عن غادة
إِنْ سَطَا الحبُّ فلا يُغْني الْحَذَرْ
فهو سهمُ الحظِّ في كف القَدَرْ!
كُنْتُ في حِصْنٍ مَنيعٍ أختفي
عن جَمَالِ الغِيد فتَّان النَّظر
أَتَّقَي شَرَّ الغواني آمِنًا
من شراك اللَّحْظِ أَوْ أَسْرِ الْحَوَرْ
لستُ أَدْرِى سِرَّ ما قُدِّرَ لي
في سَمَاءِ الغَيْبِ من سُحْبِ الكَدَرْ
غادةٌ قد أُعْجِبَ الدهْرُ بِهَا
واشتياقًا منه حيَّاها القَمَرْ
أَرْسَلَتْ من مُقْلَتَيْهَا نظرةً
تيَّمَتْنيِ، شاغَلَتْ مني الفِكَرْ
خِلْتُ منها أنني أَرْقَى السَّمَا
بين حُورِ العينِ في جَوِّ السَّمَرْ
لَيْلَةُ الْأُنْسِ سَرِيعًا تَنْقَضِي
كوميضِ الْبَرْقِ أو لَمْحِ البَصَرْ
نارُ حُبِّي حَوَّلَتْ دَمعي دمًا
روَّعتني، عَلمت جفني السَّهَرْ
مزَّق الهجرُ فُؤَادِي فارحمي
قلبَ صَبٍّ من جوى الحبِّ استنمر
واحفظي عَهْدَ غَرَامِي إِنَّني
يا رجاءَ الْعَيْنِ أَوْفَى مَنْ صَبَرْ