بشارة الخوري
الأخطل الصغير
بين لويس وعبد الحميد
عاهلَ الغول لفتةً ثم رحِّب
بطريدٍ من الملوك شريدِ
قل له: يا لويس، ماذا جنى المـ
ـلك وماذا جناه خفر العهود
قل له: كيف ثُلَّ عرشك، والعر
ش عليه يرفُّ مجد الجدود
قل له: كيف قادك الجند بين الشـ
ـعب للقتل راسفًا بالقيود
الدساتير والثورات
إن الدساتير لا تعطي أعنَّتها
إلا الأعاصيرَ من جنٍّ ومن بشَرِ
من هابطٍ كقضاء الله مكتسحٍ
أو صاعدٍ كفَمِ البركان منفجرِ
دماء الشباب في سبيل الحرية
يا دماء الشباب ما أنت إلا
ذائبَ الطيب، يا دماء الشباب
ادفقي رحمةً ونورًا، وكوني
جدولَ السفح أو هزارَ الغابِ
لا تضُنِّي على الحراب وإنْ آ
ذَتكِ، بل عطِّري رءوسَ الحرابِ
املئيها شذًا، كما يملأ الوَرْ
دُ يدَ الجارحيه، بالأطياب
قطرةٌ منك بسمةٌ في فم الرفْـ
ـقِ، وسوطٌ على يد القرضابِ
كم سياجٍ من الحديد تعفَّى
وسياجٍ باقٍ من الآدابِ!
ما خلا الغيل من دمشق إلى الشهْـ
ـباءِ من حافزٍ ومن وثَّابِ
بسلاحٍ من الحقوق المدمَّا
ةِ نسيج القلوب والألبابِ
شَهرَت مثله فرنسا على الظلْـ
ـمِ فردَّتْه من دمٍ بخضابِ!
يا فرنسا
لقِّني الطغيان درسًا
ليس يُنسى
وصِلي باليوم أمسًا
يا فرنسا …
يظمأ المجد فلا يشْـ
ـرَبُ إلا من يدَيكِ
ويُضام الحق حتى
يرفعَ الصوت إليكِ
كل فجرٍ من جمالِ
بسمةٍ في شفتَيكِ
يا فرنسا
يعرف النصر على بُعدٍ لواكِ
ويغنِّي السيف في الهيجا علاكِ
يا فرنسا
لا يسيل العطر إلا
من دماكِ
يا فرنسا
انشري الأضواء في الأفق البعيدِ
وابعثي فينا صداقاتِ «الرشيدِ»
أنت والأَرْز شعارٌ للخلودِ
يا فرنسا
سيفك المسلول في الشر
قِ سيوف الدهر دونه
باركته القُدُس الثكْـ
ـلى وحيَّته «المدينة»
صافح اليمن يمينه
قبَّل الشرق جبينه
يا فرنسا
لقِّني الطغيان درسا
ليس يُنسى
وصِلي باليوم أمسًا
يا فرنسا …