تاريخ أورشليم والبحث عن مملكة اليهود
«تقع أورشليم في بؤرة الرواية التوراتية، وحولها يدور التاريخ الديني والسياسي لليهود. فمع استيلاء الملِك داود على أورشليم واتخاذها عاصمةً له (والحديث هنا للمؤرِّخين التوراتيِّين)، تحوَّل النظام القَبلي البدائي للجماعات العبرانية إلى دولةٍ منظَّمة ومَملكة مرهوبة الجانب.»
لم تحظَ مدينةٌ بما حظيت به مدينةُ أورشليم من اهتمام المؤرخين والأثَريين ودارسي علم الأديان؛ تلك المدينة التي شهدَت بواكيرَ الحضارة الإنسانية، وأُسبغ عليها هالةٌ مقدَّسة منذ فجر التاريخ، وورد ذِكرُها في الكتب المقدَّسة الثلاثة، التوراة والإنجيل والقرآن، وشهدت الكثيرَ من الصراعات ذات البُعد الديني. ولعل أكبرَ هذه الصراعات هو الادِّعاءاتُ اليهودية في فلسطين عامةً وأورشليم خاصة، التي تقوم على كونهم أصحابَ الأرض الحقيقيين، مستنِدين في ذلك إلى الرواية التوراتية. ومن هذه النقطة ينطلق المفكِّر «فراس السواح» لدراسة مدى صحة هذه الرواية، ومقارَنتِها بالنتائج الحديثة التي تَوصَّل إليها الأثريون وعلماء الأركيولوجيا، والتي خرج منها بالكثير من النتائج المهمة الحيادية، المستندة إلى حقائقَ علمية حول حقيقة تاريخ هذه المدينة والجماعات اليهودية.