إليك وفائي
إذا أنكر الحُسْنُ البَدِيع حنيني
فهل ينكرُ الليلُ الأمين أنيني؟
سلي ساريات الليل عن سُهْدِ مُقْلتي
ونيران أَحشائي وَسَيْلِ جُفوني
وما حلَّ في قلبي من الوجد والجوى
وقد مكنت مني السقام شجوني
خطرتِ فحمَّلْتِ النسائم نفحةً
من الطيبِ زادت في هواكِ جنوني
وأسفرتِ عن وجهٍ تكامل حسنهُ
بطلعته نورًا ملأْت عيوني
وأرسلتِ سهمًا من لحاظك فاتكًا
أصاب هوى قلبٍ عليكِ أمين
سعيرٌ سرى في مهجتي فأذابها
ومن حرِّ آهاتِ الغرامِ يقيني
ظننت الهوى سهلًا ولم أدرِ أنَّهُ
هوانٌ لقلب العاشقِ المَفْتُونِ
تكتَّمْتُ حُبِّي غير أَنَّ مَدَامِعي
تبوحُ بسرٍّ في الفؤاد مصونِ
تعلم جفني السُّهْدَ من روعة النوى
وتاهت بأبراج الخيالِ ظُنوني
كساني ثيابَ السقم عهدُكِ فارحمي
فؤادًا بما يُرْضيك غيرَ ضنينِ
إليك وفائي إنني صابرٌ لما
قضته يد الأقدارِ فَوْقَ جَبيني