وحش أم رجل؟
سيتذكر العالم دومًا عام ١٨٦٦ لما شهده من حدث غريب. على مدار شهور، ظل البحارة حول العالم يتحدثون عن كائن غريب، حيث رأى كل منهم حيوانًا أسرع وأضخم من أي حيوان بحري آخر، يبدو هذا الكائن أحيانًا مضيئًا! رأى ذلك الكائن الكثير من الناس، مما يؤكد أنه حقيقي؛ فاللغز موجود بالفعل.
في شهر أبريل/نيسان عام ١٨٦٧ هاجم الوحش سفينة ضخمة، شعر الجميع بالذعر بعد هذه الحادثة، وفي النهاية أراد الناس البحث عن ذلك الوحش الذي يحكم البحار.
كانت هذه المرة الأولى التي أسمع بها عن ذلك الأمر، فقد قضيت الستة أشهر الماضية في إجراء أبحاث في الولايات المتحدة، كنت أدرس المحيط والحياة البحرية. حاز عملي احترامًا كبيرًا من قبل علماء آخرين. أراد الناس معرفة رأيي في الوحش، كنت أفكر في خيارين، ذلك الشيء قد يكون وحشًا لم نسمع به من قبل قط، أو قد يكون سفينة من نوع ما.
لم أعتقد أن بمقدور أي شخص بناء مثل تلك السفينة دون أن يعرف آخرون عن ذلك الأمر. وبعد جمع كل المعلومات المتوفرة عن ذلك الكائن، قررت أن لا بد أنه مخلوق بحري جديد بالنسبة لنا. فكيف لنا أن نعرف ما الذي يعيش في أعماق المحيطات؟ نحن نخمن فقط. ربما كان ظهور هذا المخلوق ليس سوى صدفة.
وبعد الكثير من التفكير في الأمر، توصلت إلى إجابة هي: لا بد أن هذا الحيوان هو كركدن البحر أو حيوان وحيد القرن البحري. لكن حجمه أضخم كثيرًا من كركدن البحر العادي، بل قد يكون حجمه عشرة أضعاف حجم كركدن البحر، ولا بد أن قرنه أقوى ستة أضعاف، ومع سرعته التي تقدر بعشرين ميلًا في الساعة، سيصبح هذا الحيوان وحشًا يحكم البحار وما فيها.
إلى السيد آروناكس، البروفيسور بمتحف باريس
سيدي: إذا أردت الانضمام إلى هذه الرحلة على متن سفينة أبراهام لينكولن، فستسعد حكومة الولايات المتحدة بذلك. وقد خصص القائد فاراجوت حجرة لك.
وضعت الخطاب جانبًا، أدركت الآن أنه علي مطاردة الوحش حتى الإمساك به. نسيت مدى الإرهاق الذي أشعر به، ولم أفكر في أصدقائي أو عملي، كل ما أردته أن أغادر وأبدأ عملية البحث.
اصطحبت خادمي، كونسيل، في كل سفرياتي، فقد أحببته وأحبني، لم يسألني قط إلى أين نحن ذاهبون، أو كم سنمكث. هذا إلى جانب أنه كان شابًّا قويًّا، واعتمدت عليه في مساعدتي في حمل أمتعتي.
حزمت أمتعتي بمساعدة كونسيل.
ولدى وصولنا إلى سفينة أبراهام لينكولن، قابلت الرجل المسئول عن الرحلة.
قلت: «أنا بيير آروناكس» وبسطت يدي لمصافحته: «هل أنت القائد فاراجوت؟»
انحنى الرجل تحيةً وابتسم: «حجرتك جاهزة لاستقبالك.»
تبعته وأنا أتفحص السفينة أثناء مرورنا. كانت سفينة مناسبة للبحث عن ذلك المخلوق، كما كانت سريعة للغاية، لكن بالطبع لن تضاهي سرعة الوحش. كانت الحجرات على متن السفينة، بما في ذلك الحجرة الخاصة بي، ملائمة للمكوث بها على مدار الأيام العديدة القادمة.
كان حشد من الناس برصيف الميناء في وداعنا، هللوا وتمنوا لنا الحظ الطيب في العثور على الوحش. وسريعًا وصلت السفينة إلى سرعة عالية واندفعنا داخل مياه المحيط الأطلنطي المظلمة.