سلام …
حياةُ ابن آدم مهما تطولُ
خيالًا تمرُّ كلمحِ البصرْ
فيولد صبحًا، وظهرًا يَعُول
وعصرًا يُوَارَى فيمسي أَثَرْ
وما العيشُ إلا مَنَامٌ قصيرٌ
وما الدهرُ للناس إلا سِيَرْ
فَتَقْوَى الْإِلٓه وَصُنْع الجميل
لَأَقْوَم زادٍ قبيل السفر
وأمر العلي لا مردٌّ له
ومن دونه لا يفيد الحَذَر
ليجر القضاء بأحكامه
ومن يستطعُ عِنَادَ القَدَر؟
دَهَتْنِي الليالي بأرزائها
فلازم جفني الْبُكَا والسهر
خدمت المعارف عهدًا طويلا
أمينًا وَفِيًّا حميدَ الذكر
مُجِدًّا نشيطًا سليمَ الْقُوَى
حَلِيفَ النجاح، حديدَ النظر
وبعد اجتهادي ثلاثين عامًا
أحاطت حياتي غيومُ الْكَدَر
ومَنْ كلَّفَ النفس فوق الذي
تطيق احتمالًا سعى للخطر
لذلك كان لإرهاق عيني
من الحظ ما لم أكن أنتظر
خَبَا النورُ عن مُقلتي فانتهت
حياةُ اجتهادي بِفَقْدِ البصر
سلامٌ على يانِعَاتِ الربيع
سلام على باسماتِ الزَّهَر
سلامٌ على طلعةِ النيريْنِ
سَنَا الشمس حسنًا وضوءِ القمر
سلامٌ على ما حَوَاهُ جمال
تحلَّت به مُتْقَنَاتُ الصُّوَر
سلامٌ على نَابِغَاتِ الفنونِ
سلام على عبقريِّ الفكر
سلامٌ على خطرات النسيمِ
بِرَوْض العلوم، وَجَنْي الثمر
سلامٌ على حالياتي اللواتي
لها في الثقافة ذكر عطر
لقد ضاع حقي الذي قَدَّروه
كما ضاع مالي الذي أدخر!
أَيُرْضِى الْإِلٓهَ؟ ويرضي النبيَّ؟
ويرضيكَ أنتَ؟ ويرضي الْبَشَرْ؟