الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب
يستكشف هذا الكتابُ جذورَ الصلات المعقَّدة التي تربطُ بين الشرق والغرب. توظِّفُ لورا نادر الإثنوجرافيا من أجل التمييز بين الصورة النمطية للعلاقة بين الشرق والغرب وواقع هذه العلاقة، كما تستعينُ بالوثائق العربية، منذ الحملات الصليبية حتى الأدب الإثنوجرافي العربي المعاصر؛ من أجل التخلُّص من المنظور الذي يرى به الشرقُ والغربُ أحدهما الآخر. من خلال دراسة المبادلات التاريخية بين الشرق والغرب، توضِّح مؤلِّفةُ الكتاب كيف أن الفروق التي تُميِّز طرفًا عن آخَر كثيرًا ما أدَّت إلى العُنف والاعتياد عليه؛ حيث ترسم — بأمثلتها التاريخية الحية وتحليلها للأحداث الجارية — صورةً تفصيليةً للإهانات العديدة والافتراضات الزائفة التي تُغلِّف تعامُل الغرب مع العرب والمسلمين.
تعتمدُ هذه الدراسةُ الممتعةُ التي تقدِّمها لنا كاتبةٌ مؤثِّرةٌ في عالم الأنثروبولوجيا المعاصرة على فكرة أنَّ تأمُّلَ الذات ضرورةٌ جوهريةٌ لفهم ما يحدثُ اليومَ، وذلك فيما يتعلَّق بالأصوليات التي يتشاركها الشرقُ والغربُ معًا — سواءٌ أكانت دينية أم اقتصادية أم سياسية — وبالكرامة؛ كرامتنا وكرامة الآخَر. يقدِّم الكتابُ تجربةً شخصيةً ومهنيةً يزيد عمرها على نصف قرنٍ من الزمان، تثرينا برؤى الشرق الأوسط والغرب أحدهما تجاه الآخر، وبآراء ثاقبة حول العلاقات بين الشرق والغرب في القرن الحادي والعشرين.