور يا حمامتي؟
مَن ذا يُخفيكِ في ستر الأعالي؟
دعيني أرى وجهك،
دعيني أسمع صوتك؛
فصوتك عذب، ووجهك جميل.
هلُمِّي نقنص الثعالب؛
تلك الثعالب الصغيرة التي تُفسد الكروم؛
فكرومنا قد أورقَت!»
أنا لحبيبي وحبيبي لي،
إنه يرعى غنَمَه بين السَّوسَن.
آهِ! قبل أن يولِّي النهار
وتزول الظلال، عُد إليَّ يا حبيبي؛
في خفَّة غزال المروج وأيل الحقول،
فوق تلك الجبال
التي فرَّقَت بينكَ وبيني
لقد بحثتُ في فراشي الليالي الطوال
عمَّن يهواه قلبي،
فما وجدتُ إليه السبيل.
لقد نهضتُ أطوفُ بالمدينة والأسواق؛
أبحثُ عمَّن يهواه قلبي،
فما وجدتُ إليه السبيل.
ثم قابلتُ عَسَسَ المدينة وسألتُهم:
«أرأيتُم مَن يهواه قلبي؟»
فما كدتُ أغادرهم وأمضي
حتى وجدتُ مَن يهواه قلبي،
فطوَّقتُه بذراعي ولم أُفلتْه مني،
حتى ذهبتُ به إلى بيت أمي،
وأدخلتُه الحجرة التي فيها حبَلَت بي.