إلياس أبو شبكة
من قصيدة «الشاعر الحر يخاطب السلطان الظالم»
فأغمد الحُرُّ في عينَيه١ فُوَّهتَه
من ناظرَيه، كبركانٍ ببركان
وقال: مُلكك ليس الشعب يا مَلِكي
فلستَ تملك إلا بعض عُميانِ
كنْ من تشاء، كنِ الدنيا بكاملها
فلستَ تعدل صدِّيقًا بميزاني
جمال قلبيَ عُريانٌ على شفَتي
ونور نفسي معقودٌ بأجفاني
وكيف أكذبُ، والدنيا تُصارِحني
حتى قشوريَ، حتى جسميَ الفاني؟
انظر إلى النهر في صفوٍ وفي كدرٍ
فهل تخفَّى على الصفصاف والبان؟
للنور في كل مجرًى منه مصقلة،
وكل منعطفٍ للحب ثديانِ
وانظر إلى حرمون الشيخ كيف بدا
فهل لهيبته الشمَّاء وجهانِ؟
فذلك الجبل الجبَّار أطعمني
قوت النسور وهذا النهر روَّاني
خفِّف عُتوَّك واغسل قلبكَ الجاني
للظلمِ يومٌ وللمظلومِ يومانِ
عرش العتيِّ على بركانِ مُنكرِه
شتيمةٌ رخمَت في قلبِ سكرانِ
ما كان سلطانُ هذا الشعب سيده،
إن السيادة ما احتاجت لتيجانِ
١
الضمير راجع إلى السلطان الظالم.