وقال يمدح سيف الدولة وقد أمر له بفرس دهماء وجارية:
أَيَدْرِي الرَّبْعُ أَيَّ دَمٍ أَرَاقَا؟
وَأَيَّ قُلُوبِ هَذَا الرَّكْبِ شَاقَا؟
١
لَنَا وَلِأَهْلِهِ أَبَدًا قُلُوبٌ
تَلَاقَى فِي جُسُومٍ مَا تَلَاقَى
٢
وَمَا عَفَتِ الرِّيَاحُ لَهُ مَحَلًّا
عَفَاهُ مَنْ حَدَا بِهِمُ وَسَاقَا
٣
فَلَيْتَ هَوَى الْأَحِبَّةِ كَانَ عَدْلًا
فَحَمَّلَ كُلَّ قَلْبٍ مَا أَطَاقَا
٤
نَظَرْتُ إِلَيْهِمُ وَالْعَيْنُ شَكْرَى
فَصَارَتْ كُلُّهَا لِلدَّمْعِ مَاقَا
٥
وَقَدْ أَخَذَ التَّمَامَ الْبَدْرُ فِيهِمْ
وَأَعْطَانِي مِنَ السَّقَمِ الْمُحَاقَا
٦
وَبَيْنَ الْفَرْعِ وَالْقَدَمَيْنِ نُورٌ
يَقُودُ بِلَا أَزِمَّتِهَا النِّيَاقَا
٧
وَطَرْفٌ إِنْ سَقَى الْعُشَّاقَ كَأْسًا
بِهَا نَقْصٌ سَقَانِيهَا دِهَاقَا
٨
وَخَصْرٌ تَثْبُتُ الْأَبْصَارُ فِيهِ
كَأَنَّ عَلَيْهِ مِنْ حَدَقٍ نِطَاقَا
٩
سَلِي عَنْ سِيرَتِي فَرَسِي وَسَيْفِي
وَرُمْحِي وَالْهَمَلَّعَةَ الدِّفَاقَا
١٠
تَرَكْنَا مِنْ وَرَاءِ الْعِيسِ نَجْدًا
وَنَكَّبْنَا السَّمَاوَةَ وَالْعِرَاقَا
١١
فَمَا زَالَتْ تَرَى وَاللَّيْلُ دَاجٍ
لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ الْمَلِكِ ائْتِلَاقَا
١٢
أَدِلَّتُهَا رِيَاحُ الْمِسْكِ مِنْهُ
إِذَا فَتَحَتْ مَنَاخِرَهَا انْتِشَاقَا
١٣
أَبَاحَكِ أَيُّهَا الْوَحْشُ الْأَعَادِي
فَلِمْ تَتَعَرَّضِينَ لَهُ الرِّفَاقَا؟
١٤
وَلَوْ تَبَّعْتِ مَا طَرَحَتْ قَنَاهُ
لَكَفَّكِ عَنْ رَذَايَانَا وَعَاقَا
١٥
وَلَوْ سِرْنَا إِلَيْهِ فِي طَرِيقٍ
مِنَ النِّيرَانِ لَمْ نَخَفِ احْتِرَاقَا
١٦
إِمَامٌ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ
إِلَى مَنْ يَتَّقُونَ لَهُ شِقَاقَا
١٧
يَكُونُ لَهُمْ إِذَا غَضِبُوا حُسَامًا
وَلِلْهَيْجَاءِ حِينَ تَقُومُ سَاقَا
١٨
فَلَا تَسْتَنْكِرَنَّ لَهُ ابْتِسَامًا
إِذَا فَهِقَ الْمَكَرُّ دَمًا وَضَاقَا
١٩
فَقَدْ ضَمِنَتْ لَهُ الْمُهَجَ الْعَوَالِي
وَحَمَّلَ هَمَّهُ الْخَيْلَ الْعِتَاقَا
٢٠
إِذَا أُنْعِلْنَ فِي آثَارِ قَوْمٍ
وَإِنْ بَعُدُوا جَعَلْنَهُمُ طِرَاقَا
٢١
وَإِنْ نَقَعَ الصَّرِيخُ إِلَى مَكَانٍ
نَصَبْنَ لَهُ مُؤَلَّلَةً دِقَاقَا
٢٢
فَكَانَ الطَّعْنُ بَيْنَهُمَا جَوَابًا
وَكَانَ اللُّبْثُ بَيْنَهُمَا فُوَاقَا
٢٣
مُلَاقِيَةً نَوَاصِيهَا الْمَنَايَا
مُعَوَّدَةً فَوَارِسُهَا الْعِنَاقَا
٢٤
تَبِيتُ رِمَاحُهُ فَوْقَ الْهَوَادِي
وَقَدْ ضَرَبَ الْعَجَاجُ لَهَا رِوَاقَا
٢٥
تَمِيلُ كَأَنَّ فِي الْأَبْطَالِ خَمْرًا
عُلِلْنَ بِهَا اصْطِبَاحًا وَاغْتِبَاقَا
٢٦
تَعَجَّبَتِ الْمُدَامُ وَقَدْ حَسَاهَا
فَلَمْ يَسْكَرْ وَجَادَ فَمَا أَفَاقَا
٢٧
أَقَامَ الشِّعْرُ يَنْتَظِرُ الْعَطَايَا
فَلَمَّا فَاقَتِ الْأَمْطَارَ فَاقَا
٢٨
وَزَنَّا قِيمَةَ الدَّهْمَاءِ مِنْهُ
وَوَفَّيْنَا الْقِيَانَ بِهِ الصَّدَاقَا
٢٩
وَحَاشَا لِارْتِيَاحِكَ أَنْ يُبَارَى
وَلِلْكَرَمِ الَّذِي لَكَ أَنْ يُبَاقَى
٣٠
وَلَكِنَّا نُدَاعِبُ مِنْكَ قَرْمًا
تَرَاجَعَتِ الْقُرُومُ لَهُ حِقَاقَا
٣١
فَتًى لَا تَسْلُبُ الْقَتْلَى يَدَاهُ
وَيَسْلُبُ عَفْوُهُ الْأَسْرَى الْوَثَاقَا
٣٢
وَلَمْ تَأْتِ الْجَمِيلَ إِلَيَّ سَهْوًا
وَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ مِنْكَ اسْتِرَاقَا
٣٣
فَأَبْلِغْ حَاسِدِيَّ عَلَيْكَ أَنِّي
كَبَا بَرْقٌ يُحَاوِلُ بِي لِحَاقَا
٣٤
وَهَلْ تُغْنِي الرَّسَائِلُ فِي عَدُوٍّ
إِذَا مَا لَمْ يَكُنَّ ظُبًا رِقَاقَا؟
٣٥
إِذَا مَا النَّاسُ جَرَّبَهُمْ لَبِيبٌ
فَإِنِّي قَدْ أَكَلْتُهُمُ وَذَاقَا
٣٦
فَلَمْ أَرَ وُدَّهُمْ إِلَّا خِدَاعًا
وَلَمْ أَرَ دِينَهُمْ إِلَّا نِفَاقَا
يُقَصِّرُ عَنْ يَمِينِكَ كُلُّ بَحْرٍ
وَعَمَّا لَمْ تُلِقْهُ مَا أَلَاقَا
٣٧
وَلَوْلَا قُدْرَةُ الْخَلَّاقِ قُلْنَا:
أَعْمَدًا كَانَ خَلْقُكَ أَمْ وِفَاقَا؟
٣٨
فَلَا حَطَّتْ لَكَ الْهَيْجَاءُ سَرْجًا
وَلَا ذَاقَتْ لَكَ الدُّنْيَا فِرَاقَا
٣٩
وقال يمدحه ويذكر الفداء الذي طلبه رسول ملك الروم وكتابه إليه:
لِعَيْنَيْكِ مَا يَلْقَى الْفُؤَادُ وَمَا لَقِي
وَلِلْحُبِّ مَا لَمْ يَبْقَ مِنِّي وَمَا بَقِي
٤٠
وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلْبَهُ
وَلَكِنَّ مَنْ يُبْصِرْ جُفُونَكِ يَعْشَقِ
٤١
وَبَيْنَ الرِّضَا وَالسُّخْطِ وَالْقُرْبِ وَالنَّوَى
مَجَالٌ لِدَمْعِ الْمُقْلَةِ الْمُتَرَقْرِقِ
٤٢
وَأَحْلَى الْهَوَى مَا شَكَّ فِي الْوَصْلِ رَبُّهُ
وَفِي الْهَجْرِ فَهْوَ الدَّهْرَ يَرْجُو وَيَتَّقِي
٤٣
وَغَضْبَى مِنَ الْإِدْلَالِ سَكْرَى مِنَ الصَّبَا
شَفَعْتُ إِلَيْهَا مِنْ شَبَابِي بِرَيِّقِ
٤٤
وَأَشْنَبَ مَعْسُولِ الثَّنِيَّاتِ وَاضِحٍ
سَتَرْتُ فَمِي عَنْهُ فَقَبَّلَ مَفْرِقِي
٤٥
وَأَجْيَادِ غِزْلَانٍ كَجِيدِكِ زُرْنَنِي
فَلَمْ أَتَبَيَّنْ عَاطِلًا مِنْ مُطَوَّقِ
٤٦
وَمَا كُلُّ مَنْ يَهْوَى يَعِفُّ إِذَا خَلَا
عَفَافِي وَيُرْضِي الْحِبَّ وَالْخَيْلُ تَلْتَقِي
٤٧
سَقَى اللهُ أَيَّامَ الصِّبَا مَا يَسُرُّهَا
وَيَفْعَلُ فِعْلَ الْبَابِلِيِّ الْمُعَتَّقِ
٤٨
إِذَا مَا لَبِسْتَ الدَّهْرَ مُسْتَمْتِعًا بِهِ
تَخَرَّقْتَ وَالْمَلْبُوسُ لَمْ يَتَخَرَّقِ
٤٩
وَلَمْ أَرَ كَالْأَلْحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ
بَعَثْنَ بِكُلِّ الْقَتْلِ مِنْ كُلِّ مُشْفِقِ
٥٠
أَدَرْنَ عُيُونًا حَائِرَاتٍ كَأَنَّهَا
مُرَكَّبَةٌ أَحْدَاقُهَا فَوْقَ زِئْبَقِ
٥١
عَشِيَّةَ يَعْدُونَا عَنِ النَّظَرِ الْبُكَا
وَعَنْ لَذَّةِ التَّوْدِيعِ خَوْفُ التَّفَرُّقِ
٥٢
نُوَدِّعُهُمْ وَالْبَيْنُ فِينَا كَأَنَّهُ
قَنَا ابْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ فِي قَلْب فَيْلَقِ
٥٣
قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسْجُ دَاوُدَ عِنْدَهَا
إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ كَنَسْجِ الْخَدَرْنَقِ
٥٤
هَوَادٍ لِأَمْلَاكِ الْجُيُوشِ كَأَنَّهَا
تَخَيَّرُ أَرْوَاحَ الْكُمَاةِ وَتَنْتَقِي
٥٥
تَقُدُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ دِرْعٍ وَجَوْشَنٍ
وَتَفْرِي إِلَيْهِمْ كُلَّ سُورٍ وَخَنْدَقِ
٥٦
يُغِيرُ بِهَا بَيْنَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ
وَيُرْكِزُهَا بَيْنَ الْفُرَاتِ وَجِلِّقِ
٥٧
وَيُرْجِعُهَا حُمْرًا كَأَنَّ صَحِيحَهَا
يُبَكِّي دَمًا مِنْ رَحْمَةِ الْمُتَدَقِّقِ
٥٨
فَلَا تُبْلِغَاهُ مَا أَقُولُ فَإِنَّهُ
شُجَاعٌ مَتَى يُذْكَرْ لَهُ الطَّعْنُ يَشْتَقِ
٥٩
ضَرُوبٌ بِأَطْرَافِ السُّيُوفِ بَنَانُهُ
لَعُوبٌ بِأَطْرَافِ الْكَلَامِ الْمُشَقَّقِ
٦٠
كَسَائِلِهِ مَنْ يَسْأَلُ الْغَيْثَ قَطْرَةً
كَعَاذِلِهِ مَنْ قَالَ لِلْفُلْكِ ارْفُقِ
٦١
لَقَدْ جُدْتَ حَتَّى جُدْتَ فِي كُلِّ مِلَّةٍ
وَحَتَّى أَتَاكَ الْحَمْدُ مِنْ كُلِّ مَنْطِقِ
٦٢
رَأَى مَلِكُ الرُّومِ ارْتِيَاحَكَ لِلنَّدَى
فَقَامَ مَقَامَ الْمُجْتَدِي الْمُتَمَلِّقِ
٦٣
وَخَلَّى الرِّمَاحَ السَّمْهَرِيَّةَ صَاغِرًا
لِأَدْرَبَ مِنْهُ بِالطِّعَانِ وَأَحْذَقِ
٦٤
وَكَاتَبَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدٍ مَرَامُهَا
قَرِيبٍ عَلَى خَيْلٍ حَوَالَيْكَ سُبَّقِ
٦٥
وَقَدْ سَارَ فِي مَسْرَاكَ مِنْهَا رَسُولُهُ
فَمَا سَارَ إِلَّا فَوْقَ هَامٍ مُفَلَّقِ
٦٦
فَلَمَّا دَنَا أَخْفَى عَلَيْهِ مَكَانَهُ
شُعَاعُ الْحَدِيدِ الْبَارِقِ الْمُتَأَلِّقِ
٦٧
وَأَقْبَلَ يَمْشِي فِي الْبِسَاطِ فَمَا دَرَى
إِلَى الْبَحْرِ يَمْشِي أَمْ إِلَى الْبَدْرِ يَرْتَقِي؟!
٦٨
وَلَمْ يَثْنِكَ الْأَعْدَاءُ عَنْ مُهَجَاتِهِمْ
بِمِثْلِ خُضُوعٍ فِي كَلَامٍ مُنَمَّقِ
٦٩
وَكُنْتَ إِذَا كَاتَبْتَهُ قَبْلَ هَذِهِ
كَتَبْتَ إِلَيْهِ فِي قَذَالِ الدُّمُستُقِ
٧٠
فَإِنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الْأَمَانَ فَسَائِلٌ
وَإِنْ تُعْطِهِ حَدَّ الْحُسَامِ فَأَخْلِقِ!
٧١
وَهَلْ تَرَكَ الْبِيضُ الصَّوَارِمُ مِنْهُمُ
أَسِيرًا لِفَادٍ أَوْ رَقِيقًا لِمُعْتِقِ
٧٢
لَقَدْ وَرَدُوا وِرْدَ الْقَطَا شَفَرَاتِهَا
وَمَرُّوا عَلَيْهَا زَرْدَقًا بَعْدَ زَرْدَقِ
٧٣
بَلَغْتُ بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ النُّورِ رُتْبَةً
أَثَرْتُ بِهَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ
٧٤
إِذَا شَاءَ أَنْ يَلْهُو بِلِحْيَةِ أَحْمَقٍ
أَرَاهُ غُبَارِي ثُمَّ قَالَ لَهُ: الْحَقِ
٧٥
وَمَا كَمَدُ الْحُسَّادِ شَيْئًا قَصَدْتُهُ
وَلَكِنَّهُ مَنْ يَزْحَمِ الْبَحْرَ يَغْرَقِ
٧٦
وَيَمْتَحِنُ النَّاسَ الْأَمِيرُ بِرَأْيِهِ
وَيُغْضِي عَلَى عِلْمٍ بِكُلِّ مُمَخْرِقِ
٧٧
وَإِطْرَاقُ طَرْفِ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَافِعٍ
إِذَا كَانَ طَرْفُ الْقَلْبِ لَيْسَ بِمُطْرِقِ
٧٨
فَيَا أَيُّهَا الْمَطْلُوبُ جَاوِرْهُ تَمْتَنِعْ
وَيَا أَيُّهَا الْمَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ
٧٩
وَيَا أَجْبَنَ الْفُرْسَانِ صَاحِبْهُ تَجْتَرِئْ
وَيَا أَشْجَعَ الشُّجْعَانِ فَارِقْهُ تَفْرَقِ
٨٠
إِذَا سَعَتِ الْأَعْدَاءُ فِي كَيْدِ مَجْدِهِ
سَعَى جَدُّهُ فِي كَيْدِهِمْ سَعْيَ مُحْنَقِ
٨١
وَمَا يَنْصُرُ الْفَضْلُ الْمُبِينُ عَلَى الْعِدَا
إِذَا لَمْ يَكُنْ فَضْلَ السَّعِيدِ الْمُوَفَّقِ؟
٨٢
وقال يمدحه ويذكر إيقاعه ببني عقيل وقشير وبني العجلان وكلاب لما عاثوا في نواحي أعماله،
وقصدَه إياهم، وإهلاكَ من أهلكه منهم، وعفوه عمن عفا بعد تضافرهم وتضامهم عن لقائه سنة
٣٤٤:
تَذَكَّرْتُ مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَارِقِ
مَجَرَّ عَوَالِينَا وَمَجْرَى السَّوَابِقِ
٨٣
وَصُحْبَةَ قَوْمٍ يَذْبَحُونَ قَنِيصَهُمْ
بِفَضْلَةِ مَا قَدْ كَسَّرُوا فِي الْمَفَارِقِ
٨٤
وَلَيْلًا تَوَسَّدْنَا الثَّوِيَّةَ تَحْتَهُ
كَأَنَّ ثَرَاهَا عَنْبَرٌ فِي الْمَرَافِقِ
٨٥
بِلَادٌ إِذَا زَارَ الْحِسَانَ بِغَيْرِهَا
حَصَا تُرْبِهَا ثَقَّبْنَهُ لِلْمَخَانِقِ
٨٦
سَقَتْنِي بِهَا الْقُطْرُبُّلِيَّ مَلِيحَةٌ
عَلَى كَاذِبٍ مِنْ وَعْدِهَا ضَوْءُ صَادِقِ
٨٧
سُهَادٌ لِأَجْفَانٍ وَشَمْسٌ لِنَاظِرٍ
وَسُقْمٌ لِأَبْدَانٍ وَمِسْكٌ لِنَاشِقِ
٨٨
وَأَغْيَدُ يَهْوَى نَفْسَهُ كُلُّ عَاقِلٍ
عَفِيفٍ وَيَهْوَى جِسْمَهُ كُلُّ فَاسِقِ
٨٩
أَدِيبٌ إِذَا مَا جَسَّ أَوْتَارَ مِزْهَرٍ
بَلَا كُلَّ سَمْعٍ عَنْ سِوَاهَا بِعَائِقِ
٩٠
يُحَدِّثُ عَمَّا بَيْنَ عَادٍ وَبَيْنَهُ
وَصُدْغَاهُ فِي خَدَّيْ غُلَامٍ مُرَاهِقِ
٩١
وَمَا الْحُسْنُ فِي وَجْهِ الْفَتَى شَرَفًا لَهُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي فِعْلِهِ وَالْخَلَائِقِ
٩٢
وَمَا بَلَدُ الْإِنْسَانِ غَيْرُ الْمُوَافِقِ
وَلَا أَهْلُهُ الْأَدْنَوْنَ غَيْرُ الْأَصَادِقِ
٩٣
وَجَائِزَةٌ دَعْوَى الْمَحَبَّةِ وَالْهَوَى
وَإِنْ كَانَ لَا يَخْفَى كَلَامُ الْمُنَافِقِ
٩٤
بِرَأْيِ مَنِ انْقَادَتْ عُقَيْلٌ إِلَى الرَّدَى
وَإِشْمَاتِ مَخْلُوقٍ وَإِسْخَاطِ خَالِقِ؟
٩٥
أَرَادُوا عَلِيًّا بِالَّذِي يُعْجِزُ الْوَرَى
وَيُوسِعُ قَتْلَ الْجَحْفَلِ الْمُتَضَايِقِ
٩٦
فَمَا بَسَطُوا كَفًّا إِلَى غَيْرِ قَاطِعٍ
وَلَا حَمَلُوا رَأْسًا إِلَى غَيْرِ فَالِقِ
٩٧
لَقَدْ أَقْدَمُوا لَوْ صَادَفُوا غَيْرَ آخِذ
وَقَدْ هَرَبُوا لَوْ صَادَفُوا غَيْرَ لَاحِقِ
٩٨
وَلَمَّا كَسَا كَعْبًا ثِيَابًا طَغَوْا بِهَا
رَمَى كُلَّ ثَوْبٍ مِنْ سِنَانٍ بِخَارِقِ
٩٩
وَلَمَّا سَقَى الْغَيْثَ الَّذِي كَفَرُوا بِهِ
سَقَى غَيْرَهُ فِي غَيْرِ تِلْكَ الْبَوَارِقِ
١٠٠
وَمَا يُوجِعُ الْحِرْمَانُ مِنْ كَفِّ حَارِمٍ
كَمَا يُوجِعُ الْحِرْمَانُ مِنْ كَفِّ رَازِقِ
١٠١
أَتَاهُمْ بِهَا حَشْوَ الْعَجَاجَةِ وَالْقَنَا
سَنَابِكُهَا تَحْشُو بُطُونَ الْحَمَالِقِ
١٠٢
عَوَابِسَ حَلَّى يَابِسُ الْمَاءِ حُزْمَهَا
فَهُنَّ عَلَى أَوْسَاطِهَا كَالْمَنَاطِقِ
١٠٣
فَلَيْتَ أَبَا الْهَيْجَا يَرَى خَلْفَ تَدْمُرٍ
طِوَالَ الْعَوَالِي فِي طِوَالِ السَّمَالِقِ
١٠٤
وَسَوْقَ عَلِيٍّ مِنْ مَعَدٍّ وَغَيْرِهَا
قَبَائِلَ لَا تُعْطِي الْقُفِيَّ لِسَائِقِ
١٠٥
قُشَيْرٌ وَبَلْعَجْلَانِ فِيهَا خَفِيَّةٌ
كَرَاءَيْنِ فِي أَلْفَاظِ أَلْثَغَ نَاطِقِ
١٠٦
تُخَلِّيهِمِ النِّسْوَانُ غَيْرَ فَوَارِكٍ
وَهُمْ خَلَّوُا النِّسْوَانَ غَيْرَ طَوَالِقِ
١٠٧
يُفَرِّقُ مَا بَيْنَ الْكُمَاةِ وَبَيْنَهَا
بِضَرْبٍ يُسَلِّي حَرُّهُ كُلَّ عَاشِقِ
١٠٨
أَتَى الظُّعْنَ حَتَّى مَا تَطِيرُ رَشَاشَةٌ
مِنَ الْخَيْلِ إِلَّا فِي نُحُورِ الْعَوَاتِقِ
١٠٩
بِكُلِّ فَلَاةٍ تُنْكِرُ الْإِنْسَ أَرْضُهَا
ظَعَائِنُ حُمْرُ الْحَلْيِ حُمْرُ الْأَيَانِقِ
١١٠
وَمَلْمُومَةٌ سَيْفِيَّةٌ رَبَعِيَّةٌ
يَصِيحُ الْحَصَى فِيهَا صِيَاحَ اللَّقَالِقِ
١١١
بَعِيدَةُ أَطْرَافِ الْقَنَا مِنْ أُصُولِهِ
قَرِيبَةُ بَيْن الْبَيْضِ غُبْرُ الْيَلَامِقِ
١١٢
نَهَاهَا وَأَغْنَاهَا عَنِ النَّهْبِ جُودُهُ
فَمَا تَبْتَغِي إِلَّا حُمَاةَ الْحَقَائِقِ
١١٣
تَوَهَّمَهَا الْأَعْرَابُ سَوْرَةَ مُتْرَفٍ
تُذَكِّرُهُ الْبَيْدَاءُ ظِلَّ السُّرَادِقِ
١١٤
فَذَكَّرْتَهُمْ بِالْمَاءِ سَاعَةَ غَبَّرَتْ
سَمَاوَةُ كَلْبٍ فِي أُنُوفِ الْحَزَائِقِ
١١٥
وَكَانُوا يَرُوعُونَ الْمُلُوكَ بِأَنْ بَدَوْا
وَأَنْ نَبَتَتْ فِي الْمَاءِ نَبْتَ الْغَلَافِقِ
١١٦
فَهَاجُوكَ أَهْدَى فِي الْفَلَا مِنْ نُجُومِهِ
وَأَبْدَى بُيُوتًا مِنْ أَدَاحِي النَّقَانِقِ
١١٧
وَأَصْبَرَ عَنْ أَمْوَاهِهِ مِنْ ضِبَابِهِ
وَآلَفَ مِنْهَا مُقْلَةً لِلْوَدَائِقِ
١١٨
وَكَانَ هَدِيرًا مِنْ فُحُولٍ تَرَكْتَهَا
مُهَلَّبَةَ الْأَذْنَابِ خُرْسَ الشَّقَاشِقِ
١١٩
فَمَا حَرَمُوا بِالرَّكْضِ خَيْلَكَ رَاحَةً
وَلَكِنْ كَفَاهَا الْبَرُّ قَطْعَ الشَّوَاهِقِ
١٢٠
وَلَا شَغَلُوا صُمَّ الْقَنَا بِقُلُوبِهِمْ
عَنِ الرَّكْزِ لَكِنْ عَنْ قُلُوبِ الدَّمَاسِقِ
١٢١
أَلَمْ يَحْذَرُوا مَسْخَ الَّذِي يَمْسَخُ الْعِدَا
وَيَجْعَلُ أَيْدِي الْأُسْدِ أَيْدِي الْخَرَانِقِ
١٢٢
وَقَدْ عَايَنُوهُ فِي سِوَاهُمْ وَرُبَّمَا
أَرَى مَارِقًا فِي الْحَرْبِ مَصْرَعَ مَارِقِ
١٢٣
تَعَوَّدَ أَنْ لَا تَقْضَمَ الْحَبَّ خَيْلُهُ
إِذَا الْهَامُ لَمْ تَرْفَعْ جُنُوبَ الْعَلَائِقِ
١٢٤
وَلَا تَرِدَ الْغُدْرَانَ إِلَّا وَمَاؤُهَا
مِنَ الدَّمِ كَالرَّيْحَانِ تَحْتَ الشَّقَائِقِ
١٢٥
لَوَفْدُ نُمَيْرٍ كَانَ أَرْشَدَ مِنْهُمُ
وَقَدْ طَرَدُوا الْأَظْعَانَ طَرْدَ الْوَسَائِقِ
١٢٦
أَعَدُّوا رِمَاحًا مِنْ خُضُوعٍ فَطَاعَنُوا
بِهَا الْجَيْشَ حَتَّى رَدَّ غَرْبَ الْفَيَالِقِ
١٢٧
فَلَمْ أَرَ أَرْمَى مِنْهُ غَيْرَ مُخَاتِلٍ
وَأَسْرَى إِلَى الْأَعْدَاءِ غَيْرَ مُسَارِقِ
١٢٨
تُصِيبُ الْمَجَانِيقُ الْعِظَامُ بِكَفِّهِ
دَقَائِقَ قَدْ أَعْيَتْ قِسِيَّ الْبَنَادِقِ
١٢٩
وقال في صباه يمدح أبا المنتصر شجاع بن محمد بن أرس بن معن بن الرضي الأزدي:
أَرَقٌ عَلَى أَرَقٍ وَمِثْلِيَ يَأْرَقُ
وَجَوًى يَزِيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
١٣٠
جُهْدُ الصَّبَابَةِ أَنْ تَكُونَ كَمَا أُرَى
عَيْنٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلْبٌ يَخْفِقُ
١٣١
مَا لَاحَ بَرْقٌ أَوْ تَرَنَّمَ طَائِرٌ
إِلَّا انْثَنَيْتُ وَلِي فُؤَادٌ شَيِّقُ
١٣٢
جَرَّبْتُ مِنْ نَارِ الْهَوَى مَا تَنْطَفِي
نَارُ الْغَضَى وَتَكِلُّ عَمَّا تُحْرِقُ
١٣٣
وَعَذَلْتُ أَهْلَ الْعِشْقِ حَتَّى ذُقْتُهُ
فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوتُ مَنْ لَا يَعْشَقُ؟!
١٣٤
وَعَذَرْتُهُمْ وَعَرَفْتُ ذَنْبِي أَنَّنِي
عَيَّرْتُهُمْ فَلَقِيتُ فِيهِ مَا لَقُوا
١٣٥
أَبَنِي أَبِينَا نَحْنُ أَهْلُ مَنَازِلٍ
أَبَدًا غُرَابُ الْبَيْنِ فِيهَا يَنْعِقُ
١٣٦
نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ
جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا
١٣٧
أَيْنَ الْأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الْأُلَى
كَنَزُوا الْكُنُوزَ فَمَا بَقِينَ وَلَا بَقُوا
١٣٨
مِنْ كُلِّ مَنْ ضَاقَ الْفَضَاءُ بِجَيْشِهِ
حَتَّى ثَوَى فَحَوَاهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
١٣٩
خُرْسٌ إِذَا نُودُوا كَأَنْ لَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ الْكَلَامَ لَهُمْ حَلَالٌ مُطْلَقُ
١٤٠
وَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفَائِسٌ
وَالْمُسْتَغِرُّ بِمَا لَدَيْهِ الْأَحْمَقُ
١٤١
وَالْمَرْءُ يَأْمُلُ وَالْحَيَاةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَّيْبُ أَوْقَرُ وَالشَّبِيبَةُ أَنْزَقُ
١٤٢
وَلَقَدْ بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ وَلِمَّتِي
مُسْوَدَّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهِيَ رَوْنَقُ
١٤٣
حَذَرًا عَلَيْهِ قَبْلَ يَوْمِ فِرَاقِهِ
حَتَّى لَكِدْتُ بِمَاءِ جَفْنِيَ أَشْرَقُ
١٤٤
أَمَّا بَنُو أَوْسِ بْنِ مَعْنِ بْنِ الرِّضَا
فَأَعَزُّ مَنْ تُحْدَى إِلَيْهِ الْأَيْنُقُ
١٤٥
كَبَّرْتُ حَوْلَ دِيَارِهِمْ لَمَّا بَدَتْ
مِنْهَا الشُّمُوسُ وَلَيْسَ فِيهَا الْمَشْرِقُ
١٤٦
وَعَجِبْتُ مِنْ أَرْضٍ سَحَابُ أَكُفِّهِمْ
مِنْ فَوْقِهَا وَصُخُورُهَا لَا تُورِقُ
١٤٧
وَتَفُوحُ مِنْ طِيبِ الثَّنَاءِ رَوَائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكَانَةٍ تُسْتَنْشَقُ
١٤٨
مِسْكِيَّةُ النَّفحَاتِ إِلَّا أَنَّهَا
وَحْشِيَّةٌ بِسِوَاهُمُ لَا تَعْبَقُ
١٤٩
أَمُرِيدَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ فِي عَصْرِنَا
لَا تَبْلُنَا بِطِلَابِ مَا لَا يُلْحَقُ
١٥٠
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ
أَبَدًا وَظَنِّي أَنَّهُ لَا يَخْلُقُ
١٥١
يَا ذَا الَّذِي يَهَبُ الْجَزِيلَ وَعِنْدَهُ
أَنِّي عَلَيْهِ بِأَخْذِهِ أَتَصَدَّقُ
١٥٢
أَمْطِرْ عَلَيَّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرَّةَ
وَانْظُرْ إِلَيَّ بِرَحْمَةٍ لَا أَغْرَقُ
١٥٣
كَذَبَ ابْنُ فَاعِلَةٍ يَقُولُ بِجَهْلِهِ
مَاتَ الْكِرَامُ وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
١٥٤
هُوَ الْبَيْنُ حَتَّى مَا تَأَنَّى الْحَزَائِقُ
وَيَا قَلْبِ حَتَّى أَنْتَ مِمَّنْ أُفَارِقُ
١٥٧
وَقَفْنَا وَمِمَّا زَادَ بَثًّا وُقُوفُنَا
فَرِيقَيْ هَوًى مِنَّا مَشُوقٌ وَشَائِقُ
١٥٨
وَقَدْ صَارَتِ الْأَجْفَانُ قَرْحَى مِنَ الْبُكَا
وَصَارَ بَهَارًا فِي الْخُدُودِ الشَّقَائِقُ
١٥٩
عَلَى ذَا مَضَى النَّاسُ؛ اجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ
وَمَيْتٌ وَمَوْلُودٌ وَقَالٍ وَوَامِقُ
١٦٠
تَغَيَّرَ حَالِي وَاللَّيَالِي بِحَالِهَا
وَشِبْتُ وَمَا شَابَ الزَّمَانُ الْغُرَانِقُ
١٦١
سَلِ الْبِيدَ: أَيْنَ الْجِنُّ مِنَّا بِجَوْزِهَا
وَعَنْ ذِي الْمَهَارِي: أَيْنَ مِنْهَا النَّقَانِقُ؟
١٦٢
وَلَيْلٍ دَجُوجِيٍّ كَأَنَّا جَلَتْ لَنَا
مُحَيَّاكَ فِيهِ فَاهْتَدَيْنَا السَّمَالِقُ
١٦٣
فَمَا زَالَ لَوْلَا نُورُ وَجْهِكَ جُنْحُهُ
وَلَا جَابَهَا الرُّكْبَانُ لَوْلَا الْأَيَانِقُ
١٦٤
وَهَزٌّ أَطَارَ النَّوْمَ حَتَّى كَأَنَّنِي
مِنَ السُّكْرِ فِي الْغَرْزَيْنِ ثَوْبٌ شُبَارِقُ
١٦٥
شَدَوْا بِابْنِ إِسْحَقَ الْحُسَيْنِ فَصَافَحَتْ
ذَفَارِيَهَا كِيرَانُهَا وَالنَّمَارِقُ
١٦٦
بِمَنْ تَقْشَعِرُّ الْأَرْضُ خَوْفًا إِذَا مَشَى
عَلَيْهَا وَتَرْتَجُّ الْجِبَالُ الشَّوَاهِقُ
١٦٧
فَتًى كَالسَّحَابِ الْجُونِ يُخْشَى وَيُرْتَجَى
يُرَجَّى الْحَيَا مِنْهَا وَتُخْشَى الصَّوَاعِقُ
١٦٨
وَلَكِنَّهَا تَمْضِي وَهَذَا مُخَيِّمٌ
وَتَكْذِبُ أَحْيَانًا وَذَا الدَّهْرَ صَادِقُ
١٦٩
تَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا لِيُنْسَى فَمَا خَلَتْ
مَغَارِبُهَا مِنْ ذِكْرِهِ وَالْمَشَارِقُ
١٧٠
غَذَا الْهِنْدُوَانِيَّاتِ بِالْهَامِ وَالطُّلَا
فَهُنَّ مَدَارِيهَا وَهُنَّ الْمَخَانِقُ
١٧١
تُشَقَّقُ مِنْهُنَّ الْجُيُوبُ إِذَا غَزَا
وَتُخْضَبُ مِنْهُنَّ اللِّحَى وَالْمَفَارِقُ
١٧٢
يُجَنَّبُهَا مَنْ حَتْفُهُ عَنْهُ غَافِلٌ
وَيَصْلَى بِهَا مَنْ نَفْسُهُ مِنْهُ طَالِقُ
١٧٣
يُحَاجَى بِهِ: مَا نَاطِقٌ وَهْوَ سَاكِتٌ
يُرَى سَاكِتًا وَالسَّيْفُ عَنْ فِيهِ نَاطِقُ؟
١٧٤
نَكِرْتُكَ حَتَّى طَالَ مِنْكَ تَعَجُّبِي
وَلَا عَجَبٌ مِنْ حُسْنِ مَا اللهُ خَالِقُ
١٧٥
كَأَنَّكَ فِي الْإِعْطَاءِ لِلْمَالِ مُبْغِضٌ
وَفِي كُلِّ حَرْبٍ لِلْمَنِيَّةِ عَاشِقُ
١٧٦
أَلَا قَلَّمَا تبْقَى عَلَى مَا بَدَا لَهَا
وَحَلَّ بِهَا مِنْكَ الْقَنَا وَالسَّوَابِقُ
١٧٧
سَيُحْيِي بِكَ السُّمَّارُ مَا لَاحَ كَوْكَبٌ
وَيَحْدُو بِكَ السُّفَّارُ مَا ذَرَّ شَارِقُ
١٧٨
خَفِ اللهَ وَاسْتُرْ ذَا الْجَمَالَ بِبُرْقُعٍ
فَإِنْ لُحْتَ ذَابَتْ فِي الْخُدُورِ الْعَوَاتِقُ
١٧٩
فَمَا تَرْزُقُ الْأَقْدَارُ مَنْ أَنْتَ حَارِمٌ
وَلَا تَحْرِمُ الْأَقْدَارُ مَنْ أَنْتَ رَازِقُ
وَلَا تَفْتُقُ الْأَيَّامُ مَا أَنْتَ رَاتِقُ
وَلَا تَرْتُقُ الْأَيَّامُ مَا أَنْتَ فَاتِقُ
١٨٠
لَكَ الْخَيْرُ غَيْرِي رَامَ مِنْ غَيْرِكَ الْغِنَى
وَغَيْرِي بِغَيْرِ اللَّاذِقِيَّةِ لَاحِقُ
١٨١
هِيَ الْغَرَضُ الْأَقْصَى وَرُؤْيَتُكَ الْمُنَى
وَمَنْزِلُكَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ الْخَلَائِقُ
١٨٢
وعرض عليه بدر بن عمار الصحبة للشرب في غد فقال ارتجالًا:
وعرض عليه محمد بن طغج الشرب فامتنع، فأقسم عليه بحقه فشرب، وقال:
مَا لِلْمُرُوجِ الْخُضْرِ وَالْحَدَائِقِ
يَشْكُو خَلَاهَا كَثْرَةَ الْعَوَائِقِ
١٩٢
أَقَامَ فِيهَا الثَّلْجُ كَالْمُرَافِقِ
يَعْقِدُ فَوْقَ السِّنِّ رِيقَ الْبَاصِقِ
١٩٣
ثُمَّ مَضَى لَا عَادَ مِنْ مُفَارِقِ
بِقَائِدٍ مِنْ ذَوْبِهِ وَسَائِقِ
١٩٤
كَأَنَّمَا الطُّخْرُورُ بَاغِي آبِقِ
يَأْكُلُ مِنْ نَبْتٍ قَصِيرٍ لَاصِقِ
١٩٥
كَقَشْرِكَ الْحِبْرَ عَنِ الْمَهَارِقِ
أَرُودُهُ مِنْهُ بِكَالشُّوذَانِقِ
١٩٦
بِمُطْلَقِ الْيُمْنَى طَوِيلِ الْفَائِقِ
عَبْلِ الشَّوَى مُقَارِبِ الْمَرَافِقِ
١٩٧
رَحْبِ اللَّبَانِ نَائِهِ الطَّرَائِقِ
ذِي مَنْخِرٍ رَحْبٍ وَإِطْلٍ لَاحِقِ
١٩٨
مُحَجَّلٍ نَهْدٍ كُمَيْتٍ زَاهِقِ
شَادِخَةٍ غُرَّتُهُ كَالشَّارِقِ
١٩٩
كَأَنَّهَا مِنْ لَوْنِهِ فِي بَارِقِ
٢٠٠
بَاقٍ عَلَى الْبَوْغَاءِ وَالشَّقَائِقِ
وَالْأَبْرَدَيْنِ وَالْهَجِيرِ الْمَاحِقِ
٢٠١
لِلْفَارِسِ الرَّاكِضِ مِنْهُ الْوَاثِقِ
خَوْفُ الْجَبَانِ فِي فُؤَادِ الْعَاشِقِ
٢٠٢
كَأَنَّهُ فِي رَيْدِ طَوْدٍ شَاهِق
٢٠٣
يَشْأَى إِلَى الْمِسْمَعِ صَوْتَ النَّاطِقِ
٢٠٤
لَوْ سَابَقَ الشَّمْسَ مِنَ الْمَشَارِقِ
جَاءَ إِلَى الْغَرْبِ مَجِيءَ السَّابِقِ
يَتْرُكُ فِي حِجَارَةِ الْأَبَارِقِ
آثَارَ قَلْعِ الْحَلْيِ فِي الْمَنَاطِقِ
٢٠٥
مَشْيًا وَإِنْ يَعْدُ فَكَالْخَنَادِقِ
٢٠٦
لَوْ أُورِدَتْ غِبَّ سَحَابٍ صَادِقِ
لَأَحْسَبَتْ خَوَامِسَ الْأَيَانِقِ
٢٠٧
إِذَا اللِّجَامُ جَاءَهُ لِطَارِقِ
شَحَا لَهُ شَحْوَ الْغُرَابِ النَّاغِقِ
٢٠٨
كَأَنَّمَا الْجِلْدُ لِعُرْيِ النَّاهِقِ
مُنْحَدِرٌ عَنْ سِيَتَيْ جُلَاهِقِ
٢٠٩
بَزَّ الْمَذَاكِي وَهْوَ فِي الْعَقَائِقِ
وَزَادَ فِي السَّاقِ عَلَى النَّقَانِقِ
٢١٠
وَزَادَ فِي الْوَقْعِ عَلَى الصَّوَاعِقِ
وَزَادَ فِي الْأُذْنِ عَلَى الْخَرَانِقِ
٢١١
وَزَادَ فِي الْحِذْرِ عَلَى الْعَقَاعِقِ
يُمَيِّزُ الْهَزْلَ مِنَ الْحَقَائِقِ
٢١٢
وَيُنْذِرُ الرَّكْبَ بِكُلِّ سَارِقِ
يُرِيكَ خُرْقًا وَهْوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ
٢١٣
يَحُكُّ أَنَّى شَاءَ حَكَّ الْبَاشِقِ
قُوبِلَ مِنْ آفِقَةٍ وَآفِقِ
٢١٤
بَيْنَ عِتَاقِ الْخَيْلِ وَالْعَتَائِقِ
فَعُنْقُهُ يُرْبِي عَلَى الْبَوَاسِقِ
٢١٥
وَحَلْقُهُ يُمْكِنُ فِتْرَ الْخَانِقِ
أُعِدُّهُ لِلطَّعْنِ فِي الْفَيَالِقِ
٢١٦
وَالضَّرْبِ فِي الْأَوْجُهِ وَالْمَفَارِقِ
وَالسَّيْرِ فِي ظِلِّ اللِّوَاءِ الْخَافِقِ
٢١٧
يَحْمِلُنِي وَالنَّصْلُ ذُو السَّفَاسِقِ
يَقْطُرُ فِي كُمِّي عَلَى الْبَنَائِقِ
٢١٨
لَا أَلْحَظُ الدُّنْيَا بِعَيْنَيْ وَامِقِ
وَلَا أُبَالِي قِلَّةَ الْمُرَافِقِ
٢١٩
أَيْ كَبْتَ كُلِّ حَاسِدٍ مُنَافِقِ
أَنْتَ لَنَا وَكُلُّنَا لِلْخَالِقِ
٢٢٠
وقال يهجو إسحاق بن كيغلغ وقد بلغه أن غلمانه قتلوه:
قَالُوا لَنَا: مَاتَ إِسْحَاقٌ فَقُلْتُ لَهُمْ:
هَذَا الدَّوَاءُ الَّذِي يَشْفِي مِنَ الْحُمْقِ
٢٢١
إِنْ مَاتَ مَاتَ بِلَا فَقْدٍ وَلَا أَسَفٍ
أَوْ عَاشَ عَاشَ بِلَا خَلْقٍ وَلَا خُلُقِ
٢٢٢
مِنْهُ تَعَلَّمَ عَبْدٌ شَقَّ هَامَتَهُ
خَوْنَ الصَّدِيقِ وَدَسَّ الْغَدْرِ فِي الْمَلَقِ
٢٢٣
وَحَلْفَ أَلْفِ يَمِينٍ غَيْرِ صَادِقَةٍ
مَطْرُودَةٍ كَكُعُوبِ الرُّمْحِ فِي نَسَقِ
٢٢٤
مَا زِلْتُ أَعْرِفُهُ قِرْدًا بِلَا ذَنَبٍ
صِفْرًا مِنَ الْبَأْسِ مَمْلُوءًا مِنَ النَّزَقِ
٢٢٥
كَرِيشَةٍ بِمَهَبِّ الرِّيحِ سَاقِطَةٍ
لَا تَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ مِنَ الْقَلَقِ
٢٢٦
تَسْتَغْرِقُ الْكَفُّ فَوْدَيْهِ وَمَنْكِبَهُ
وَتَكْتَسِي مِنْهُ رِيحَ الْجَوْرَبِ الْعَرِقِ
٢٢٧
فَسَائِلُوا قَاتِلِيهِ كَيْفَ مَاتَ لَهُمْ
مَوْتًا مِنَ الضَّرْبِ أَوْ مَوْتًا مِنَ الْفَرَقِ؟
٢٢٨
وَأَيْنَ مَوْقِعُ حَدِّ السَّيْفِ مِنْ شَبَحٍ
بِغَيْرِ رَأْسٍ وَلَا جِسْمٍ وَلَا عُنُقِ
٢٢٩
لَوْلَا اللِّئَامُ وَشَيْءٌ مِنْ مُشَابَهَةٍ
لَكَانَ أَلْأَمَ طِفْلٍ لُفَّ فِي خِرَقِ
٢٣٠
كَلَامُ أَكْثَرِ مَنْ تَلْقَى وَمَنْظَرُهُ
مِمَّا يَشُقُّ عَلَى الْآذَانِ وَالْحَدَقِ
٢٣١
وقال يمدح أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان العدوي:
أَتُرَاهَا لِكَثْرَةِ الْعُشَّاقِ
تَحْسَبُ الدَّمْعَ خِلْقَةً فِي الْمَآقِي؟
٢٣٢
كَيْفَ ترْثِي الَّتِي تَرَى كُلَّ جَفْنٍ
رَاءَهَا غَيْرَ جَفْنِهَا غَيْرَ رَاقِي؟!
٢٣٣
أَنْتِ مِنَّا فَتَنْتِ نَفْسَكِ لَكِنـْ
ـنَكِ عُوفِيتِ مِنْ ضَنًى وَاشْتِيَاقِ
٢٣٤
حُلْتِ دُونَ الْمَزَارِ فَالْيَوْمَ لَوْ زُرْ
تِ لَحَالَ النُّحُولُ دُونَ الْعِنَاقِ
٢٣٥
إِنَّ لَحْظًا أَدَمْتِهِ وَأَدَمْنَا
كَانَ عَمْدًا لَنَا وَحَتْفَ اتِّفَاقِ
٢٣٦
لَوْ عَدَا عَنْكِ غَيْرَ هَجْرِكِ بُعْدٌ
لَأَرَارَ الرَّسِيمُ مُخَّ الْمَنَاقِي
٢٣٧
وَلَسِرْنَا وَلَوْ وَصَلْنَا عَلَيْهَا
مِثْلَ أَنْفَاسِنَا عَلَى الْأَرْمَاقِ
٢٣٨
مَا بِنَا مِنْ هَوَى الْعُيُونِ اللَّوَاتِي
لَوْنُ أَشْفَارِهِنَّ لَوْنُ الْحِدَاقِ
٢٣٩
قَصَّرَتْ مُدَّةَ اللَّيَالِي الْمَوَاضِي
فَأَطَالَتْ بِهَا اللَّيَالِي الْبَوَاقِي
٢٤٠
كَاثَرَتْ نَائِلَ الْأَمِيرِ مِنَ الْمَا
لِ بِمَا نَوَّلَتْ مِنَ الْإِيرَاقِ
٢٤١
لَيْسَ إِلَّا أَبَا الْعَشَائِرِ خَلْقٌ
سَادَ هَذَا الْأَنَامَ بِاسْتِحْقَاقِ
٢٤٢
طَاعِنُ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَطْعَنُ الْفَيـْ
ـلَقَ بِالذُّعْرِ وَالدَّمِ الْمُهَرَاقِ
٢٤٣
ذَاتُ فَرْغٍ كَأَنَّهَا فِي حَشَا الْمُخـْ
ـبَرِ عَنْهَا مِنْ شِدَّةِ الْإِطْرَاقِ
٢٤٤
ضَارِبُ الْهَامِ فِي الْغُبَارِ وَمَا يَرْ
هَبُ أَنْ يَشْرَبَ الَّذِي هُوَ سَاقِي
٢٤٥
فَوْقَ شَقَّاءَ لِلْأَشَقِّ مَجَالٌ
بَيْنَ أَرْسَاغِهَا وَبَيْنَ الصِّفَاقِ
٢٤٦
مَا رَآهَا مُكَذِّبُ الرُّسْلِ إِلَّا
صَدَّقَ الْقَوْلَ فِي صِفَاتِ الْبُرَاقِ
٢٤٧
هَمُّهُ فِي ذَوِي الْأَسِنَّةِ لَا فِيهَا
وَأَطْرَافُهَا لَهُ كَالنِّطَاقِ
٢٤٨
ثَاقِبُ الرَّأْيِ ثَابِتُ الْحِلْمِ لَا يَقـْ
ـدِرُ أَمْرٌ لَهُ عَلَى إِقْلَاقِ
٢٤٩
يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ لُقْمَانَ لَا تَعـْ
ـدَمْكُمُ فِي الْوَغَى مُتُونُ الْعِتَاقِ
٢٥٠
بَعَثُوا الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ الْأَعَادِيـْ
ـيَ فَكَانَ الْقِتَالُ قَبْلَ التَّلاقِي
٢٥١
وَتَكَادُ الظُّبَا لِمَا عَوَّدُوهَا
تَنْتَضِي نَفْسَهَا إِلَى الْأَعْنَاقِ
٢٥٢
وَإِذَا أَشْفَقَ الْفَوَارِسُ مِنْ وَقـْ
ـعِ الْقَنَا أَشْفَقُوا مِنَ الْإِشْفَاقِ
٢٥٣
كُلُّ ذِمْرٍ يَزِيدُ فِي الْمَوْتِ حُسْنًا
كَبُدُورٍ تَمَامُهَا فِي الْمُحَاقِ
٢٥٤
جَاعِلٍ دِرْعَهُ مَنِيَّتَهُ إِنْ
لَمْ يَكُنْ دُونَها مِنَ الْعَارِ وَاقِ
٢٥٥
كَرَمٌ خَشَّنَ الْجَوَانِبَ مِنْهُمْ
فَهْوَ كَالْمَاءِ فِي الشِّفَارِ الرِّقَاقِ
٢٥٦
وَمَعَالٍ إِذَا ادَّعَاهَا سِوَاهُمْ
لَزِمَتْهُ جِنَايَةُ السُّرَاقِ
٢٥٧
يَا ابْنَ مَنْ كُلَّمَا بَدَوْتَ بَدَا لِي
غَائِبَ الشَّخْصِ حَاضِرَ الْأَخْلَاقِ
٢٥٨
لَوْ تَنَكَّرْتَ فِي الْمَكَرِّ لِقَوْمٍ
حَلَفُوا أَنَّكَ ابْنُهُ بِالطَّلَاقِ
٢٥٩
كَيْفَ يَقْوَى بِكَفِّكَ الزِّنْدُ وَالْآ
فَاقُ فِيهَا كَالْكَفِّ فِي الْآفَاقِ؟!
٢٦٠
قَلَّ نَفْعُ الْحَدِيدِ فِيكَ فَما يَلـْ
ـقَاكَ إِلَّا مَنْ سَيْفُهُ مِنْ نِفَاقِ
٢٦١
إِلْفُ هَذَا الْهَوَاءِ أَوْقَعَ فِي الْأَنـْ
ـفُسِ أَنَّ الْحِمَامَ مُرُّ الْمَذَاقِ
٢٦٢
وَالْأَسَى قَبْلَ فُرْقَةِ الرُّوحِ عَجْزٌ
وَالْأَسَى لَا يَكُونُ بَعْدَ الْفِرَاقِ
٢٦٣
كَمْ ثَرَاءٍ فَرَّجْتَ بِالرُّمْحِ عَنْهُ
كَانَ مِنْ بُخْلِ أَهْلِهِ فِي وَثَاقِ!
٢٦٤
وَالْغِنَى فِي يَدِ اللَّئِيمِ قَبِيحٌ
قَدْرَ قُبْحِ الْكَرِيمِ فِي الْإِمْلَاقِ
٢٦٥
لَيْسَ قَوْلِي فِي شَمْسِ فِعْلِكَ كَالشَّمـْ
ـسِ وَلَكِنْ فِي الشَّمْسِ كَالْإِشْرَاقِ
٢٦٦
شَاعِرُ الْمَجْدِ خِدْنُهُ شَاعِرُ اللَّفـْ
ـظِ كِلَانَا رَبُّ الْمَعَانِي الدِّقَاقِ
٢٦٧
لَمْ تَزَلْ تَسْمَعُ الْمَدِيحَ وَلَكِنـْ
ـنَ صَهِيلَ الْجِيَادِ غَيْرُ النِّهَاقِ
٢٦٨
لَيْتَ لِي مِثْلَ جَدِّ ذَا الدَّهْرِ فِي الْأَدْ
هُرِ أَوْ رِزْقِهِ مِنَ الْأَرْزَاقِ!
٢٦٩
أَنْتَ فِيهِ وَكَانَ كُلُّ زَمَانٍ
يَشْتَهِي بَعْضَ ذَا عَلَى الْخَلَّاقِ
٢٧٠
وضرب أبو العشائر خيمة على الطريق فكثر سؤَّالُه وغاشيته، فقال له إنسان: جعلت مضربك
على
الطريق! فقال: أحب أن يذكره أبو الطيب، فقال:
لَامَ أُنَاسٌ أَبَا الْعَشَائِرِ فِي
جُودِ يَدَيْهِ بِالْعَيْنِ وَالْوَرِقِ
٢٧١
وَإِنَّمَا قِيلَ: لِمْ خُلِقْتَ كَذَا
وَخَالِقُ الْخَلْقِ خَالِقُ الْخُلُقِ؟!
٢٧٢
قَالُوا: أَلَمْ تَكْفِهِ سَمَاحَتُهُ
حَتَّى بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الطُّرُقِ؟!
٢٧٣
فَقُلْتُ: إِنَّ الْفَتَى شَجَاعَتُهُ
تُرِيهِ فِي الشُّحِّ صُورَةَ الْفَرَقِ
٢٧٤
بِضَرْبِ هَامِ الْكُمَاةِ تَمَّ لَهُ
كَسْبُ الَّذِي يَكْسِبُونَ بِالْمَلَقِ
٢٧٥
الشَّمْسُ قَدْ حَلَّتِ السَّمَاءَ وَمَا
يَحْجُبُهَا بُعْدُهَا عَنِ الْحَدَقِ
٢٧٦
كُنْ لُجَّةً أَيُّهَا السَّمَاحُ فَقَدْ
آمَنَهُ سَيْفُهُ مِنَ الْغَرَقِ
٢٧٧