راقبوها
رَاقَبُوهَا خَوْفَ التَّأَوُّهِ حَتَّى
لا يُذِيعَ النَّسِيمُ سِرَّ هَوَاهَا
وأَراقُو دَمَ المَحاجرِ مِنْهَا
قسوةً حين أسرفوا في أَذاها
وأَعَدُّوا لِصَفْوِهَا كلَّ كَيْدٍ
وادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَرَادُوا صَفَاهَا
وأَقَامُوا من العُيُونِ شُهُودًا
ساهراتٍ تَعُوقُهَا عن هَنَاهَا
عذَّبُوا قَلْبَهَا الكلِيمَ المُعَنَّى
وأَهاجو بين الضُّلُوعِ جَوَاهَا
فارق النومُ جفنَهَا وَتَوَارَى
نورُ آمالها وَطَيْفُ مُنَاهَا
وتَعَدَّى السَّقَامُ ظلمًا عليها
فبكاها رغم التَّشَفِّي عِدَاهَا
نال منها الضَّنَى فصارت خيالًا
بعد أن أحرق اللهيبُ حشاها
أقسمت أن تصونَ للحب عهدًا
وتقاسي العذابَ مهما ضَنَاهَا
بات طيف الكرى مناها وأضحى
وَالِهَ الصبرِ زادها وعَزَاهَا
مثلت آيةَ الوفاءِ فضحت
كل ما عزَّ في سبيل وفاها
عَلمْت أطهر القلوبِ غرامًا
أنما الصبرُ خيرُ وِرْدٍ سقاها
زهرةُ الحبِّ أشرفُ الزهرِ نبتًا
أبد الدهرِ لا يضيع شَذَاها
هكذا يرفع الغرام نفوسًا
طاهراتٍ قد أخلصت في هواها