(١) أين القرن العاشر؟
في مداخلة له أمام ندوة دعت إليها جامعة
Northwestern
شيكاغو، في مطلع عام ٢٠٠٠م، وموضوعها أصول الشعب اليهودي، قال وليم ديفر (الأركيولوجي
الأميركي
المعروف في الحقل الفلسطيني، وأحد قلة العلماء الذين يتحصنون بآخر معقل للاتجاه المحافظ)
بأن كل
نتائج المسح الأثري الشامل، الذي قام به الأركيولوجيون الإسرائيليون، تؤكد على ظهور جماعات
جديدة سكنت مناطق كنعان المركزية منذ حوالي ١٢٠٠ق.م. ولكن ديفر يؤكد هنا مرة أخرى (راجع
ما
اقتبسنا منه في الفصل السابق) أنه لا يستطيع إطلاق صفة الإسرائيليين على تلك الجماعات،
بل يفضِّل
تسميتهم بأشباه الإسرائيليين، وهذا المصطلح يعني بالنسبة له الجماعات التي صارت إسرائيلَ
فيما
بعد. ثم يسير خطوة أبعدَ من ذلك فيقول بأن الجماعات الجديدة في المناطق الهضبية لم تأتِ
من مصر
ولا من أي مكان خارج كنعان؛ لأن معظم ما تركوه لنا من بقايا مادية، وخصوصًا ما تعلق منها
بالفخاريات، يدل على أنهم ابتدءوا هنا ككنعانيين لا كغرباء، وإذا كانت فئة منهم قد جاءت
من مصر،
فإن الدلائل الأثرية التي يمكن أن تؤكد هجرتهم معدومة تمامًا؛ شأنها في ذلك شأن الدلائل
على
الخروج من مصر، والدلائلِ على فتح بلاد كنعان.
١
إن النتيجة الوحيدة التي يقودنا إليها قول ديفر، وفي شروط انعدام البينات على تميز
الجماعات
الجديدة من الناحية الدينية عن محيطها الكنعاني، هو أن هؤلاء الكنعانيين الفلسطينيين
هم الذين
شكَّلوا المملكة الموحدة في القرن العاشر قبل الميلاد، وأن شاؤل وداود وسليمان هم ملوك
كنعانيون
حكموا على شعب كنعاني، فأي خلط للأوراق أوصلنا إليه تعنُّتُ الاتجاه المحافظ في النهاية؟
وما هو
الفرق بين إسرائيل وكنعان؟ وكيف ذابت تلك الثنائية المكرسة منذ مطلع القرن العشرين؟ الجواب
على
ذلك يكمن في قوة وسلطان الحقيقة. والحقائق تقودنا إلى أبعدَ مما يشتهي أصحاب الاتجاه
المحافظ،
لتقول بأن المملكة الموحدة لم تكن إسرائيلية ولا كنعانية؛ لأنها مجرد اختراع توراتي.
فأورشليم
لم تكن مدينة حية ومسكونة خلال القرن العاشر، وجميع الأوابد المعمارية التي عُزيت إلى
المملكة
الموحدة خارج أورشليم، قد تبين الآن انتماؤها إلى القرن التاسع وما بعده. وهذا يعني أننا
نواجه
فراغًا مطلقًا في فترة القرن العاشر، فلا مملكةَ ولا ملوك ولا سلطة مركزية، والقرن برمته
لم يكن
إلا استمرارًا لعصر الحديد الأول، وإليكم القصة المذهلة كما بدأت تتكشف منذ مطلع
الثمانينيات.
بعد أن توفيت السيدة كاثلين كينيون بشكل مفاجئ عام ١٩٧٨م، وقبل أن تُنهي نشر تقارير
حملتها
التنقيبية في موقع أورشليم، قام معهد الآثار البريطاني القدس بتشكيل لجنة مؤلفة من اختصاصيَّين
اثنين في علم تأريخ اللُّقى الأثرية، هما ﻫ. ج. فرانكن H. J. Franken، ومساعِدته السيدة مارغريت شتاينر M. Steiner، وكلاهما من جامعة ليدن
بهولندا، وعُهد إليهما بإعادة النظر في تواريخ اللقى الأثرية من موقع أورشليم، وتحديد
تواريخ
اللقى التي لم يجْرِ تأريخها بعد؛ سواء ما عاد منها إلى تنقيبات كينيون، أم إلى التنقيبات
اللاحقة. وقد نشر الاثنان نتائج عملهما المخبري في عدد من التقارير والمؤلفات الاختصاصية،
وكانت
النتائج مدهشة إلى أبعد الحدود.
تقول مارغريت شتاينر في بحث منشور في مجلة علم الآثار التوراتي عام ١٩٩٨م.
٢
بأن الدراسة الستراتيغرافية والتحليلية للُّقى الأثرية من موقع أورشليم، وخصوصًا
الفخارية
منها، منذ مطلع عصر البرونز الوسيط وحتى مطلع عصر الحديد الثاني في القرن العاشر قبل
الميلاد، قد
قادت إلى النتائج الآتية:
- (١)
مما لا شك فيه أن مدينة أورشليم اليبوسية (وفق مصطلح كينيون) قد نشأت على هضبة أوفيل
في مطلع عصر البرونز الوسيط حوالي ١٨٠٠ق.م.، وإلى ذلك التاريخ يرجع بناء سورها الأول،
ولكنها لم تكن في ذلك الوقت أكثر من بلدة مسوَّرة تتحكم بمساحة صغيرة حولها. وربما كانت
من
البلدات التابعة لسلطة مدينة أكبر منها.
- (٢)
في عصر البرونز الأخير (١٥٠٠–١٢٠٠ق.م.)، وخصوصًا في قسمه الثاني، كانت المدينة
مهجورة وخالية من السكان. يدلنا على ذلك فِقدانُ الكسرات الفخارية واللقى الأثرية الصغيرة
التي نستدل منها عادةً على وجود الحياة السكنية. وبما أن مثل هذه اللُّقى قد وُجدت بكثرة
في
مستويات عصر البرونز الوسيط، فإن القول بأن لُقى عصر البرونز الأخير قد انجرفت لسببٍ
ما؛ لا
يقوم على أساس علمي.
- (٣)
لا يوجد ما يشير إلى أن الوضع قد تغير خلال عصر الحديد الأول، فاللقى الأثرية التي
نستدل منها على وجود حياة سكنية نشطة معدومة تقريبًا، ولا تبدأ في الظهور إلا في سياق
القرن العاشر.
- (٤)
بين أواخر القرن العاشر ومطلع القرن التاسع، هنالك دلائل على حدوث نشاط إنساني على
هضبة أوفيل، ولكن البيوت السكنية لم يكن لها وجود، وما من بينات تدل على أن عددًا كبيرًا
من الناس قد عاش هنا. لذا فإنه من المرجح أن الموقع كان عبارة عن مقر إداري لسلطة سياسية
متواضعة، وأننا أمام بدايات ولادة مدينة جديدة لم يكن لها وجود خلال بضعة قرون
ماضية.
- (٥)
إن المسح الأركيولوجي الشامل الذي قام به الأركيولوجي الإسرائيلي آفي أوفير Avi
Ofer لمرتفعات يهوذا، مستخدِمًا أحدث تقنيات التنقيب والتاريخ، قد أثبت هذه الوقائع بخصوص
أورشليم، فقد أظهرت نتائج المسح أن الاستيطان البشري الذي توقف منذ عصر البرونز الأخير
في
المناطق المحيطة بأورشليم، لم يعُدْ إليها إلا في الفترة الانتقالية بين القرن العاشر
والقرن التاسع قبل الميلاد، وأن هذا الاستيطان هو من النوع المتكامل الذي يعتمد في إدارة
شئونه على مركز حضري، هو بلا شك أورشليم.
- (٦)
من كل ما سبق، تستنتج مارغريت شتاينر وزميلها فرانكن، بأن الملك داود لم يكن لديه
مدينة ليقهرها في مطلع القرن العاشر، ويجعلها عاصمة لمملكته الموحدة؛ لأن مثل هذه المدينة
لم تكن موجودة في ذلك الزمن. كما أن الوصف الذي نجده في أسفار التوراة لمدينة أورشليم
(من
سفر يشوع إلى سفر الملوك الأول) لا ينطبق إلا على مدينة القرن السابع.
- (٧)
تدل اللُّقى الأثرية الغزيرة التي تم إرجاع تاريخها إلى القرن السابع، على أن أورشليم
قد تحولت إلى عاصمة إقليمية في زمنٍ ما بين أواخر القرن الثامن ومطلع القرن السابع. وقد
ترافق صعود أورشليم مع تدمير الآشوريين لمدينة السامرة عاصمة مملكة إسرائيل التاريخية
عام
٧٢١ق.م.، وتدميرهم لبعض المدن القوية المنافِسة لأورشليم، مثل مدينة لخيش في سهل شفلح
عام
٧٠١ق.م.
في الوقت الذي كان يتم فيه الإجهاز على مفهوم المملكة الموحدة في موقع أورشليم، كان
فريق من
علماء الآثار الإسرائيليين يُجهِز على مفهوم أركيولوجيا المملكة الموحدة خارج أورشليم،
وبشكل خاص
في موقع مجدو الذي وُلد فيه هذا المفهوم، بعد اكتشاف بوابتها الشهيرة المتصلة بسور مزدوج،
وعدد
من البُنى المعمارية الضخمة، وبُنًى ذات طراز معماري خاص فسرت على أنها إسطبلات سليمان.
فبعد
اكتشاف بوابة مجدو تم الكشف عن بوابتين مطابقتين لها في التصميم وأسلوب العمارة في كلٍّ
من موقع
حاصور وموقع جازر، وعُزيت هذه البوابات الضخمة إلى نشاطات الملك سليمان العمرانية؛ اعتمادًا
على
ما ورد في سفر الملوك الأول ٩: ١٥ من قيام سليمان بتحصين أورشليم ومجدو وجازر. وبما أن
المنقب
الإسرائيلي إيجال يادين، الذي أشرف على التنقيب في موقع مجدو وحاصور خلال ستينيات وسبعينيات
القرن العشرين، قد أرجع تاريخ البوابات إلى القرن العاشر، فقد صار هذا التاريخ مُسلَّمة
أركيولوجية، واستُخدم كبيِّنة على قيام سلطة مركزية في أورشليم، وهيكلية دولة قادرة على
تنفيذ مثل
هذه المشاريع الضخمة (راجع التفاصيل التي أوردتها في الفصل الرابع).
اضطر إيجال يادين، بعد فترة ليست بالطويلة، إلى التراجع عن تأريخه للبنى المعمارية
المدعوة
بإسطبلات سليمان، وأعلن أنها لا تنتمي إلى القرن العاشر، بل إلى أواسط القرن التاسع.
ثم أخذت
صورة مجدو السليمانية تتداعى تدريجيًّا، عندما بدأت البعثة التنقيبية لجامعة تل أبيب،
برئاسة إ.
فنكلشتاين ودافيد أوسيشكين D. Ussishkin، بنشر نتائج حفرياتها
في مجدو منذ أواسط التسعينيات. فقد أعلن أوسيشكين أولًا بأن بوابة مجدو وسورها المزدوج
لا
ينتميان إلى القرن العاشر، بل إلى القرن التاسع. ثم تبع ذلك إعلان فنكلشتاين أن كل الطبقة
الآثارية المعروفة بالطبقة السليمانية في موقع مجدو، بجميع مظاهرها الفخمة، ليست سليمانية،
ولا
تنتمي إلى القرن العاشر، بل إلى القرن التاسع أيضًا. أما طبقة القرن العاشر فهي الطبقة
التي كانت
تُعزى وَفق التاريخ السابق إلى القرن الحادي عشر، وهي طبقة فقيرة وعادية، ولا تحتوي على
ما يَلفت
الانتباه. فإذا كان ملوك مجدو نفسها ليسوا هم المسئولين عن تحصين مجدو وبناء قصورها،
فإن المرشح
لهذه المهمة ليس سليمان وإنما عُمري ملك السامرة.
عرض فنكلشتاين وأوسيشكين نتائج دراستهما لموقع مجدو، أمام مؤتمر لجمعية علم الآثار
التوراتي
Biblical Archaeology Society، عُقد بسان فرانسيسكو
أواخر عام ١٩٠٧م، شارك فيه نخبة من علماء الآثار من أمريكا وإسرائيل، وكان محوره الأساسي
تحت
عنوان «أين القرن العاشر؟»
٣ وقد أثارت نتائج هذين الآثاريَّين اللامعَين ضجة عالية في أروقة المؤتمر وفي خارجه،
إلى درجة أن صحيفة وول ستريت جورنال، التي لم تهتم عبر تاريخها بغير الشئون المالية
والاقتصادية، قد نشرت على غلافها صورة لفنكلشتاين، وقدمت في صفحاتها الداخلية عرضًا لمداخلته
أمام المؤتمر بخصوص القرن العاشر في موقع مجدو، واختتمت مقالتها بآخر جملة قالها زميله
أوسيشكين
في نهاية مداخلته أمام المؤتمر: «إنه لَيصعُب على روحي الرومانسية أن تقبل بهذه الوقائع.
أرجو من
الملك سليمان أن يسامحني.»
هذه الضجة التي قامت داخل المؤتمر وخارجه لها ما يبررها؛ لأن التاريخ الجديد للمستوى
المدعو
بالسليماني في مجدو ينعكس على بقية المدن المدعوة بالملكية في حاصور وجازر، ويرمي ببواباتها
المدعوة بالسليمانية إلى القرن التاسع أيضًا. ونحن إذا أضفنا هذه المعلومات الجديدة إلى
المعلومات المستمدة من موقع أورشليم، لم يَبقَ لدينا ما يُنقذ تاريخية المملكة الموحدة
وملوكها.
إن أبنية مجدو وتحصيناتها، وكذلك تحصينات حاصور وجازر، لم تنفذها سلطة مركزية قوية في
فلسطين
خلال القرن العاشر. كما أنه لا مبرر لافتراض وجود مثل هذه السلطة المركزية في القرن التاسع؛
لأن
القرن التاسع كان بمثابة الفترة التي ازدهرت خلالها دويلات المدن الفلسطينية المستقلة،
ولا يوجد
بين أيدينا من الوثائق النصية والأركيولوجية ما يشير إلى قيام وحدة من أي نوع في فلسطين
الكبرى،
أما عن تشابه البوابات والتحصينات في المدن الثلاث خلال القرن التاسع، فليس إلا من قبيل
تكرار
الأنماط المعمارية في مُتَّحدٍ ثقافي واحد.
على أننا يجب ألا نعتقد لوهلة بأن جلَّ علماء الآثار الإسرائيليين قد بدأ يباشر عمله
بمعزل عن
سطوة الرواية التوراتية. فما زالت هنالك أصوات قوية في علم الآثار، سواءٌ في إسرائيل
أم في
خارجها، تكافح ضد التيار، ويعمل أصحابها بجد ودأَبٍ على إنتاج حجج علمية مقابلة. ولا
أدلَّ على ذلك
من عنوان المقالة التي نشرها في آذار من العام ٢٠٠٠م الأركيولوجيُّ الإسرائيلي المحافظ
A. Mazar وزميله
John Camp،
بخصوص النتائج الأولية لحفرياتهما في موقع تل رحوب في المنطقة الشمالية من غور الأردن
إلى
الجنوب من موقع بيت شان (بيسان الحالية)، لقد اختار المنقِّبان لمقالتهما عنوان: «هل
ينقذ موقع
رجوب المملكة الموحدة؟»
٤ إن هذا العنوان المثير، إذ يدل على تصميم الاتجاه التوراتي في المضي قُدمًا بحثًا عن
بيِّنات تدعم موقفه، إلا أنه يدل في الوقت نفسه على عمق الأزمة التي يمر بها علم الآثار
التوراتي،
وهي الأزمة التي عبر عنها بمرارةٍ الأركيولوجي زائيف هيرتزوغ الأستاذ في جامعة تل أبيب
في مقالة
نشرتها صحيفة هاآرتس بتاريخ ٢٨/ ١١/ ١٩٩٩م.
يقول هيرتسوغ بأن الحفريات المكثفة في أرض إسرائيل خلال القرن العشرين، قد أوصلتنا
إلى نتائج
محبطة، كل شيء مُختلَق، ونحن لم نعثر على شيء يتفق والروايةَ التوراتية. إن قصص الآباء
في سفر
التكوين هي مجرد أساطير، ونحن لم نهبط إلى مصر ولم نخرج منها. لم نَتُهْ في صحراء سيناء،
ولم ندخل
إلى فلسطين بحملة عسكرية صاعقة احتلت الأرض ووزعتها على الأسباط. وأصعب هذه الأمور أن
المملكة
الموحدة لداود وسليمان، التي توصف في التوراة بأنها دولة عظيمة، كانت في أفضل الأحوال
مملكةً
قبَلية صغيرة، وعلاوة على ذلك فإن القلق سينتاب كلَّ مَن سيضطر إلى التعايش مع فكرة أن
يهوه، إله
إسرائيل، كان لديه زوجة (هي الإلهة الكنعانية الكبرى عشيرة)، وأن إسرائيل لم تتبنَّ عقيدة
التوحيد
على جبل سيناء، وإنما في أواخر عهد ملوك يهوذا. إنني أدرك، باعتباري واحدًا من أبناء
الشعب
اليهودي، وتلميذًا للمدرسة التوراتية، مدى الإحباط الناجم عن الهُوَّة بين آمالنا في
إثبات تاريخية
التوراة وبين الحقائق التي تتكشَّف على أرض الواقع. إنني أُحِس بثقل هذا الاعتراف على
عاتقي، ولكنني
ملتزم بتدقيق ونقد وتعديل تفسيراتي ونتائجي السابقة، والأخذ بعين الاعتبار ما توصل إليه
زملائي
من نقد وتفسير جديد للوقائع.
٥
والآن، إذا كان سكان المناطق الهضبية (التي قامت عليها مملكتا إسرائيل ويهوذا التاريخيتان
ابتداءً من القرن التاسع قبل الميلاد) هم من الذخيرة السكانية الكنعانية، كما قال الأركيولوجي
الأميركي المحافظ وليم ديفر في مداخلته أمام ندوة جامعة
Northwestern بشيكاغو (مما اقتبسناه في مطلع هذا الفصل)، وكما
بيَّن المسح الأركيولوجي الشامل للمنطقة. وإذا كانت المملكة الموحدة في القرن العاشر
وملوكها
الثلاثة، ليست أكثر من اختراع توراتي تنفيه كل الوقائع الأركيولوجية والتاريخية، أفلا
ينجم عن
ذلك القول بأن مملكتي إسرائيل-السامرة ويهوذا هما مملكتان كنعانيتان نشأتا على الخلفية
الثقافية العامة لعصر الحديد الكنعاني وما سبقه؟
للإجابة على هذا التساؤل، سوف نخصص الفصلين القادمين لتقصي نشوء مملكة إسرائيل-السامرة
ومملكة يهوذا، في المناطق الهضبية الفلسطينية إبان عصر الحديد الثاني، الذي شهد ازدهار
ممالك
آرام في سورية، مثلما شهد نشوء الإمبراطورية الآشورية وتوسُّعها غربًا حتى تجاوز نفوذها
الساحل
السوري باتجاه قبرص وبحر إيجة.
نحن ما زلنا بصدد البحث عن مملكة اليهود في فلسطين، فهل كانت إسرائيل ويهوذا
يهوديتين؟