وهبتك قلبي
لِمَنْ أَشْتَكِي يا لَيْلُ بَاسِمَةَ الثَّغْرِ
وما نَالَنِي مِنْهَا من البُعْدِ والهَجْرِ
ليالي الهَنَا ولَّتْ سراعًا وخلَّفَتْ
فُؤَادِي لِذِكْرَاهَا يبيتُ على الجَمْرِ
سَقَى اللهُ أَيَّامَ الهَنَاءِ التي خَلَتْ
من السُّحْبِ أَحْلَى ما يَسِيلُ من القَطْرِ
إِليكِ اشتياقي ربةَ الحُّسْنِ إِنَّنِي
وحقِّ الهَوَى ما بات غيركِ في فِكْرِي
تطولُ الليالي والسُّهَادُ مُلَازمي
وَسَيلُ دُمُوعِي من لهِيبِ الجَوَى يَجْرِي
سَلِي اللَّيْلَ هَلْ جَفْنِي يَرَى النَّوْمَ لحظَةً
وهل غيرُ أَنَّاتي بِجَوْفِ الدُّجَىَ تَسْرِي
وهل أَسْهَرُ اللَّيْلَ الطَّويلَ مُسَامِرًا
سوى سارياتِ النَّجْمِ أَوْ طلعةِ البَدْرِ
رَعَى الحُسْنُ ثَغْرًا في مُحَيَّاكِ باسمًا
تبدَّى كبدر التمِّ في لَيلةِ القَدْرِ
وَأَهْدَى الجمالُ السِّحْرَ عَيْنَيْكِ مُعْجَبًا
بما فِيهمَا من فاتِكَاتِ الهَوَى العُذْرِي!
وَهَبْتُكِ قَلْبِي عندَ أَوَّلِ نَظْرَةٍ
وَشَاهِدُ حُبِّي عَالِمُ السرِّ والجَهْرِ
سأَحْفَظُ في قَلْبِي عُهُودَ مَحَبَّتِي
وَمَنْ غَيْرُهَا يا حُبُّ عَوْنِي على الدَّهْرِ
وأَصْبِرُ مَهْمَا أَتْلَفَ الصَّبْرُ مُهْجَتِي
ولو أَنَّ في طُولِ النَّوَى ضَيْعَةَ العُمْرِ