خليل مُطران
من قصيدة «نيرون»
ذلك الشعب الذي آتاه نصرَا
هو بالسبَّةِ من نِيرونَ أحرَى
أي شيءٍ كان نيرونُ الذي
عبدوه؟ كان فظَّ الطبع غرَّا!
قزمة هم نصَّبوه عاليًا
وجثَوا بين يدَيه فاشمخرَّا
ضخَّموه وأطالوا فيئَه
فترامى يملأ الآفاق فُجْرَا
منحوه مِن قُواهم ما به
صار طاغوتًا عليهم، أو أضرَّا
إنما يبطش ذو الأمر إذا
لم يخف بطشَ الأُلَى ولَّوه أمرَا
لستُ محزونًا على القوم، وهلْ
كبدٌ تُلفَى على الأنذال حرَّى
مَن علينا مِن غريمٍ غارمٍ
إنَّ أزرى الخلقِ شعبٌ مات صبرَا
ليس بالكفء لعيشٍ طيِّبٍ
كلُّ من شقَّ عليه العيش حرَّا!
إن روما جعلت نيرونها
وَهْوَ شرُّ القوم مما كان شرَّا
بلَّغَته المُلك عفوًا، فبغى،
كلُّ مُلكٍ جاء عفوًا راح هدْرَا
ليس في تشنيعه من بدعةٍ
إن للخامل عند الذِّكر ثأرَا!
لا ولا في ظلمه من عجَبٍ
إنَّ للظالم عند العدلِ وترَا!
من يَلُم نيرون، إني لائم
أُمَّةً لو كَهرَته ارتدَّ كهرَا١
أمةً لو ناهَضَته ساعةً
لانتهى عنها وشيكًا واثبَجرَّا٢
فاز بالأولى عليها، وله
دونها معذرة التاريخ أخرى
كل قومٍ خالِقو نيرونهم
قيصرٌ قِيل له أم قِيل كسرى!
١
جبهته جبهًا.
٢
اعتدل.