لمن أشتكي؟
أضاعَ رشادي يا مُنَايَ جَفَاكِ
فيَاليْتَني ما ذُقْتُ طَعْمَ هَواكِ
وهبتُكِ قلبًا كان لا يَعْرِفُ الهَوَى
ولم يدر آلامَ الجوى لَوْلَاكِ
فمكنت منه الوجدَ يكْوي صَمِيمَه
ولم ترحمي أنات قلْبٍ شاكِ
رَمَتْني العُيُونُ السَّاحِرَاتُ بسهمها
وَمنْ مُنْقِذِي مما جَنَتْ عَيْنَاكِ
لمن أَشْتَكي سُهْدِي وَوَجْدِي وَلَوْعَتي
وما نالني من لَحظِكِ الفَتَّاكِ
تبيَّنْتُ من عَيْنَيْكِ ما رمت كَتْمَهُ
وما لم تُذِعْ أسرارَهُ شفتَاك
ولما بدا صُبْحُ الْيَقِينِ لناظري
جعلتُ فؤَادي والحياةَ فداكِ
يُسَاهِرُني شَوْقي إِليك وَمَدْمعي
يُبَرْهِنُ أَني لا أُحِبُّ سوَاك
أرى المرُّ يحلُو والعذابَ كأنَّه
نعيمٌ لقلبي في سبيلِ رضَاكِ
إليك وفائي ربةَ الحُسْنِ إنني
وحقِّ الهوى العذريِّ لا أَنْسَاك
سأَصبر حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا
وإن كنت راحمةً فسوفَ أَراكِ