أن نكون حاضرين في اللحظة الحالية
إنها لَوحة صوتية بامتياز؛ لكنها ككُلِّ لوحات الرسام لا تور، أكثر ما يضجُّ فيها هو الصمت. لا يُوجَد داخل هذه الغرفة الصغيرة، ولا خارجها، أيُّ كلام، أي حركة أو ضجَّة. إننا في العمق الأكثر ظُلمةً للَّيل.
هناك حوار وحيد، إنه حوار الضوء والظلال. حوار هذا اللهب مع انعكاسه في المرآة. وهذه الشمعة مجازٌ عن هشاشة حياة الإنسان، وانعكاسها في المرآة تعبير عن وعْيِنا لهذه الهشاشة. كلتاهما، الشمعة وصورتها، مُحاطتان بالعتمة من كلِّ اتجاه. فإذا أطفأنا هذه الشعلة بأصابعنا، فستطغى الظُّلمة على كلِّ شيء.
تظهر الأشياء المُحيطة بالشمعة، والمُلفَّعة بالضوء الضعيف، وكأنها يتامى. والمرآة لا ينظر فيها أحد؛ فلا يُوجَد فيها سوى انعكاس اللهب. وهذا العُقد المتروك جانبًا، يُذكِّر بماضي مريم المجدلية بوصفِها عاهرة، والجمجمة تُذكِّرنا بالعبثية ورسالتها الجوهرية؛ تُذكِّر أنك ستموت يومًا. لكن لا تخشَ الموت. تذكَّر أنَّ الحياة على هذه الأرض قصيرة، هشَّة، ودون جدوى، وتذكَّر أنَّ كلَّ ما هو أساسي وجوهري لا يسكنان هذه الحياة الفانية. لكن تذكَّر أيضًا أنه يُوجَد سبيل آخر لعيشها … وهو أن تعِيَها. ربما هذا ما تُفكِّر به مريم المجدلية، بشعرها الطويل وثوبها الأحمر المطوي، وقميصها الأبيض الخالي من الأشرطة أو الزخرفة. فهل تُشبِه في وضعيَّتها هذه شخصًا محكومًا عليه أم شخصًا في طريقه لتحرير نفسه من الماضي ومن الذنوب؟ وكلُّ ذلك من أجل الذهاب إلى أين؟ لفِعل ماذا؟ … لاحقًا، لاحقًا … يكفي الآن التجرُّد، والهدوء، وكثافة اللحظة الحاضرة. وضعت مريم المجدلية يدَيها على الجمجمة. لقد أدارت وجهها عن المُشاهِد، بل إنها تُديره عن العالَم أجمع. لكن ما الذي تنظر إليه؟ الشمعة؟ لا. هي لا تنظر إلى أيِّ شيء. لقد غاصت عيناها في العَدَم الذي يسكن هذا الجدار الموجود خلْف المرآة.
لقد توقفتُ عن الإيمان ﺑ «الأحداث العظيمة» التي يُرافِقها الصراخ والدُّخان. وأرجوك أن تُصدِّقني، يا ضجيج جهنَّم العزيز، أنَّ الأحداث الأكثر أهمية ليست لحظاتُنا الأكثر ضجَّة، وإنما تلك الأكثر صمتًا.
الخشوع
الخشوع ضروري في تأمُّل الوعي الكامل. إنه يعني هنا العودة إلى الذات؛ أن نسكُن ذاتنا من جديد، وأن نتواصل مع أنفسنا، خصوصًا أنَّ كثيرًا من الأماكن، والأنشطة تُلغي هذا التواصل، أو أنها على الأقل تحتكرنا وتُبعِدنا عن هذه اللحظات التي نشعُر أثناءها ﺑ «وجودنا»، نشعُر بأنَّنا هنا؛ لأنَّنا أوقفْنا كلَّ «فِعل».
تُساعِد بعض الأماكن على الوصول إلى حالة الخشوع هذه، كالكنائس وأماكن الصلاة مثلًا. يحدُث أحيانًا أن يكون لديَّ بعض الوقت قبل موعدٍ ما، أذهبُ حينها إلى إحدى الكنائس لأمنح نفسي بعض الوقتِ للتأمُّل. لا يهمُّ أن تكون خارج المدينة؛ يكفي أن تكون على بُعد «خطوة» من ضجيج المدينة، وشُحنتها الزائدة من التنبيهات. والطبيعة بالتأكيد، تُعزِّز لحظات الخشوع. وأعتقد أنَّ هذا الأمر هو من الأسباب الرئيسية التي تجعل التردُّد المُتكرِّر على الطبيعة من الأنشطة التي تُحسِّن حالتنا الصحية، كما تُظهِر كثيرٌ من الدراسات الحديثة. إنَّ التواصُل مع الطبيعة يُساعِدنا على إيجاد الهدوء، والبطء، والاستمرارية. إنه غذاء لرُوحنا، يُمكِّننا من الوصول إلى حالة الوعي الكامل.
لكننا نستطيع أن ندخل في حالة خشوع ونحن وسط بلبلة الحياة أيضًا، بأن نأخذ القرار بالتوقُّف. أن نأخذ لحظةً من الانكفاء في حمية الفعل. وبسبب طبيعتها المُتناقِضة قد تكون هذه اللحظات المسروقة من زخَم المدينة غنيَّة جدًّا. فبالإضافة إلى الراحة العاطفية التي تمنحنا إيَّاها، قد تُشعِرنا هذه اللحظات وبشكلٍ مُفاجئ، بوجود مساحة أوسعَ داخلنا، وأيضًا بالمزيد من الوضوح الذهني. كمثلِ شخصٍ فاجأه وهو يتنزَّه انهمارُ وابلٍ من المطر، فقرَّر الاحتماء بمكانٍ يقيه البَلَل، وبدلًا من أن يلعن المطر والطبيعة، يُمكِنه الاستفادة من هذه اللحظة لتوجيه وَعْيه لما هو موجود حوله؛ أن يعتبِر توقُّفه هذا لحظة انكفاء، مُعتبِرًا إيَّاها لحظة التِقاط أنفاس. سيكون حينها قد اختبر تجربةً ذات تأثيرٍ إيجابي جدًّا على حالته الصحية.
الخشوع يعني العودة إلى الذات؛ أن نسكُن ذاتنا من جديد، وأن نتواصل مع أنفسنا، خصوصًا أن كثيرًا من الأماكن، والأنشطة تُلغي هذا التواصُل.
يمكن أيضًا الاستفادة من اللحظات التي تسبق الفعل أو النشاط الذي نتهيَّأ للقيام به، كأن نبقى واقفين عدةَ ثوانٍ، نشعُر بتنفُّسنا، ثم نجلس إلى مكتبنا مُحاوِلين التواصل، دون كلام أو هدف، مع المدلول العميق لعملنا؛ وأيضًا قبل العودة إلى المنزل مساءً، أو قبل الذهاب لزيارة صديق، أو استقبال المرضى إذا كنَّا نعمل في المجال الصحي. لقد وُجدَت هذه اللحظات سابقًا؛ الصلاة قبل قطْع الخبز على طاولة الطعام. أين ذهبت لحظات الخشوع هذه في حياتنا الحديثة؟ لن نجدَها حتمًا عندما نقوم بتشغيل التلفزيون أو الراديو لحظةَ وصولنا إلى البيت، ولا في الشاشات التي تستعبدُنا في كل لحظة. كل أشكال السلوك هذه التي صِرنا نقوم بها بشكلٍ تلقائي ظانِّين أنها ستُخفِّف عنَّا عبء أفكارنا، إنها في الحقيقة تختلف تمامًا في أثرها علينا عن المعنى الذي يُقدِّمه الخشوع والتأمُّل.
أتذكَّر أحد المرضى الذي كان في بداية تعلُّمه للتأمُّل بجلسات الوعي الكامل. لقد روى لي بابتهاجٍ كيف استطاع القيام بتمرينٍ يُشبِه ما ذكرناه آنفًا. بدلًا من أن يقوم بتشغيل راديو سيارته كلَّ صباحٍ بشكلٍ تلقائي، كان يجلس في السيارة واضعًا يدَيه على المِقوَد ثم يبدأ بتمرين مراقبة تنفُّسه وإدراك ما يدور في أحاسيسه. وأوضح لي كيف استطاعتْ هذه اللحظة كلَّ صباح، ولحظات أخرى من التأمُّل، قام بإضافتها إلى يومه، أن تُخفِّف من قلقه.
وأتذكَّر أيضًا هذا المقطع الغريب، للسيرة الذاتية من دون شك، في كتاب باسكال كينيار «الظلال الهائمة»: «لماذا في أحد أيام أبريل من عام ١٩٩٤ حيث كان الطقس جميلًا والشمس ساطعة، لماذا وأنا أخرج من متحف اللوفر، بدأتُ بِحَثِّ خُطاي؟ رجلٌ حثَّ خُطاه وهو يقطع نهر السين، ناظرًا إلى قناطر الجسر المَلكي، وإلى النهر المُغطَّى بالبياض اللامع. إنه يرى السماء الزرقاء فوق شارع بون، ثم يدفع راكضًا الباب الخشبيَّ الضخم في شارع سيباستيان بوتان، ويستقيل من وظيفته. فالمرء لا يُمكِن أن يكون حارسًا للسجن وهاربًا منه في نفس الوقت.» أن نعيش بوعي ليس أمرًا دون خطورة، وحالة الخشوع تدفعنا في معظم الوقت نحو التجرُّد، ليس لزيادة فقرِنا الرُّوحي، وإنما لنَصير أكثر خفَّة.
التجرُّد
التجرُّد هو الضرورة الثانية لحالة الوعي الكامل. وليس من الضرورة أن نتجرَّد من ثيابنا أو ماضينا كما فعلَتْ مريم المجدلية، وإنما من بعض عاداتنا النفسية. من الخطوات الهامَّة بهذا الاتجاه، تخفيف أفكارنا التلقائية، وأيضًا توقُّعاتنا وأفكارنا المُسبَقة. وهنا نجد أربعة أمورٍ مهمَّة في الوعي الكامل؛ ألَّا نُطلِق أحكامًا، وألَّا نقوم بالانتقاء، وألَّا نتعلق بشيء، وألَّا ننتظر شيئًا. إنها أربعة أشكال من السلوك علينا أن نُعزِّزها في تمارين التأمُّل بالوعي الكامل، وبنفس الوقت نكون بصدد القيام بأربعة أشكالٍ من العُدول.
- العدول عن إطلاق الأحكام: مثلًا عدم الحُكم على تمرين التأمل الذي قُمنا به بأنه نجح أو فشل. هل هذه مسألة صعبة؟ هذا صحيح. «ألا نُطلِق أحكامًا» بالأحرى هو ألَّا نستسلِم للأحكام التي تصِل حتمًا إلى وعينا؛ ألَّا نترُك لها كل القدرة، أو ألَّا نتوقَّف عندها دائمًا؛ كي لا تحتلَّ كل المكان.
- العدول عن الانتقاء: لقد تحدَّثنا عن ذلك سابقًا؛ يتعلق الأمر بالسماح لأحاسيسنا الجسدية، ولأفكارنا، ولمشاعرنا (حتى غير المُريحة منها) أن تكون حاضرة معنا. مثلًا، علينا أن نتخلَّى عن الأمل بتوقُّف الضجيج حولنا بينما نقوم بجلسة التأمل. علينا قبول الأمور المُزعِجة، ولكن أيضًا وبالتأكيد تلقِّي وقبول ما هو جيِّد ومُريح. هذا يعني ألا نتبع طريق تعذيب الذات أو مذهب المُتعة فقط، وإنما أن نكون في حالةٍ من الوعي المُنفتِح والفضولي، الذي يتلقَّى كلَّ شيء، لكنه لا يذهب إلَّا حيث يريد.
- العدول عن التشبُّث: علينا ألَّا نبحث دومًا عمَّا هو مُبهِج؛ لأنه تصرُّف تلقائي لدَينا. وعلينا ألَّا نُحاوِل طوال الوقت أن نستخدم تنفُّسنا وسيلةً للحفاظ على حالة عاطفية جيِّدة. بماذا ينفعنا هذا السلوك؟ بدلًا من التمنِّي بأن تدوم هذه الحالة، علينا أن نتمرَّن على ألا نقلق من عدم استمراريتها. علينا أن نتجاوز الأمل: «أرجو أن يدوم ذلك طوال الوقت.» والتحرُّر من قلقِنا الموجود بالفطرة، ذلك الذي يتشبَّث بكلِّ ما هو مُريح. إن من الأجدى الاستمتاع بما يُقدِّمه لنا الوعي الكامل من راحة، بدلًا من القلق المُستمِر من أن تُغادِرنا هذه الحالة فيما بعد. إن «قلق الحفاظ على الراحة» هي تلك الحالة التي يصعُب على كثيرٍ من القَلِقين والمُكتئبين تجاوُزُها.
- العدول عن الانتظار: إنه من دون شكٍّ الجزء الأكثر إثارة للحيرة لدى المُتمرِّنين الجُدد؛ يجب ألا ننتظر شيئًا، ألا نأمل أن تكون جلسة التأمل مصدرًا للمزيد من الجلاء والراحة. ما زلتُ أتذكَّر الشكوك التي أبديتها في البداية: «هل عليَّ أن أتخلَّص من توقُّعاتي؟! لكن دون انتظار، دون هدف، لن نصل إلى أي مكان.» هذا هو الأمر بالضبط؛ ففي التأمل بالوعي الكامل نحن لا نسعى إلى الذهاب إلى أي مكانٍ غير ذلك الذي نحن موجودون فيه أصلًا.
الصدق
إن الأمر الأخير هو الأصعب. يجب ألا يكون الانتظار فخًّا نصبناه لأنفُسنا (كأن نتظاهر بعدم الانتظار، مُخبِّئين هذا السرَّ في قلوبنا)، وألا يكون حالة من جَلْد الذات (بأن نكون غير مُهتمِّين بالسعادة). إننا نقوم هكذا بكل بساطة بعملية التفافٍ على أنفسنا.
إنَّ ما نستطيع الوصول إليه أو بناءه بجهودنا وإرادتنا هو ما قد وصلنا إليه وما قد بنَيناه مُسبَقًا. ولكن هناك كثير من الأشياء، خاصة على الصعيد العاطفي، تُقاوِم جهودَنا للتحكم بها أو إخضاعها لإرادتنا، وعلينا أن نُحاوِل العدول عن «الرغبة في إيجاد حل». نستطيع حينها اختبار شيءٍ آخر؛ إنه القَبول المجبول بالحفاوة لما هو موجود أصلًا، والذي يتلخَّص بعدَم الرغبة في شيءٍ آخر غير وعي اللحظة الحاضرة. إن التأمُّل بالوعي الكامل هو كل تلك اللحظات التي أشعُر فيها، وبشكلٍ عميق، أنَّني وصلتُ إلى حيث أريد؛ أن أكون هنا والآن!
حضورٌ محض، وانتباه إلى لا شيء
بمتابعة الممارسة والعمل على التوسيع المُتدرِّج لمجال انتباهنا، والتخلص من توقُّعاتنا ومن الانتقاء الذي يقوم به ذهننا، سيتحوَّل وعيُنا إلى وعي كامل. سيُصبِح أكثر شمولية ولن يُركِّز على موضوع مُحدَّد. إنه حضورٌ محض.
هل هو وعيٌ دون موضوع مُحدَّد؟ إنها مسألة يختلف حولها أحيانًا المُنظِّرون والمُمارِسون. يقول الفلاسفة مثلًا إن كلَّ حالة إدراك، هي إدراك لأمرٍ ما. يقتضي ذلك أن يكون الوعي محاولةً للتركيز على موضوعٍ ما. لكن المُمارِسين للتأمُّل يعتقدون أنَّنا نستطيع ممارسته دون موضوعٍ مُحدَّد. لقد اختبروا ذلك مرارًا؛ إنه نوع من الوعي الذي يحتوي باتِّساعه كلَّ شيء. إنه كالحُبِّ دون شروط للوجود. إنه أن نرى ما هو هنا معنا، وأن نُحِبه بأفضل ما نستطيع. وبعضهم يتكلَّم عن حالة وعي كامل دون خيارات؛ إنها حالة مُهمة جدًّا. إنها ليست أكثر أهمية، على الصعيد الداخلي، من حالات وجودنا الأخرى، وهي ليست أيضًا نوعًا من الرياضة المجانية لرُوحنا. لكنها حالة خاصة لأنها فريدة من نوعها، وقد تحمل معها كثيرًا من الفوائد على صعيد الشفاء، وحرية الذهن، والوضوح.
يختبر كثير منَّا حالة الوعي دون موضوع مُحدَّد، غالبًا بشكلٍ عابر أكثر منه حالة دائمة؛ لأننا لا نستطيع لمس الحضور المحض إلَّا للحظة. ويُمكِن لهذا الحضور أن ينقلنا إلى ما هو أبعد. هل هذا وحيٌ أم وَهْم؟ بكلِّ الأحوال هي حالة من السعادة التي لا تُوصَف!
في البداية تكون لحظات من النعمة التي تأتينا من السماء، أو هي جسورٌ تأتي إلينا بالصُّدفة. هي لحظات يكون فيها كلُّ شيء كامل البهاء دون أي تدخُّل منَّا. وبالتدرُّج سنعرف كيفية استدعائها، لحظات الحضور المحض هذه. إنها حالة بسيطة التعريف: «أن نكون هنا والآن.» لكن استدعاءها يبقى صعبًا ما دُمنا لا نستطيع أن نكون كذلك؛ لأننا نتدخَّل، نفعل، نُوجِّه اللحظة، نُحاوِل فرضَها. كل ذلك يقضُّ مضجعنا، والقيام بكل ذلك يُريحنا. الفِعل، إنه نقطة قوة الإنسان ونقطة ضَعفه في ذات الوقت. لكننا نعرف الآن كيف نتوقَّف عن الفعل، ونتخلَّص من طريقة عيشنا السطحية. إنَّنا نفعل ذلك بأن نضع جانبًا ماضينا ومشاريعنا المستقبلية، كي نلِجَ للحظةٍ إلى اللانهائي، إلى أبدية عابرة؛ تلك الحالة التي تُغطِّيها أفعالنا وأفكارنا. وسيكون كلُّ شيء بها جميلًا ومُؤثِّرًا في نفس الوقت. إنه اضطرابٌ هادئ.
«الدرس الثامن»
علينا أن نستدعي الخشوع، أن نفتح روحنا بشكلٍ مُتكرِّر لما نعيشه كلَّ يوم. وعلينا أن نتجاوز الكلام، والأفكار، والأشياء والأفعال. يجب أن نترك «الفعل» للوصول إلى «الحضور»، وأن نستطيع عزل أنفسنا عندما يكون هناك كثير من البلبلة حولنا أو داخلنا، والتخلُّص من كلِّ أشكال «الرغبة والفعل». علينا ألا نريد شيئًا. وعلينا أن نتوقَّف عن البحث؛ إنه نوع من العدول عن كلِّ شكلٍ من أشكال التفكير أو الفعل ولو للحظات. يجب ألا نفعل شيئًا غير أن نكون هنا والآن، وأن نعِيَ فقط أنَّنا هنا تملؤنا الحياة.