لولا الهوى
بَدَتْ قمرًا بالفاتكين تَقلَّدَا
وقد أشْهَرَتْ باللحْظِ سيفًا مُهَنَّدَا
وقد أَغْمَدَتْ في حبةِ القلب سَيْفَهَا
فأصْبَحَ جِسْمِي بالغرام مهدَّدَا
ولم تَدْرِ عينِي ما بقلبِي لأنها
رأَتْ في رياض الحسن خدًّا مورَّدَا
فشاغَلَهَا وردُ الخدود عن الذي
تأَجَّجَ نارًا في الهوَى وَتَصَعَّدَا
كلِفْتُ بها من قبل أَنْ أَعْرِفَ الهوى
فأصبحَ جَفْنِي في الغرام مُسَهَّدَا
وكنت حَذَرْتُ الغيدَ حين تمرَّدَتْ
فأوقعني قلبي بأهيفَ أَغْيَدا
ولولا الهوَى ما بِتُّ بالدمع غارقًا
وقد كنت خلْوًا قبله متباعِدا
لعوبٌ لها من باهر الحسن طلعةٌ
إذا أشرقتْ أبصرتُ غُصْنًا تأَوَّدَا
وَقَدًّا رَوَتْ عن لينهِ واعتداله
صحاحُ العوالي بالجمالِ تفرَّدَا
لها أقسمت عينايَ لا تترك البكا
ونفسي تمنت أن تكون لها الفِدا
تجود جفوني بالدموع وها أنا
أبيتُ الليالي ساهرًا مُتَوَقِّدَا
تَعَدَّى على جسمي الضَّنَى فأذابَهُ
نُحُولًا وَخَلَّانِي خَيَالًا مُجَرَّدَا
فيا ليلة مَرَّت كأحلام نائمٍ
أقمتُ لها في جَذْوَةِ القَلْبِ مَرْصَدَا
ألا لَيْتَ شِعْرِي هل أوفَّقُ سَاعَةً
إلى طلعةٍ كانت لِحُبِّي مَشْهَدَا
تَرُدُّ إِلَى روحي الحياةَ فأبتَنِي
لِعَهْدِ زمانِ الحُبِّ حِصْنًا مشيدا