الأدب العربي المكتوب بالفرنسية
«لم ينحصر همُّ الكاتب العربي الذي يكتب باللغة الفرنسية في الانبهار فقط بالثقافة الأوروبية، بل كان همُّه الأول هو البيئة العربية وثقافتها القديمة والحديثة؛ ولذا، فنحن نقول إننا أمام أدبٍ «عربي» مكتوب باللغة الفرنسية؛ لأنه مرتبطٌ بالمكان الذي يُكتَب عنه، وبالناس الذين يعيشون في هذا المكان؛ بثقافتهم وسلوكهم الخاص والعام.»
هل تتحدَّد هُويَّة الأدب تبعًا للُّغة المكتوب بها، أم تبعًا للكاتب الذي يكتب وَفق سياقٍ زمنيٍّ وثقافي معين، ويعبِّر عن همومٍ معينة تنفرد بها فئة من الناس تبعًا لهُويَّتهم؟ يجيب «محمود قاسم» عن هذا السؤال؛ حيث يتناول في هذا الكتاب الأدبَ الذي سطَّرته أقلامٌ عربية بلغة فرنسية، معتبرًا إياه أدبًا عربيًّا خالصًا، ينتمي إلى ثقافة وهُوية عربيَّتَين. وقد حرص «قاسم» على تناول هذه الأقلام وأعمالها؛ حتى يعيد إليها الاعتبار في الذهنية العربية، خاصةً أنها لم تنَل حظَّها من المعرفة عند الجمهور العربي الذي اعتبرها أقلامًا غربية تكتب لجمهورٍ غير عربي، ولم تنَل حظَّها كذلك لدى الجمهور الفرنسي الذي اعتبرها أقلامًا عربية لا تُعبِّر عنه؛ ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الذي نتعرَّف فيه على سِمات هذا الأدب وروَّاده مثل: «ألبير قصيري»، و«جورج شحادة»، و«إيفلين بطرس»، وغيرهم من الأدباء العرب وأدباء المهجر.