قسما بثغر …
يا جفنُ إِنَّكَ لم تَذُقْ طَعْمَ الْكَرَى
يومًا ولم تهنأْ بطيبِ رُقَادِ
فَعَلَامَ يَشكو هَجْرَه وبعادَه
وصدى أنينكَ ضائعٌ في وادِ
جُد بالبكاءِ عَسَى بِدَمْعِكَ تنطفِي
نارٌ أَحاطَ لهيبُها بفؤادِي
حُبٌّ تَرَبَّى في دمي فَسَرَى بِه
حَتَّى تَمَلَّكَ مُهْجَتِي وَقِيادِي
يا مَنْ تُجيد عيونُهَا لغةَ الهوَى
هل غاب عن تلك العيونِ مُرَادِي
لكِ نظرةٌ فتنَ الجمالُ بِسِحْرِهَا
ومُقَبَّلٌ يشفي غليل الصادي
إن المحاسنَ أَبْدَعَتْ تَصْوِيرَها
في ناظريكِ وغصنكِ الميَّاد
قَسَمًا بثغرٍ بالسيوفِ مُمَنَّعٍ
وبسحرِ لحظٍ قد أضاع رَشَادي
ما مَسَّ خَدَّكِ غيرُ أَنفاس الصَّبَا
نَسَمَاتُهُنَّ روائحٌ وغوادِي
أنا مَغْرَمٌ فَتَكَ النحولُ بجسْمِهِ
وسَطْتَ عليه عداوةُ الحسَّادِ
إن تمنعي عني اللقاءَ فإنني
صَبٌّ قد استعذبت فيك سهادِي