خطة هروب
على مدار الشهر التالي، سافرنا إلى العديد من الأماكن، وفي منتصف فبراير/شباط، صعدت غواصة النوتيلوس إلى سطح البحر المتوسط.
أخذني نيد جانبًا للتحدث معي عند معرفته بموقعنا.
قال: «هناك شيء بسيط للغاية أود إطلاعك عليه، أريد مغادرة غواصة النوتيلوس.»
لم أكن أريد منع صديقي من نيل حريته، لكنني لم أكن مستعدًا لمغادرة الغواصة. كنت أتعلم الكثير والكثير من رحلتي ومن القبطان نيمو العظيم. كل يوم كنت أقترب من الانتهاء من دراساتي، هل ستتاح لي مرة أخرى مثل هذه الفرصة لمشاهدة عجائب العالم؟ بالطبع لا!
قلت: «صديقي نيد، أجبني بصدق: هل سئمت وجودك على متن الغواصة؟ هل تشعر بالأسف لمقابلتك القبطان نيمو؟»
صمت نيد بضع دقائق قبل أن يجيب، بدأ بقوله: «حسنًا، أنا لا أكره رحلتي في أعماق البحار، بل أشعر بالسعادة لقيامي بهذه الرحلة، لكن مرت فترة طويلة على وجودنا هنا، أريد أن ينتهي هذا الأمر.»
«سينتهي يا نيد.»
«أين ومتى؟»
قلت: «لا أدري، ربما بعد ستة أشهر.»
«وأين سينتهي بنا الحال بعد ستة أشهر.»
«ربما في الصين؟ أنت تعرف أن غواصة النوتيلوس متجول سريع.»
بدا نيد يفكر في هذا الأمر لحظة.
قال وهو مستغرق في التفكير: «سيدي، إذا منحك القبطان نيمو حريتك اليوم هل ستذهب؟»
أجبت: «لا أدري.»
استأنف حديثه: «وماذا لو قرر أن سؤاله هذا لمرة واحدة، وأنه لن يسألك أبدًا؟»
«صديقي نيد، لا يمكنني إجابة هذا السؤال الآن، مع ذلك أعرف بالتأكيد أن هناك شيئًا واحدًا واضحًا: نحن في أسر القبطان نيمو، فقد أحضرنا هنا وفي ذهنه أننا سنبقى هنا ما دام أنه هنا، إذا أعددنا خطة للمغادرة، فلا بد من أن تكون خطة هروب، لا يمكنه اكتشاف أمرها.»
قال نيد في تفاؤل: «أوافقك الرأي.»
«إذا غادرنا، أو متى ما غادرنا، فلا بد أن نجعل ذلك في نطاق محاولتنا الأولى، إذا فشلنا، فلن نجد فرصة أخرى، سيتولى القبطان نيمو مراقبتنا بنفسه، كما أنه لن يسامحنا أبدًا.»
سألني نيد: «إذن عندما يأتي الوقت المناسب الذي نرى فيه أن لدينا فرصة جيدة للهروب، سينبغي لنا استغلالها؟ لا يهم إذا جاءت هذه الفرصة بعد يومين أو بعد شهرين من الآن؟»
«أجل، والآن يا نيد هل يمكنك أن تخبرني ماذا تقصد «بفرصة جيدة للهروب»؟» انتظرت إجابة رفيقي.
«ستكون في ليلة مظلمة، ستكون غواصة النوتيلوس على بعد مسافة صغيرة من ساحل أوروبا.»
سألت وأنا أخشى الجواب: «وهل سيكون سبيل إنقاذ أنفسنا هو السباحة إلى الشاطئ؟»
قال نيد: «أجل، إذا كنا على مقربة كافية من الشاطئ وإذا كانت الغواصة طافية على السطح في ذلك الوقت. لكن إذا كانت الأرض بعيدة والغواصة تحت الماء ….»
سألته: «ماذا إذن؟»
أجاب نيد: «في هذه الحالة، سيتعين الاستيلاء على الغواصة، أعرف طريقة تشغيلها، يمكنني الوصول إلى غرفة التحكم والتسلل والصعود إلى السطح دون أن يعلم القبطان نيمو بخطتنا.»
استمعت جيدًا إلى خطته.
«راقب فرصتنا للهرب يا صديقي، لكن تذكر أن خطأ واحدًا سيدمرنا.»
أجاب نيد: «لن أنسى يا بروفيسور.»
«والآن يا نيد، هل تود معرفة رأي في خطتك؟»
«بالطبع يا سيد آروناكس.»
«أعتقد أن هذه الفرصة لن تأتي لنا أبدًا.»
«لماذا؟»
«لأن القبطان نيمو يعرف أننا لم نتخل عن أملنا في الحرية، وسيظل يراقبنا، خاصة عندما نكون على مقربة من ساحل القارة الأوربية.»
قال نيد وهو يهز رأسه: «سنرى.»
استطردت: «نيد، دعنا نتوقف هنا، لا تقل كلمة أخرى حول هذا الموضوع، عندما يأتي اليوم المناسب، أخبرنا به، سنتبعك، أنا أثق بك تمامًا.»
وبهذا أنهيت حديثنا.